أنظار المنطقة شاخصة إلى مفاوضات الخميس… ما هي السيناريوهات المتوقعة؟
وفق المعلومات فقد حصل تواصل خارجي مع إيران و”الحزب” لإرجاء الرد على اغتيال شكر وهنيّة إلى ما بعد الخامس عشر من الجاري، بهدف تمرير جولة التفاوض وتوضيح الرؤية العسكرية المتعلقة بغزة، إلا أنّ الجواب أتى سلبياً، ما يعني أنّ الخطر يداهم تلك المفاوضات، وبأنّ المعنيين لن يكونوا جميعهم حاضرين وموافقين عليها، إلا إذا برزت معطيات جديدة في الساعات الأخيرة
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
فيما يتواصل العد العكسي للردّ العسكري المرتقب على إسرائيل، لكل من إيران وحزب الله وحماس وباقي أذرع وحدة الساحات، عبر طرق عدة ستشكل مفاجآت، مع عناوين أبرزها الرد المناسب والموجع، يلف الغموض كل المعطيات المتعلقة بذلك الرد من ناحية المكان والزمان، على الرغم مما يقال يومياً عن تحديد التوقيت منذ إغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنيّة، لكن كل ما جرى منذ ذلك الحين لم يخرج عن قواعد الاشتباك، وعمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل بشكل شبه يومي لمسؤولين في حزب الله وحماس مستمرة.
وآخر المعلومات تشير إلى انّ الرد على إسرائيل سيكون ضمن توقيت زمني قريب جداً، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود إستنفار ديبلوماسي غربي- عربي منذ إغتيال شكر وهنيّة، منعاً لإنجرار الوضع إلى ما لا يحمد عقباه، وبالتالي إتساع رقعة الحرب، لأنّ المجتمع الدولي بمجمله رافض لها، بالتزامن مع دعوة أميركية – قطرية – مصرية وجهّت إلى حركة حماس واسرائيل لإجراء محادثات، إعتبرت بمثابة الفرصة الاخيرة للبدء بالحل، والتوصل الى وقف إطلاق النار يوم الخميس في الخامس عشر من آب الجاري.
فيما على ارض الواقع تبدو هذه المفاوضات بعيدة المدى لانها دخلت في سباق مع الوضع المحموم عسكرياً، بعد موقف متشدّد من حماس دعت فيه إلى تنفيد الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية أيار الماضي، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات التفاوض، كما رأت بأنّ اغتيال هنيّة في طهران، نسف مصير المفاوضات بين الحركة وإسرائيل لوقف النار في غزة، ووضعها في دائرة الخطر الشديد.
وعلى الخط الايراني، كان الرد بتزويد الحرس الثوري بحريته في الخليج بأسلحة جديدة، تشمل صواريخ “كروز” المتطورة، وذلك في ظل الترقب للرد الإيراني ، بعد معلومات بأنّ إيران قد تهاجم إسرائيل في الساعات المقبلة اي قبل مفاوضات يوم الخميس.
أما الجانب الاسرائيلي فقد برزت سلبيته من خلال موقف وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، الذي أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه سينسحب من الحكومة إذا تم اعتماد الصفقة المطروحة مع حماس، اما نتنياهو فقد أبلغ وزراءه بانّ اسرائيل في مرحلة مصيرية صعبة، وهذا ما يظهر موقفه الملتبس حيال المفاوضات، التي عادة ما يسعى إلى تفخيخها من خلال التصعيد الميداني، على الرغم من اعلانه بأنه سيرسل مفاوضين للمشاركة بهدف التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار.
الى ذلك وبالتزامن مع عدم موافقة كل المعنيين على المشاركة بجولة المفاوضات، برز موقف عصر امس لحركة حماس اعلنت خلاله أنها لن تشارك في المفاوضات بإنتظار الرد الايراني على إغتيال هنيّة، فيما تشارك السلطة الفلسطينية.
في غضون ذلك ووفق المعلومات، فقد حصل تواصل خارجي مع إيران وحزب الله لإرجاء الرد على إغتيال شكر وهنيّة الى ما بعد الخامس عشر من الجاري، بهدف تمرير جولة التفاوض وتوضيح الرؤية العسكرية المتعلقة بغزة، إلا انّ الجواب اتى سلبياً، مما يعني انّ الخطر يداهم تلك المفاوضات، وبأنّ المعنيين لن يكونوا جميعهم حاضرين وموافقين عليها، إلا اذا برزت معطيات جديدة في الساعات الاخيرة. قد يكون بعضها سلبياً في حال جاء الرد الايراني حازماً وعنيفاً، مما يعني نسف مسار التفاوض، وهذه حجة مطلوبة عند الاسرائيليين.
اما السيناريو الثاني فقد يكون فيه الرد محدوداً، اي متفق عليه بين الاميركيين والايرانيين بهدف حلحلة العقد، اي مسرحية ديبلوماسية آن الآوان ان تلعب دورها في هذا التوقيت.
اذاً الانظار تتجه بقوة الى مفاوضات الخميس، والتي في حال جرت ونجحت فقد تنقذ المنطقة من حرب الردود المزلزلة، وإذا كانت النوايا عدم إتساع الحرب، فقد تردّ طهران وحزب الله على اسرائيل شكلاً، وضمن اطار يبعد الاشتباك الاقليمي، فتخف الشروط ويلعب الوسطاء دوراً في تدوير الزوايا، مع إعطاء ضمانات لإستبعاد المنطقة عن الويلات والخراب.