كيف رُمِيت حماس إلى الذئاب؟


خاص 7 آب, 2024

رمى محور وحدة الساحات حماس فريسة للذئاب، وانصرف إلى لملمة سردية المقاومة والتحرير من النهر إلى البحر، بعد أن هشمتها عملية السابع من تشرين، وعرتها من كل أوراق التين. تنشغل طهران بدوزنة ردها على إسرائيل بما لا يؤدي إلى دفعها أثماناً لا تريد أن تدفعها، أما غزة فليس لها إلا مشاهد الموت والدماء والانتظار الذي لا ينتهي

كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

لو طبقت حركة حماس معادلة الصبر الاستراتيجي، لما كانت نفذت عملية 7 تشرين، أو لكانت على الأقل ضمنت أنها لن تكون لوحدها في المعركة، فيما باقي المحور، يختبئ خلف أسوار الصبر الاستراتيجي.

ما تشاهده حماس بعد اغتيال فؤاد شكر واسماعيل هنية، لا لبس فيه لأي مراقب. عاصمة الصبر الاستراتيجي، تعلن صراحة أنها سترد على إسرائيل، لكنها في المقابل تؤكد سراً وعلناً أنها لا تريد الحرب.

على حماس أن تسأل نفسها، لماذا إيران لا تريد الحرب، ولماذا انكفأت إيران من وحدة الساحات إلى جبهات المساندة، ولماذا خبأت رأسها في رمال غزة، في وقت كان القطاع ولا يزال يتعرض لأسوأ حرب قضت على الحجر والبشر.

ألا تستأهل الحرب على غزة، شن الحرب من قبل طهران، أم أنّ عاصمة الصبر الاستراتيجي، تتعمد استعمال أدواتها حتى آخر مقاتل، فيما هي تفاوض الأميركيين، وتتفاوض معهم كما في كل مرة، على هندسة الرد الناعم، الذي لا يؤدي إلى اندلاع الحرب؟

على حماس أن تسأل نفسها وهي تعاين هذا التفاوض الجاري على وقع احتشاد البوارج وتهافت الدبلوماسية، في عمان وقطر: لماذا تتفاوض طهران مع أميركا فيما غزة تباد، ولماذا تحرص طهران على عدم اجتياز الخطوط الحمر، فيما لم يبقَ خط أحمر واحد، لم تجتزه إسرائيل في غزة ورفح وخان يونس، ومدن القطاع المدمرة.

وعلى حركة حماس أن تسأل نفسها أولاً وليس آخراً: ماذا سيكون مصير التحقيق باغتيال اسماعيل هنية، في مقر محمي من الحرس الثوري، وهل ستكشف طهران الحقيقة، كما كشفت الإمارات العربية المتحدة خلال ساعات، تورط الموساد في اغتيال المبحوح.

تعتمد حماس منذ بداية تأكدها من الخذلان الإيراني، سياسة الصمت الاستراتيجي، الذي لا يوجد بديل له، في ظل عدم القدرة على كشف الأسرار والتعهدات، داخل محور وحدة الساحات.

تلك التعهدات التي عبر عنها خالد مشعل في بداية المعركة، بالقول أن دعم حزب الله لغزة غير كافٍ، وكان ذلك سبباً في تعرضه لحملة شرسة، وهو بالتأكيد أحد الأسباب التي منعت توليه رئاسة المكتب السياسي للحركة، خلفاً لاسماعيل هنية.

رمى محور وحدة الساحات حماس فريسة للذئاب، وانصرف إلى لملمة سردية المقاومة والتحرير من النهر إلى البحر، بعد أن هشمتها عملية السابع من تشرين، وعرّتها من كل أوراق التين.

تنشغل طهران بدوزنة ردها على إسرائيل بما لا يؤدي إلى دفعها أثماناً لا تريد أن تدفعها، وبما لا يخرجها عن استراتيجية الحفاظ على النظام، التي تشكل أولوية أولى، وبما يحافظ على أذرعها التي تستعملها كقطع غيار لهذه الاستراتيجية.

أما غزة فليس لها إلا مشاهد الموت والدماء والانتظار الذي لا ينتهي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us