“الرد الإيراني”.. الجهود الديبلوماسية في أعلى مستوياتها لتجنّب التصعيد في الشرق الأوسط
كشفت تقديرات أمنية إسرائيلية رسمية موعد ومكان وكيفية الرد على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وقائد عمليات حزب الله في جنوب لبنان فؤاد شكر. وأوضحت التقديرات الإسرائيلية حسب مراسل “سكاي نيوز عربية” في القدس أنها “ستكون خلال الأيام القليلة المقبلة”. وبحسب المصدر الأمني ذاته فإن التقارير تفيد بأن حزب الله سيوجه الضربة الأولى وستكون الأهداف عسكرية وأمنية وليست مدنية.
ووفقا للتقديرات، تناقش إسرائيل مجموعة واسعة من الخيارات حول أفضل السبل للرد على الهجوم المتوقع أو منعه.
كما كشف مسؤول مطلع أن المسؤولين الإيرانيين أبلغوا الوسطاء أن الرد على إسرائيل سيكون محسوبا بدقة، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
وكان مسؤول أميركي مطلع قد قال إن فريق الأمن القومي أخبر الرئيس الأميركي جو بايدن وكامالا هارس أنه من غير الواضح متى يرجح أن تشن إيران وحزب الله هجوما على إسرائيل، وما هي تفاصيل الهجوم المحتمل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة حثت بعض الدول من خلال القنوات الدبلوماسية على إبلاغ إيران بأن التصعيد في الشرق الأوسط ليس في مصلحتها، فيما وصفها وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأنها “لحظة حرجة” بالنسبة للمنطقة. كما أضاف أنه “ينبغي لمجلس الأمن أن يمهد لمحاكمة ومعاقبة قادة ومرتكبي” عملية اغتيال هنية، مردفاً أنه في الوقت نفسه “لا ينبغي تجاهل مسؤولية أميركا باعتبارها الداعم الرئيسي لإسرائيل” في ارتكاب العملية.
من جهتها حمّلت منظمة التعاون الإسلامي، إسرائيل “المسؤولية الكاملة” عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الأسبوع الماضي في طهران.
وحذّرت دولة غامبيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي من أنّ “القتل الشنيع” لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يهدّد بدفع الشرق الأوسط إلى “صراع أوسع”.
فيما حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اتصال هاتفي، يوم الأربعاء، على “تجنّب دوامة أعمال انتقامية”، مع تصاعد التوتر بين إسرائيل من جهة وإيران وحليفها حزب الله من الأخرى، وفق الإليزيه.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّه “على غرار دعوته الرئيس الإيراني لتجنّب دوامة أعمال انتقامية من شأنها أن تعرّض للخطر شعوب المنطقة واستقرارها، دعا ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى اتّباع المنطق نفسه والذي يجب أن ينسحب على كلّ الأطراف في المنطقة”.
بدوره أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس الأربعاء، لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن إيران لن تبقى صامتة أبدا في مواجهة العدوان على مصالحها وأمنها وذلك وسط تزايد التوتر الإقليمي في أعقاب مقتل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي.
وذكرت وسائل الإعلام أن بزشكيان قال “إذا كانت الولايات المتحدة ودول الغرب تسعى بحق إلى تجنب اندلاع حرب في المنطقة، فلابد أن تجبر إسرائيل على وقف الإبادة الجماعية والهجمات على غزة وقبول وقف إطلاق النار”.
وكشفت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، أنه تم تجهيز منطقة الدفاع الجوي شرق البلاد بأنظمة الرادار والصواريخ والمسيرات. وقال قائد قوات الدفاع الجوي في الجيش الإیراني علي رضا صباحي خلال زيارته التفقدية للقاعدة الإستراتيجية أن: “التدابير المتخذة لتحسين القدرات الرادارية والصاروخية والطائرات بدون طيار تتماشى مع التهديدات المتصورة والناشئة”.
في السياق أكد القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية، علي باقري، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران “خطأ استراتيجي” سيكون “مكلفاً” لإسرائيل.
وشدّد باقري على “حقّ إيران الذاتي” في “الدفاع المشروع الذات”. وتابع أن الردّ “سيكون مكلفاً”، لكنه “سيكون لصالح الأمن والاستقرار وبالتالي لصالح كافة الدول في المنطقة”.
واتهم الوزير الإيراني إسرائيل بأنها “تريد تصدير التوتر والحرب والأزمة من غزة إلى سائر المنطقة”، مؤكداً في الوقت نفسه على أنها غير قادرة على شنّ حرب ضد بلاده.
كما أعلن ، في بيان الأربعاء، أن رد بلاده على مقتل رئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية في طهران سيحدث “في الوقت الصحيح وبالشكل المناسب”.
إلى ذلك تحدث وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، هاتفياً مع علي باقري كني. حيث حذر لامي من أن أي اعتداء إيراني ستكون عواقبه على المنطقة مدمرة. كما حث إيران وجميع الأطراف على التهدئة عاجلاً وفوراً، لافتاً إلى أن التصعيد ليس في مصلحة أحد.
أميركيا أشار البيت الأبيض في إفادة، الأربعاء، أن حكومة الولايات المتحدة “تصدق ما يقوله الإيرانيون بأنهم سيردون على العدوان”.
من جانبه، حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء، إيران وإسرائيل على عدم تصعيد النزاع في الشرق الأوسط. وأضاف بلينكن: “إنّ التزامنا أمن إسرائيل راسخ. سنواصل الدفاع عن إسرائيل ضدّ هجمات جماعات إرهابية أو جهات راعية لها، كما سنواصل الدفاع عن قواتنا”.
على صعيد آخر طالبت مصر وبريطانيا شركات الطيران التابعة لهما، أمس، بتجنب المجال الجوي لكل من إيران ولبنان وسط تصاعد المخاوف من احتمال اندلاع صراع أوسع نطاقا في المنطقة، بعد مقتل قادة كبار في حركة حماس وحزب الله.
ووفقا لموقع “فلايت رادار 24” لتتبع حركة الطيران، فإنه لا توجد حاليا رحلات مجدولة تشغلها شركات طيران بريطانية إلى لبنان.
بدورها، بدأت شركات الطيران المصرية في تجنب المجال الجوي الإيراني. وورد في الإخطار المصري للطيارين، وهو إخطار سلامة مقدم للطيارين، أن التوجيهات ستسري من الساعة 0100 حتى0400 بتوقيت غرينتش. ولم يُذكر في الإخطار سبب إصداره.
وذكر بيان الوزارة أنه ستجري “تدريبات عسكرية في المجال الجوي الإيراني يوم السابع من أغسطس من الساعة 11:30 إلى 14:30، ومن الساعة 04:30 إلى 07:30 يوم الثامن من أغسطس، وذلك بتوقيت طهران”.
وطلبت السلطات الأردنية يوم الأحد من جميع الخطوط الجوية القادمة إلى مطاراتها بالتزود بوقود إضافي يكفي 45 دقيقة.
مواضيع ذات صلة :
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | أميركا تسجل أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة | روسيا تدخل المشهد بقوة… |