على مشارف تنفيذ “الرد الإيراني”..مبادرات دولية حثيثة لمنع التصعيد في الشرق الأوسط
تحسبا لضربة إيرانية “وشيكة”، اتخذت إسرائيل عدة إجراءات وقائية اليوم وخلال الأيام القليلة الماضية. ولعل أبرز إجراء، هو القرار الذي اتخذه قائد سلاح الجو الإسرائيلي، صباح الاثنين، بإلغاء سفر الطيارين في سلاح الجو خارج البلاد.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية أفادت، في وقت سابق اليوم، بأن الجيش الإسرائيلي أصدر أمراً جديداً يمنع جميع الجنود النظاميين من البقاء في جورجيا وأذربيجان القريبتين من إيران خوفاً من الانتقام الإيراني.
فيما قال زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك نشرته الحكومة البريطانية، إنهم يدعون إيران وحلفاءها للإحجام عن شن هجمات على إسرائيل من شأنها أن تصعد التوتر وتعرض فرص التوصل لوقف لإطلاق النار وتحرير المحتجزين في غزة للخطر. وشدد البيان على أن السكان في قطاع غزة يحتاجون إلى “إيصال وتوزيع المساعدات بشكل عاجل ودون عراقيل”.
في السياق اتهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في تغريدة على منصة إكس، الوزيرين الإسرائيليّين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بالتحريض على ارتكاب جرائم حرب، ودعا إلى فرض عقوبات عليهما، بسبب دعوة بن غفير لقطع الوقود والمساعدات عن المدنيين في قطاع غزة.
وحث، في تغريدة لاحقة الحكومة الإسرائيلية “على النأي بنفسها بشكل لا لبس فيه عن هذه التحريضات لارتكاب جرائم حرب، وأدعوها إلى الانخراط بحسن نية في المفاوضات التي تيسرها الولايات المتحدة وقطر ومصر من أجل وقف فوري لإطلاق النار”.
عسكريًا أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” بـ”تسريع وصولها” إلى الشرق الأوسط حسبما أعلن البنتاغون أمس الأحد. كما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يوم الأحد، إن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بنشر غواصة صواريخ موجهة في الشرق الأوسط، وسط تصاعد التوتر في المنطقة.
وفي اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أكد أوستن التزام الولايات المتحدة باتخاذ كل خطوة ممكنة للدفاع عن إسرائيل.
وكشف موقع “أكسيوس” الإخباري أن أوستن أبلغه غالانت بأن الإستعدادات العسكرية الإيرانية تشير إلى أن طهران تجهز لشن هجوم واسع النطاق على إسرائيل، وذلك نقلا عن مصدر مطلع على المكالمة.
كما أفاد موقع أكسيوس الإخباري نقلا عن مصدرين، يوم أمس، بأن المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن إيران قررت مهاجمة إسرائيل مباشرة وربما تقوم بذلك خلال أيام.
وكشفت مصادر أن “الهجوم المحتمل قد يكون قبل قمة المفاوضات بشأن صفقة الرهائن” وكشفت المصادر ذاتها أن هذا يعد تغييرا في التقييم الذي كان سائدا من قبل والذي كان يرى أن الضغط الدولي على إيران سيمنعها من شن هجوم مباشر ضد إسرائيل.
وأضافت: “الوضع لا يزال مائعا والسجال الداخلي في إيران مستمر ومن الممكن أن تتغير عملية صنع القرار في طهران”.
وتابعت أنه “دار في الأيام الأخيرة سجال داخلي في إيران بين الحرس الثوري والرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بشأن طبيعة وتوقيت الرد على تصفية هنية”.
وأوضحت أن “الحرس الثوري يؤيد ويدفع في اتجاه رد أشد وأوسع نطاقا من هجوم 13 نيسان في حين يرى الرئيس الإيراني ومستشاروه أنه ينبغي تجنب الرد العنيف”.
هذا وقال الجيش الإسرائيلي إنه على الرغم من التقارير التي تفيد بأن طهران قررت تنفيذ الهجوم ضد إسرائيل، فإنه لا يوجد تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية.
وأضاف: “قوات الجيش الإسرائيلي منتشرة ومستعدة، والمؤسسة الأمنية تقوم بتقييم الوضع باستمرار”.
وسبق أن كشف موقع “أكسيوس” نقلا عن مصادر أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تعتقد بأن إيران قررت مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر قبل موعد اجتماع الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في 15 آب الجاري.
وفي وقت سابق، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه استجاب لدعوة أطلقها قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
في المقابل، أرسلت واشنطن تحذيرات إلى طهران من تبعات وتداعيات تصعيد الصراع. وقال مسؤول أميركي بارز إن إيران “إذا أقدمت على شن هجوم ضخم على إسرائيل مع وكلائها، فإن ذلك سيعرّض التوصل إلى وقف النار في غزة للخطر بشكل كبير”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر إن أوستن أمر الأسطول الذي تقوده حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”، ويضم مقاتلات من طراز إف-35 سي، بالتحرك على نحو أسرع، في مواجهة خطر هجوم واسع النطاق من جانب حزب الله أو من إيران ضد إسرائيل، بحسب فرانس برس.
وأضاف رايدر أن أوستن أجرى محادثة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس، وذكر أن الرجُلين ناقشا “أهمية الحد من الأذى اللاحق بالمدنيين، وإحراز تقدم نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة”، إضافة إلى ردع الجماعات المدعومة من إيران عن شن هجمات.
بدورها طالبت حركة حماس، الوسطاء بوضع خطة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في شهر تموز الماضي دون الانخراط في مفاوضات جديدة. وقالت: “في ضوء ذلك، ومن منطلق الحرص والمسؤولية تجاه شعبنا ومصالحه، فإن الحركة تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2/7/2024”.
وأشارت إلى أن الخطة يجب أن تكون “استنادا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيدا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا”.
من ناحيته أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل مغادرته منصبه نهاية العام الجاري “ما يزال ممكنا”.
وقال بايدن، في مقابلة مع قناة “سي بي إس نيوز” الأميركية، إن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل ما يزال ممكنا وأن “الخطة التي وضعتها والتي أقرتها مجموعة الدول السبع، وأقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ما تزال قابلة للتطبيق”.
في سياق متصل استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وفدا من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي، في اجتماع تناول التطورات الراهنة بالمنطقة، وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة.
وشدد الملك عبدالله الثاني على أن “المنطقة ستبقى عرضة لتوسع دائرة الصراع الذي يهدد استقرارها، طالما الحرب على غزة مستمرة، مما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب من خلال التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار”.
وجدد الملك التأكيد على أن “الأردن لن يكون ساحة حرب، ولن يسمح بتعريض حياة شعبه للخطر”.
كما حذر من “خطورة هجمات المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والانتهاكات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.
ونبه كذلك إلى “ضرورة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، لتمكينها من تأدية مهامها الإنسانية لملايين الفلسطينيين في غزة والمنطقة، ضمن تكليفها الأممي”.
فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، إن المستشار أولاف شولتس أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف أن المستشار الألماني أكد كذلك لنتنياهو أهمية كسر دوامة العنف الانتقامي المدمر في الشرق الأوسط.
وتابع: “وقف إطلاق النار في غزة سيكون خطوة حاسمة نحو خفض التصعيد في الشرق الأوسط”.
مواضيع ذات صلة :
إسرائيل: سنواصل العمل بحزم ضد “الحزب” | برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة |