“التيار” يصطدم مع نوابه “الأكثر جماهيرية”.. و”الاستقالات” ستتوالى!
ضربة جديدة مُني بها “التيار الوطني الحر” أمس، مع إعلان نائب جبيل سيمون أبي رميا خروجه من “الإطار التنظيمي” للتيار، وذلك بعد أيام على قرار “فصل” النائب آلان عون، وعقب تحذيرات أطلقها “التيار” وبعد ساعات قليلة من اجتماع مجلسه السياسي الذي حذّر في بيانٍ مقتضب من “إجراءات ستطال كلّ من يخرج عن الالتزام الحزبي”.
هذه الضربة دفعت بالتيار الوطني الحرّ برئاسة النائب جبران باسيل ومناصريه، إلى إطلاق حملة هجوم على أبي رميا، حيث رأت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في “التيار”، أنّ ما تضمّنه بيان الاستقالة هو عبارة عن “مجموعة أضاليل تأتي ضمن استعراض تم اتّباعه مؤخرًا في سياق عدم الالتزام الحزبي، والتي تضمّنت كلامًا عن الأحادية والتفرّد “والتوريث”.
فيما اعتبر محازبو “التيار” في جبيل، وفق ما نقلت عنهم “الأنباء الكويتية”، أنّ أبي رميا “اختار الخروج لعلمه بعدم اعتماد ترشيحه عن الدائرة من قبل الحزب في الانتخابات النيابية المقبلة”.
بالمقابل، وفي تصريح لـ “هنا لبنان”، أكد الوزير السابق ماريو عون والذي سبق له أن استقال من التيار منذ فترة، أنّ ما جرى هو عملية هروب إلى الأمام من قبل باسيل، الذي يشن عملية ثأرية ضد شخصيات التيار ومؤسسيه الذين قدموا التضحيات للوصول إلى التيار القوي لكنه صار الأضعف.
ويبدي عون أسفه بأنّ القرار متخذ من باسيل بالتكافل والتضامن مع العماد ميشال عون، ويرى أن باسيل مارس الفوقية وجنون العظمة، وأي خطوة يتخذها تتم بموافقة عمه الجنرال، مؤكدًا أنّ ما من أحد يعلم ما يخطط له، ولذلك هناك حالة ترقب قبل أي أمر آخر يتم اتخاذه من قبل الذين فصلوا واستقالوا، ملمحًا إلى ردة فعل يمكن اللجوء إليها من دون شرح تفاصيل أخرى.
كما تحدث عن اتصالات تتم بين هؤلاء لترتيب الخطوة المقبلة وطريقة الرد على الفصل والاستقالة، ويصار إلى التداول بأفكار لاختيار ما هو مناسب، مؤكّدًا أنّ كل شيء في البلد مشلول ولن يكون هناك أي تبدل في الوضع الراهن.
في هذا السياق، توقّعت مصادر مطلعة على تفاصيل الخلافات التي تعصف بين باسيل وأعضاء في تكتّله، لـ “الشرق الأوسط”، أن تكون استقالة أبي رميا “مقدمة لاستقالات عدة من التكتل، بما يؤثر على ثقله في البرلمان النيابي”.
المصادر أكّدت لـ “الشرق الأوسط”، أن “الاستقالات المتوقَّعة ستترك تداعيات سلبية كبيرة على وحدة التكتل، وعلى البنية الحزبية للتيار”، مشيرة إلى أنه “بعد فصل (نائب رئيس مجلس النواب) إلياس بو صعب وآلان عون، وخروج النائب محمد يحيى منه، واستقالة أبي رميا، يخسر التيار 4 من أعضائه، ليرسو العدد الآن عند 16 نائبًا”.
ولا تستبعد المصادر أن “يلجأ نوّاب آخرون إلى هذه الخطوة، من بينهم (رئيس لجنة المال والموازنة) النائب إبراهيم كنعان وآخرون، ما يجعل كتلة (الجمهورية القوية) (القوات اللبنانية) هي الكتلة المسيحية الأكبر والأكثر تماسُكًا وتأثيرًا في المجلس النيابي”.
كما أوضحت المصادر أن “خروج النواب الذين جرت إقالتهم، أو الذين وُضعوا أمام خيار الاستقالة القسرية، سيخلق مشكلة لدى التيار، الذي سيعاني من القدرة على ترشيح آخرين مكانهم، وتأمين فوزهم بالانتخابات المقبلة”.
وقالت المصادر: “خطأ جبران باسيل أنه اصطدم مع النواب الذين لديهم قاعدة واسعة وتمثيل شعبي وازِن في دوائرهم الانتخابية، مثل إلياس بو صعب وابراهيم كنعان في المتن، وسيمون أبي رميا في جبيل، وآلان عون في قضاء بعبدا، والنائب السابق ماريو عون في بعبدا والنائب السابق زياد أسود في جزين”.
مواضيع ذات صلة :
الخلافات تعصف مجدداً داخل التيار الوطني الحر… هل تُستكمل لائحة الفصل والاستقالات؟ | الخطيئة المميتة | باسيل: لسنا حلفاء “الحزب” في بناء الدولة ولكن! |