لبنان يستعدّ لـ “مخاطر الحرب”: المخزون الغذائي يكفي 5 أشهر… فماذا عن وضع المستشفيات؟
يواجه لبنان تحديات كبيرة في ظل الأوضاع الراهنة، حيث يستعد البلد لمخاطر الحرب المتزايدة التي تهدد استقراره. في هذا السياق، طمأن المسؤولون إلى أن المخزون الغذائي في البلاد يكفي لتلبية احتياجات السكان. ومع ذلك، يبقى السؤال المحوري حول جاهزية المستشفيات والقطاع الصحي لمواجهة أي طارئ، حيث يعتبر التأهب الطبي أمراً حاسماً في مثل هذه الظروف.
وزير الإقتصاد يطمئن
أشار وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، الى أن “الحكومة تعاني، منذ 3 سنوات، الأمرّين لمواجهة ارتفاع المواد الغذائية وتجار الأزمات أو عصابات الأزمات الذين يستغلون حاجة الناس خلال الانهيارات التي ضربت البلاد وتوالت عليها بشكل مخيف، فمن الانهيار الاقتصادي عام 2019 وانفجار مرفأ بيروت بعدها بعام”.
ولفت سلام، في حديثه لـ”الجزيرة نت”، الى أن “الحرب الحالية تضع الحكومة أمام اختبار جدي وهو تحقيق الأمن الغذائي ووصول السلع التموينية والمواد الأولية إلى لبنان الذي يستورد أكثر من 90% من احتياجاته، ولا يغطي إنتاجه سوى 10% من احتياجاته”.
وكشف أن “وزارة الاقتصاد تعمل في حالة طوارئ منذ 3 سنوات، لهذا نحن نطمئن الناس على الأمن الغذائي، فنحن في حالة صراع دائمة مع تجار الأزمات ومستغلي المواطن، فهناك قسم من القطاع الخاص حمى البلاد من الانهيار التام، وقسم آخر -نسبته كبيرة- تجار يستغلون خوف الناس وقلقهم من المستقبل وفقدان السلع الغذائية والمواد الغذائية في حال اندلعت الحرب”.
وأشار إلى أن “ثمة اجتماعات مكثفة منذ أسبوع مع مختلف النقابات المعنية بالأمن الغذائي والمخزون الإستراتيجي من السلع والمواد الأولية”.
وقال إن “كل النقابات المختلفة طمأنتني أن السلع الغذائية والمواد الأولية تكفي لمدة 3 أشهر قادمة، وثمة شحنات قادمة إلى مرفأ بيروت تصل خلال الأسابيع القادمة أيضا تكفي لشهرين إضافيين، أي أنه لدينا مواد غذائية واستهلاكية تكفي استهلاك البلاد لمدة 5 أشهر قادمة”.
وأوضح سلام، أن “وزارة الاقتصاد عملت مع النقابات والتجار على توزيع هذه المواد على نقاط البيع في مختلف المناطق اللبنانية بشكل متساو، “مع الأخذ بعين الاعتبار، المناطق التي نزحت إليها العائلات هربا من الحرب، وطالبنا بمضاعفة الكميات لها”.
وتابع “لا ألوم الناس إذا خزّنت السلع ولم تنصت للتطمينات، لأن الدولة اللبنانية منذ عقود نجحت في خسارة ثقة شعبها، ولكن من منطلق إنساني ووطني ورحمة بالفقير الذي يعيش يومه ولا يملك قوت غده، ألا يتهافت المقتدرون على التخزين لفترة طويلة، ولا بأس بتخزين السلع الضرورية لشهر إضافي كحد أقصى”.
ولفت إلى أن التهافت “سيرفع الأسعار حكما، لأنه يدفع التجار إلى التخزين أيضا، ثم بيعها لاحقا بأضعاف مضاعفة”.
ورأى أن “لبنان في حالة طوارئ منذ 3 سنوات، وطالبت بإعلان هذا الموضوع صراحة وعلنا، خاصة ما يتعلق بالأمن الغذائي وأمن الطاقة، وهذا ليس تهويلا بل واقعا يعيشه اللبنانيون، قبل أشهر كنا فقط بحالة طوارئ بسبب الأزمة الاقتصادية والانهيارات المتتالية، ولكن اليوم أصبحنا بحالة طوارئ وحالة حرب، إذا لم نتعاون جميعا للجم الانهيار، فسندخل بنفق مظلم يحتاج لسنوات طويلة من التعافي والخروج منه”.
المستشفيات حاضرة
من جهة أخرى، تمنى مدير العناية الطبية في وزارة الصّحة العامّة د. جوزيف الحلو في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونيّة “عدم توسع الحرب”. وعن جهوزية الوزارة يُشير إلى أنهم كوزارة صحة “وضعنا خطة طوارئ منذ بدء الحرب في الجنوب في تشرين الماضي. إجتمعنا بداية في محافظة النبطية ومدينة صيدا مع المستشفيات والكوادر الطبية، ودرّبنا نحو 3500 شخص بين طبيب وممرض وكادر إداري على حالات الطوارئ، خاصة المستشفيات المتاخمة للحدود، حكوميّة وخاصة، ووزّعنا عليهم مُستلزمات طبيّة لإستعمالها في علاج الجرحى”.
ويضيف: “تطوّرت الأحداث منذ تشرين، وشهدنا مستجدّات يومية، ووسعنا معها دائرة المعلومات وإجتمعنا مع المستشفيات على كل الأراضي اللبنانية، مع 118 مستشفى، خاصة وحكوميّة، ووزعنا عليهم المستلزمات التي كانت بحوزتنا، والمساعدات التي وصلتنا من منظمة الصحة العالمية، وآخرها منذ يومين حيث وزّعنا قسماً من المساعدات على المستشفيات، وسلّمنا مستلزمات كانت موجودة في مستودعات وزارة الصحة، ووزّعنا بحدود 100 طن من المساعدات للمستشفيات”.
وفي الشق المتعلق بالأدويّة، يؤكّد الحلو أنّ “الأدوية متوفرة، وقد تلقيّنا كميّات من الأدوية ووزعناها على مراكز الرعايّة الصحيّة الأوليّة كي تتمكّن من تلبية حاجات المواطنين من الدواء. كما إتصلنا بمعامل الأدوية في لبنان، خاصة لناحية المصل، وكل المُستلزمات مؤمنة لنحو خمسة أشهر مُقبلة”.
ويختم د. الحلو حديثه، “نحن جاهزون لكنّنا أمام عدو لا قوانين ولا قيم تردعه. أما بالنسبة للقطاع الصحي، في زمن الكورونا كانوا يسألونني إذا ما كان القطاع الصحي مُنهار، وكان جوابي دائماً “مستحيل”، القطاع الصحي في لبنان يُظهِر بطولات إستثنائية. كل دول العالم إنهارت في كورونا إلّا لبنان. القطاع الصحي ما زال صامداً، لكن التعامل مع القذائف والحرب تحتاج الى جهوزية، ونحن وضعنا خطّة طوارئ لمواكبتها لكن نتمنى ألا تتوسع الحرب. في النهاية، أؤمن بأن الله لا يتركنا، أرض الجنوب أرض قداسة سار عليها المسيح والانبياء صيدا وصور مذكورة في الإنجيل والقرآن، وأمس طوّب لبنان طوباوي جديد مار إسطفان الدويهي، لن يحصل أيّ مكروه للبنان لأنّ عين الرب ترعاه، مهما أظلمت الدنيا فإن الصبح سيشرق كل يوم”.
مواضيع ذات صلة :
كم بلغ عدد الشهداء والجرحى منذ بدء الحرب؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | إنقسام في كواليس الفريق الممانع بين مَن يدعو إلى مواصلة الحرب ومَن يعترف بصعوبة الوضع |