سباق محموم بين “الردّين” و”المفاوضات”.. والحكومة تتأهّب لأي تصعيد
في الوقت الذي لا تزال فيه المنطقة ككل تغلي بانتظار رد ايران و”حزب الله” على عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” اسماعيل هنية والقيادي البارز في “حزب الله” فؤاد شكر، استبعدت مصادر مواكبة عن كثب للحراك الحاصل في المنطقة نجاح الاجتماع المزمع عقده يوم الخميس والذي اعلنت اسرائيل بوقت سابق الموافقة على المشاركة فيه لاستئناف مفاوضات الهدنة في غزة، بالتوصل لاتفاق قريب تدفع واشنطن بكل قوتها لان يتم توقيعه قبل الرد المرتقب لايران و”حزب الله” ما يؤدي لتعليق هذا الرد او الاكتفاء بأن يكون رمزيا.
وقالت المصادر لـ “الديار”:”رغم الهواجس الاسرائيلية الكبيرة والمخاوف المسيطرة على المجتمع الاسرائيلي الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يبدو مصرا على مواصلة القتال ومسار التصعيد لاعتباره ان المهلة الزمنية التي تفصله عن الانتخابات الاميركية مهلة ذهبية يفترض ان يستغلها لتحقيق اهدافه”.
ولكن البارز في هذا الواقع أن أوساطا لبنانية مطلعة ومواكبة للاتصالات الجارية على مختلف المستويات اللبنانية والإقليمية والدولية لم تخفِ أن حالة الترقّب تصاعدت بدءاً من الساعات الأخيرة وامتداداً حتى يوم الخميس المقبل انطلاقاً من معطيات ومؤشرات لا تستبعد أي شيء بما فيه احتمال حصول ردّ كل من “حزب الله” أو إيران أو كلاهما معاً على إسرائيل قبل موعد المفاوضات في الدوحة ولو نفى كل منهما وجود أي موعد محدد للرد، هذا إذا انعقدت المفاوضات باعتبار أن حركة “حماس” لم توافق بعد على المشاركة فيها.
حكومياً، يعقد مجلس الوزراء قبل ظهر بعد غد الاربعاء جلسة في السرايا الكبير للبحث بالملفات الطارئة، وبجدول اعمال متنوع.
وحسب المعلومات المتوافرة، سيعرض الرئيس ميقاتي لنتائج الاتصالات التي اجراها، وما توافر لديه من معطيات، ثم تتطرق الجلسة الى جدول اعمال مالي، اداري، فضلا عن خطة الطوارئ التي أعدها منسق الخطة الوزير ناصر ياسين. وكشف مصدر وزاري ان توفير التمويل بند رئيسي على جدول المناقشات في الجلسة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الورقة المعدة من قبل الحكومة بشأن تثبيت الاستقرار في الجنوب والتهدئة لا تزال تخضع لتقييم من قبل الفرقاء السياسيين في الواقع الذي لا تزال المعارضة تقرُّ بأن الحكومة مغلوب على أمرها وأن حزب الله هو الآمر والناهي في الملف برمته.
وأوضحت المصادر نفسها أن ما صدر في هذا الصدد يعكس بوضوح العمل على التزام القرارات الدولية والسعي وراء التهدئة قبل أي أمر، معربة عن اعتقادها أن الانتظار سيد الموقف في ما خص المفاوضات بشأن التهدئة المنشودة.
وكانت هذه التطورات محور زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء أمس في دارته.
وتوالت المواقف الصادرة يوم أمس عن ايران و”حزب الله” التي تؤكد حتمية الرد. اذ أعلن القائم بأعمال وزير خارجية إيران، علي باقري كني “أن الرد على اغتيال هنية مشروع وسيكون بشكل حاسم”. وقال خلال اتصال هاتفي مع وزيرة خارجية بلجيكا حجة لحبيب إن “إيران، تماشياً مع دفاعها عن أمنها القومي ووحدة أراضيها وسيادتها الوطنية، واستناداً إلى القانون الدولي والإجراءات الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ستجعل إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً، وذلك في إجراء مشروع وحاسم”.
من جهته، قال الوزير السابق محمد فنيش أن “قرار الرد على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت اتُخذ، لكن تنفيذ هذا القرار مرتبط بظروف ميدانية هي التي تحدد التوقيت والوسائل، وأن الأمر نفسه ينسحب أيضاً على اغتيال إسماعيل هنية فقد اتخذ القرار بالرد، والمسؤولون الإيرانيون يصرحون بأنهم سينفذون هذا القرار”.
وسط هذه الأجواء، بدا لافتاً تعمّد “اليونيفيل” والجيش اللبناني التأكيد والتشديد على التنسيق بينهما بعد تجاوز حادث تشابك في الصلاحيات الميدانية بين الجيش ودورية فرنسية قبل أيام تجنباً لأي انطباعات سلبية في غير موقتها الآن وسط الرهانات المتعاظمة على دور محوري للجيش واليونيفيل في إعادة تطبيع الأوضاع على الحدود انطلاقاً من تنفيذ القرار 1701 كأساس لأي تسوية لدى وقف النار في الجنوب وغزة.
وأكد المتحدث الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، في تصريح، أن “اليونيفيل تواصل عملها وتنفيذ أنشطتها، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية بما في ذلك الدوريات المشتركة مع القوات المسلحة اللبنانية. لم يتغير شيء في هذا الصدد”. وقال: “ملتزمون العمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية لتهدئة المواقف والحد من التوترات على الأرض”.
وبدورها أكدت مصادر عسكرية أن الجيش اللبناني يواصل المهمات المنوطة به جنوباً بالتنسيق التام مع قوات الطوارئ الدولية العاملة هناك، ويسَيّران معاً دوريات مشتركة لحفظ الأمن حيث تدعو الحاجة. وأشارت أوساط معنية إلى أن ما تردّد عن إيقاف الدوريات المشتركة، على خلفية حادثة في كفرحمام، لا يمت الى الحقيقة بصلة، موضحة أن تباينات تحصل من حين لآخر، وهو شأن طبيعي في مطلق عمل مشترك بين طرفين، إلا أن الأمور تعالج سريعاً وتعود الى طبيعتها.
أما في تطورات الموقف الإسرائيلي، فنقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله إن “الأعداء من إيران و”حزب الله” يهددون بإيذائنا بطرق لم يفعلوها في الماضي”. وقال غالانت: “لدينا قدرات كبيرة وعلى إيران و”حزب الله” أن يعيدا حساباتهما”. مضيفاً: “على إيران و”حزب الله” أن يتوقعا أن نرد كما لم نفعل في الماضي وآمل ألا توسّع إيران و”حزب الله” الحرب”.
مواضيع ذات صلة :
إسرائيل: سنواصل العمل بحزم ضد “الحزب” | برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة |