الأسهم العالمية: ما الذي سبب الهبوط الحر؟
ترجمة “هنا لبنان”
كتبت Christiane Tager لـ”this is beirut“:
تعيش أسواق الأسهم حالة من التأهب منذ الإثنين الماضي مع تسجيل بورصة طوكيو أسوأ انخفاض في تاريخها، والهبوط الحر الذي تشهده الأسواق الأوروبية.
الأسواق الرئيسية عاشت كلها بشكل عام، ما هو أشبه بـ”الاثنين الأسود”: “سوق هبوطية” في اليابان، وهبوط مؤشر فرنسا (كاك 40) بأكثر من 2%.
واختبرت بورصة طوكيو هبوطاً جديداً بعد واحدة من أسوأ الإنهيارات في تاريخها يوم الجمعة، حيث أقفلت على انخفاض بنسبة 12.4%. وشهد مؤشر نيكاي أسوأ انخفاض له منذ عام 1987 وثاني أكبر انخفاض في تاريخه. ويرجع ذلك إلى حد كبير للتحول في السياسة النقدية اليابانية.
مؤشر نيكاي 225 على وجه التحديد، حقق أصعب خسائره، وانخفض بالفعل بنسبة 5.8% يوم الجمعة، بنسبة 12.4% ووصل إلى 31458.42 نقطة، أي بانخفاض حوالي 4400 نقطة، متجاوزًا انهيار أكتوبر 1987. وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا أيضًا بنسبة 12.23% ليصل إلى 2227.15 نقطة.
بورصة سيول عانت على نحو مماثل، من خسارة بلغت أكثر من 8% مع تراجع مؤشر كوسبي بنسبة 8.09% إلى 2459.81 نقطة. وفي تايوان، انخفض مؤشر تايكس بنسبة 8.43% إلى 19813.83 نقطة، وتعرض سهم “تي إس إم سي” لخسارة بنسبة 9.52%.
أما بالنسبة للأسواق الصينية، فانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونج كونج، بنسبة 0.04% إلى 16939.50 نقطة. وارتفع مؤشر شانغهاي المركب بنسبة 0.30% إلى 2914 نقطة، وارتفع مؤشر شنتشن بنسبة 0.59% إلى 1591.09 نقطة.
أسواق الأسهم الأوروبية تهتز بدورها
بعد أن اختبرت وول ستريت يوماً صعباً الجمعة وهبوطاً في الأسواق الآسيوية، انخفض مؤشر كاك 40 في باريس بأكثر من 2% في بداية التداول. وفي التعاملات المبكرة، شهدت بورصة باريس انخفاضاً بنسبة 2.42%، ولندن بنسبة 1.95%، وفرانكفورت بنسبة 2.49% وأمستردام بنسبة 3.05%. وتجدر الإشارة إلى أنّ باريس شهدت بالفعل انخفاضاً يوم الجمعة بنسبة 1.61%، لتغلق عند 7251.80 نقطة، وهو أدنى مستوى لها منذ أواخر نوفمبر. وفي وول ستريت، اختبرت مؤشرات الأسهم أيضًا انخفاضاً حاداً في التعاملات مع تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 1.51%، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.84%، ومؤشر ناسداك بنسبة 2.43%.
وفي وول ستريت، انخفض سهم إنتل بـ 26.06 نقطة يوم الجمعة، وصولاً إلى 21.48 دولارًا، مما أثر بشدة على ناسداك. وبالمثل، هبط سهم أمازون بنسبة 8.78% إلى 167.90 دولار، وخسرت أسهم سناب 26.93%.
ماذا عن الأسباب؟
ربط هذا الانخفاض الحاد بشكل مرجح بتقرير عن سوق العمل في الولايات المتحدة، حيث تباطأ معدل نمو التوظيف أكثر من المتوقع الشهر الماضي، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، بزيادة 2% عن يونيو وبأعلى مستوى منذ أكتوبر 2021. ويراقب المستثمرون في غضون ذلك، تخفيضًا محتملًا لأسعار الفائدة من قبل نظام الاحتياطي الفيدرالي. وأبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بدون تغيير يوم الأربعاء لكنه لمح إلى خفض محتمل بداية سبتمبر.
أضف إلى ذلك عوامل أخرى، مثل إصدار تقرير أميركي حول انكماش في نشاط التصنيع في يوليو وانخفاض أسهم التكنولوجيا وخيبة الأمل التي حفزتها نتائج نصف العام. هذا دون أن ننسى أنّ المخاوف من تصعيد الصراع وتمدد الحرب في منطقة الشرق الأوسط تسهم بدورها بزيادة التقلبات في السوق.