الشغور الرئاسي يُؤخّر “الحلول”.. و”حلقة مفرغة” تُدخل لبنان في “موت سريري”!
تراجع ملف رئاسة الجمهوريّة عن واجهة الاهتمام والصدارة، بعد أن انشغل لبنان والمنطقة في “حمّى التصعيد” التي تُنذر بتدهور المواجهات الميدانيّة بين إسرائيل و”حزب الله” في جنوب لبنان، إلى ما لا يُحمد عقباه، نظرًا إلى أنّ نيران الحرب ستطال المنطقة، وسط تحذيرات من تداعيات كارثيّة ستُرخي بثقلها على البلاد، في ظلّ أزمات سياسيّة واقتصاديّة ومعيشيّة صعبة، يرزح تحتها اللبنانيّون.
هذه المرحلة الخطيرة والصعبة، يعيشها لبنان مع استمرار خلو سدة الرئاسة، ما دفع بمرجع ديني رفيع إلى التأكيد في حديث إلى “الأنباء الكويتية”، أنّ “مفتاح حلّها المستدام، يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، وإذا لم يتم الانتخاب يعني أننا سنبقى طويلًا في هذا الوضع الخطير”.
وسأل المرجع: لم تربطون الحل بانتخاب رئيس للجمهورية؟ ويسارع إلى القول: “لأن الانتخاب يلغي حالة تصريف الأعمال، وتصبح هناك حكومة قرار قادرة على التفاوض لوقف النار على الحدود الجنوبية، وتمنع الشغور المتمادي بالتعيين. وعندما يقول حزب الله إنه لا انتخاب قبل وضوح الوضع العسكري، وعندما يقول أيضًا إن التفاوض مسؤولية الدولة اللبنانية، فهو يعرف مسبقًا أن الدولة غير موجودة لأنه لا وجود لرئيس الجمهورية، ولحكومة قائمة مكتملة المواصفات الدستورية”.
وأكد المرجع أن “عدم وجود رئيس للجمهورية يؤخر الحلول، وهو ضرورة للبنان كما أنه أصبح ضرورة للمنطقة، كونه يؤشر إلى اتفاق حصل على صعيد المنطقة، إذ أيًا كان الاتفاق حول قطاع غزة إن لجهة وقف إطلاق النار أو لليوم التالي بعد الحرب.. فالربط اللبناني مع غزة لا يكسره إلا إعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية على مستوى رئاستي الجمهورية والحكومة، ليصبح لدى لبنان دولة حلول لا دولة تصريف أعمال”.
كما اعتبر المرجع أن “هناك تبادلًا بين الحل وانتخاب رئيس للجمهورية، وترابطًا بين الحل في لبنان والمنطقة، بدليل أن اتفاق الطائف لم ينفذ إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو الذي كان مشرفًا على التطبيق. والحل في الجنوب لا ينفذ إلا بوجود رئيس يدير التفاوض ويشرف عليه”.
المرجع أشار أيضًا إلى أنّ ما يطرحه ليس نوعًا من الترف الفكري، “إنما هو الحقيقة التي يجب أن يتنبه إليها الجميع، بحيث يغادرون دائرة التعطيل والدوران في الحلقة المفرغة، لأن لا دولة بلا رأس، وبلا رئيس كل المؤسسات الرئيس المؤتمن على الدستور، أي رئيس الجمهورية الذي من دونه تتعطل كل المؤسسات، وتدخل البلاد في حالة من الموت السريري”.
في السياق الرئاسي أيضًا، رأى النائب السابق وهبي قاطيشا، في حديث مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية، أن لا جديد في هذا الملف ،وقد أصبح بحكم المؤجل إلى ما بعد الانتخابات الأميركية إلا في حال حصول معجزة ما، قد تساعد على انتخاب الرئيس قبل هذا التاريخ.