نسب الكلور في مسابح خلدة والدامور تفوق المعدلات… أمراض جلد وعيون تصيب الأطفال!
أصحاب المسابح لا يلتزمون بكميات الكلور الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية خصوصاً في برك السباحة المخصصة للأطفال، متذرعين بأنّ زيادتها تقضي على البكتيريا والجراثيم، غير أنّ الكميات الكبيرة للكلور في المياه قد تتسبب في مشاكل في الكلى أو الكبد، كما تؤدي إلى زيادة احتمالات الإصابة بسرطان الكبد
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
مع ارتفاع درجات الحرارة تلجأ معظم العائلات إلى المسابح والمنتجعات السياحية هرباً من موجات الحر القوية ومن مياه البحر الملوثة، ظنًّا منهم أنّ مياه المسابح المختلطة بالكلور تكون أكثر نظافة حيث أن هذا المطهر الكيميائي عادة ما يُستخدم لقتل الجراثيم.
ولكن ما بين التسلية والاستمتاع بالماء عانى كثير من الأطفال مؤخراً من أعراض متشابهة أصابت أعينهم وجلدهم بعد خروجهم من برك السباحة بسبب كميات الكلور الكبيرة التي تفوق الكمية الموصى بها في عدد من المسابح الممتدة بين منطقتي خلدة والدامور في ظل غياب الرقابة الجدية.
وتروي مهى أم لطفلين عن تعرض طفليها لحساسية شديدة في الجلد وتورم في العينين عند ذهابهما إلى إحدى المسابح في منطقة خلدة وبعد أن عرضتهما على الطبيب أكد لها أنّ الإصابة ناتجة عن زيادة مادة الكلور في المسبح.
وتقول مهى أنه وأثناء لعب طفليها في البركة كان أحد الموظفين يشدد على الأهالي على ضرورة عدم ابتلاع الأطفال للماء ولما سألته عن السبب أجاب قائلاً: “المي فيها كتير كلور، وإذا بلعوها بتفشّ الكلى”.
حالة ثانية، تعرضت لها الطفلة جوليا أثناء تواجدها في إحدى المسابح في منطقة الدامور إذ أصيبت أيضاً بحساسية في العينين والتهابات في الجلد، حيث رجّح طبيبها الخاص أيضاً أن يكون السبب كثرة مادة الكلور في ماء المسبح.
فماذا يحصل للأطفال عندما يسبحون في برك سباحة تحتوي على كميات كبيرة من الكلور؟
مصدر طبي يؤكد لـ “هنا لبنان” أنّ “أمراض المعدة والأمعاء والجهاز التنفسي العلوي والمسالك البولية والتهابات العينين والأذنين وأمراض الجلد هي الأكثر شيوعا في المسابح وعلى الرغم من محاولات تعقيم البرك بإضافة مادة الكلور بكميات كبيرة، إلا أنّ ذلك لا يعني عدم انتقال البكتيريا والأمراض فيها، وفي كثير من الأحيان تؤدي هذه المادة إلى مخاطر صحية خصوصاً في حال تم استخدامها بكميات أكثر من الموصى بها”.
ويلفت المصدر إلى أن “الإفراط في التعرض للكلور يتسبب بحرق وحساسية في العينين والتهاب الحلق وأحيناً الربو وأمراض في الرئتين خصوصًا عند الذهاب إلى المسابح التي تحتوي على تركيز عالي من الكلور، كما وأن الكلور قد يؤثر أيضاً على الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة.
أيضاً قد تؤذي مادة الكلور الأذنين وتتسبب بالحكة والألم، وقد تؤدي هذه العدوى إلى خروج الإفرازات من الأذن”.
ويضيف المصدر: “كما تؤدي مادة الكلور الموجودة في برك السباحة إلى الإصابة بالحكة وحساسية الجلد، مشدداً على ضرورة غسل الجسم بالصابون فور الانتهاء من السباحة”.
ولم تتوقف الأضرار والمشاكل التي تنتج عن الكميات الكبيرة للكلور في المياه عند هذا الحد بل يلفت المصدر الطبي إلى أنّ هذه المادة قد تتسبب في مشاكل في الكلى أو الكبد، كما يحتوي الكلور أيضاً على مادة هيبوكلوريت الصوديوم وغيرها من المركبات المشابهة التي تؤدي إلى زيادة الاحتمالات للإصابة بسرطان الكبد.
إذاً، أصحاب المسابح لا يلتزمون بكميات الكلور الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية خصوصاً في برك السباحة المخصصة للأطفال، متذرعين بأنّ زيادة الجرعة تقضي على البكتيريا والجراثيم بعد فضائح التلوث التي تظهر تباعاً، لكن لهذه المسابح مخاطرها الصحية على الأطفال وعلى الأهل أخذ الحيطة والحذر!
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |