لعبة الموت
في مواجهة حماسة زعيم حماس الزائدة عن المعدل، ونشوة إله الحرب بانتصارات واهية، يراقب اللبنانيون الخونة والعملاء حركة مطار رفيق الحريري الدولي دقيقة بدقيقة. شركات طيران كثيرة علقت رحلاتها إلى ما بعد الإنتقام فعلِق الراغبون في الفرار هنا ليشهدوا فصلاً آخر من مسلسل “لعبة الموت”، فيما لعبة الحياة والتقدم والنجاح تدور في مكان آخر وإنّ ديار الله لواسعة جداً!
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
يجب عدم خلط الأمور ببعضها. كل شي إلو شي. الرد على اغتيال القيادي في “حزب الله” فؤاد شُكر “شابيتر” منفصل تماماً عن “حرب الإسناد” التي أطلقها “الحزب” في 8 تشرين الأول من العام الفائت والمستمرة للشهر العاشر بنجاح منقطع النظير بحسب ما يزفّ إلينا توالياً القائد العام للقوات المسلحة النائب محمد رعد.
الإنتقام لشكر غير مرتبط بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. قد يحصل الإتفاق ثم تدمّر حيفا على رؤوس الصهاينة. الإتفاق شيء والإنتقام شيء آخر. فماذا لو كان ثمن الرد والرد المضاد تدمير الضاحية؟ الإنتقام أولاً وستعود الضاحية أجمل مما كانت. وعد.
بشهادة كبار العمداء المتقاعدين المُنتشرين على شاشات اليسار واليمين ومحطات المؤمنين الصالحين، يخوض “الحزب” لعبة الموت ويضع قواعد الإشتباك الجديدة بحكمة وبثقة وبذكاء تكتي ورؤية استراتيجية قلّ نظيرها منذ بدء التاريخ العسكري في الصين العام 2200 ق.م وحتى اليوم.
تتفكك دولة إسرائيل وتنهار مؤسستها العسكرية كحجارة الدومينو، في المقابل يثبت الحزب “تفوّقه” في حرب “منع العدو من الإنتصار” وتأجيل إزالتها عن الخارطة. الأرقام خير شاهد على التفوق:
530 ضحية في لبنان مقابل 40 أو 50 أو 60 قتيلاً في الجانب المقابل. تفوق عددي على طريق القدس.
1900 وحدة سكنية، وسكنية/عسكرية تدمرت بشكل كامل في الجنوب والبقاع. مقابل العشرات من الأبنية عند العدو.
120 ألف مهجّر من الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية مقابل 60 ألفاً من بلدات ومستوطنات.
ثلاثة ملايين متر مربع من الأراضي اللبنانية احترق أخضرها واليابس مقابل 105 آلاف دونم في الكيان الغاصب.
الأرقام هذه تثبت تفوق “الحزب” بلعبة الموت المفتوحة منذ عشرة أشهر، لعبة أشعلت العواطف، وشلت ما بقي من مؤسسات الدولة، وسهّلت عملية فرز المواطنين والسياسيين. النصف زائداً واحداً من الشعب اللبناني، ذكوراً وإناثاً وبين بين، عملاء وخونة، والنصف ناقصاً واحداً يشكل أشرف الشرفاء وخير ما أنجبت الأمة.
في لعبة الموت المفتوحة، بين إسناد ما ترَك لعائلات رزقاً أو سنداً، وبين انتقام لم ولن يردع المعتدي، يتبارى الذميون في تقديم أسمى آيات الزحفطة والتزلّف وأسوأ أنواع التبريرات لحرب قرر أن يشنّها يحيى السنوار من نفق ما، متمترساً بأجساد المدنيين العزّل. السنوار فتح حرب طوفان الأقصى، ووحده يقرر نهايتها.
في مواجهة حماسة زعيم حماس الزائدة عن المعدل، ونشوة إله الحرب بانتصارات واهية، يراقب اللبنانيون الخونة والعملاء حركة مطار رفيق الحريري الدولي دقيقة بدقيقة. شركات طيران كثيرة علقت رحلاتها إلى ما بعد الإنتقام فعلِق الراغبون في الفرار هنا ليشهدوا فصلاً آخر من مسلسل “لعبة الموت”، فيما لعبة الحياة والتقدم والنجاح تدور في مكان آخر وإنّ ديار الله لواسعة جداً!
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |