السنوار خلفاً لهنية.. دعوات لتصفيته ووزير يهدد بمحو “الإرهابي الكبير”!
أعلنت حركة حماس، أمس الثلثاء، تعيين زعيمها في غزة يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية. وكان هنية اغتيل في هجوم في العاصمة الإيرانية طهران، الأسبوع الماضي.
وكانت حماس قد أعلنت، السبت، إجراءها مشاورات واسعة لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال هنية، في حين كانت الترشيحات تدور في فلك عدد من قادتها على رأسهم: خالد مشعل الذي سبق أن شغل المنصب عقب اغتيال عبد العزيز الرنتيسي، وخليل الحية نائب رئيس الحركة في غزة، وموسى أبو مرزوق، وهو أحد كبار مسؤولي المكتب السياسي، وزاهر جبارين الذي يتولى منذ فترة طويلة إدارة الشؤون المالية للحركة، إضافة للقيادي محمد إسماعيل درويش.
وأثار إعلان حركة حماس، تعيين زعيمها في غزة يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي تساؤلات بشأن دلالات الخطوة في هذا التوقيت، الذي يشهد تصعيدا بالمنطقة. ووصف محللون ومراقبون، في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، اختيار السنوار بأنه مفاجأة، متوقعين أن يلقي بظلاله على العديد من الملفات على رأسها صفقة الهدنة في قطاع غزة.
مواقف وردود أفعال
دعا وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء أمس، الى “تصفية سريعة” ليحيى السنوار، بعيد تعيينه رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لإسماعيل هنية الذي قتل في طهران الاسبوع الماضي.
ووصف كاتس السنوار، تعليقا على تعيينه رئيسا لحماس بـ “الإرهابي الكبير”. وحث في تغريدة على حسابه في منصة إكس إلى محوه وتصفيته، كاتباً: تعيين يحيى السنوار زعيماً جديداً لحركة حماس، خلفاً لإسماعيل هنية، هو سبب مقنع آخر للقضاء عليه بسرعة ومحو هذه المنظمة الشريرة عن وجه الأرض”.
فيما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أنّه يتعيّن على الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار أن يقرّر بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع إسرائيل.
وأضاف بلينكن أن “السنوار كان ولا يزال صانع القرار الرئيسي فيما يتعلق بإبرام وقف لإطلاق النار” في القطاع الفلسطيني.
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن “المفاوضات وصلت إلى مرحلتها النهائية ونؤمن بشدة بأنها يجب أن تصل إلى خط النهاية قريبا”.
وحث بلينكن إيران وإسرائيل على عدم تصعيد النزاع في الشرق الأوسط، وقال إن “أحدا يجب ألا يصعد هذا النزاع. نحن منخرطون في (جهود) دبلوماسية مكثفة مع حلفاء وشركاء، لنقل هذه الرسالة مباشرة إلى إيران. لقد نقلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إسرائيل”.
وقال بلينكن: “التزامنا بأمن إسرائيل راسخ. سنواصل الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات الجماعات الإرهابية أو الجهات الراعية لها، كما سنواصل الدفاع عن قواتنا”.
وأكد قائد الجيش الإيراني اللواء عبدالرحيم موسوي أن “اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتب حركة حماس السياسي يعني أن إسرارئيل لا ينبغي أن تتطلع إلى أي أمل في مستقبلها”، مشيراً إلى أن “اختيار السنوار خلفاً لإسماعيل هنية يوضح استراتيجية حركة حماس في استمرار المعركة”.
من ناحيه قال الرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ، في آذار الماضي “كل شيء يبدأ وينتهي مع يحيى السنوار”.
واعتبر هرتسوغ أن العثور على السنوار، الذي كان في منصب زعيم الحركة في غزة قبل أن يخلف هنية، هو السبيل للإفراج عن الرهائن المختطفين في القطاع، مشددا حينها على أن “الحرب يجب أن تستمر”، وذلك بعد يوم من تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.
واعرب المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب لـ”سكاي نيوز عربية”، أن اختيار السنوار “رسالة موجهة لإسرائيل أولا وأخيرا”.
وأوضح الرقب أن اختيار السنوار جاء مخالفا لكل التوقعات خلال الأيام الماضية وبعد شد وجذب بين قيادات حماس، مضيفا أن “هذا الاختيار مثّل صدمة للمتابعين ولإسرائيل؛ لأنه إن أراد نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) أن يتفاوض بعد ذلك فعليه أن يتفاوض مع رجل يقيم تحت الأرض”.
وأكد الرقب أن تعيين السنوار “سيعقد أي ملفات متعلقة بالتفاوض؛ إذ أن عملية الاتصال ذاتها معه أمر صعب، وحينما تحتاج لرسالة سيكون مطلوبا الانتظار لعدة أيام، ومن ثم بات الأمر صعبا على الوسطاء أنفسهم”.
واتفق مع ذلك مدير مركز التحليل العسكري والسياسي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، الذي قال في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “هذا ليس جيدا لمساعي وقف إطلاق النار”.
لتبادل المختطفين، وربما يأتي تعيين السنوار ليسهل هذا الأمر ويحسمه سريعا خاصة أن هناك ضغوطا أميركية على الأطراف كافة لإنجاز هذا الاتفاق”.
ووفق البيت الأبيض، فإن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد وصلت للمراحل النهائية.
وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، اتصالين هاتفيين مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلثاء، لمناقشة الجهود المبذولة لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق الرهائن.
من هو يحيى السنوار
ولد السنوار في أوائل الستينيات في مخيم للاجئين في قطاع غزة، وأصبح ناشطا طلابيا وكان قريبا من مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين.
في عام 1988، اعتقل السنوار وأدين فيما بعد بقتل جنود إسرائيليين وحكم عليه بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة.
وأمضى زعيم حماس 23 عاما في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في 2011، ثم انتخابه رئيسا للحركة في غزة في 2017، وبات مطلوبا ومدرجا على قائمة “الإرهابيين الدوليين” الأميركية.
في السجن، أصبح السنوار أحد كبار مسؤولي حماس المسجونين، كما أمضى ساعات في التحدث مع الإسرائيليين، وتعلم ثقافتهم و”كان مدمنا على القنوات الإسرائيلية”، كما يؤكد مسؤول كبير سابق في خدمة السجون الإسرائيلية للصحيفة.
بعد إطلاق سراحه، صعد السنوار بسرعة في صفوف حماس، حيث اختير لقيادة الحركة في غزة في عام 2017.
ويوصف السنوار بأنه “رجل الأنفاق” في قطاع غزة، والذي يعيش داخلها منذ 10 أشهر حين اندلعت شرارة الحرب بين إسرائيل وحماس، كما بات على رأس الأهداف التي تسعى إسرائيل للوصول إليها منذ هجوم السابع من تشرين الأول الماضي حيث حددت مكافأة قدرها 400 ألف دولار للقضاء عليه.
وخلال الأشهر الماضية، ادعى الجيش الإسرائيلي مرارا وتكرارا بأنه يقترب من السنوار، لكن المطلوب الأول في إسرائيل، الملقب بـ”الرجل الحي الميت” يواصل النجاة من محاولات اعتقاله أو تصفيته، مما يحرم إسرائيل من نصر معنوي تسعى إليه منذ بدء الحرب قبل عشرة أشهر.
ويُنظر إلى السنوار البالغ من العمر 61 عاما على أنه الرئيس الفعلي للحركة، وصاحب اليد العليا في اتخاذ قراراتها المتعلقة بالحرب والمفاوضات، وتُحاط تحركاته بسرية شديدة، إذ لم يشاهد علنا منذ اندلاع الحرب، رغم المحاولات الإسرائيلية المُكثفة لتتبع أثره.
ومنذ بدء المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بشأن الهدنة أو وقف إطلاق النار، بوساطة قطرية ومصرية، بدا أن السنوار هو من يتحكم بمسارها، ويمتلك الكلمة الأخيرة في ما يتعلق بمصير الرهائن الإسرائيليين المختطفين في غزة.
مواضيع ذات صلة :
هوكشتاين ينفي الحصول على ضوء أخضر إسرائيلي: “ليس دقيقًا” | معاريف: إسرائيل قد تقصف مبنى البرلمان اللبناني | إسرائيل: سنواصل العمل بحزم ضد “الحزب” |