المعارضة لن تسكت عن تلطي الحكومة خلف “الحزب”..
إن كانت حكومة “تصريف الإهمال” تلعب دور المتفرج على كل ما يجري، لا ينفك وزير خارجية لبنان عبدالله بو حبيب عن إطلاق المواقف الهشّة، كان آخرها هذا الموقف الذي يُعبِّر عن عبقرية قلَّ نظيرها في عالمنا العربي ويجعل من صاحبه بالكاد شرطي سير على خط “الحزب” وإسرائيل: “نتمنى على الحزب أن يكون الرد على إسرائيل متناسقًا”…
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
فيما ينشغل العالم بأخبار الجبهة المفتوحة على كل الاحتمالات بين “حزب الله” المتسلط على القرار اللبناني من جهة، وإسرائيل التي تبحث عن “انتصار” لم يتحقق في غزّة المسحوقة على رؤوس ضحاياها المدنيين العُزَّل، فتلجأ إلى بثّ الرعب في قلوب اللبنانيين، تارةً بعملية اغتيال محترفة فوق العادة في عقر دار “الحزب” كان قد سبقها “بلوف” تطمين إسرائيلي-أميركي انتقل عبر نائب متني وسيط إلى مسؤول رفيع في “حزب الله”، مفاده أنّ إسرائيل لن تضرب بيروت، ولا ضاحيتها.. فكان ما كان.. وتارةً أخرى عبر اللجوء إلى خرق جدار الصوت الذي يزرع الخوف ويهدد السلامة العامة في لبنان، سلامة الطيران المدني، وسلامة الأبنية المتصدعة الآيلة للسقوط، وسلامة زجاج المنازل المهدَّد والمهدِّد عند كل “غارة صوتية”..
وإن كانت حكومة “تصريف الإهمال” تلعب دور المتفرج على كل ما يجري، لا ينفك وزير خارجية لبنان عبدالله بو حبيب عن إطلاق المواقف الهشّة وبعضها مضحك، كان آخرها هذا الموقف الذي يُعبِّر عن عبقرية قلَّ نظيرها في عالمنا العربي ويجعل من صاحبه بالكاد شرطي سير على خط “حزب الله” وإسرائيل: “نتمنى على حزب الله أن يكون الرد على إسرائيل متناسقًا”…
ومع الإنذار الأخير الذي أوصله موفد الرئاسة الأميركية آموس هوكستين معززًا بأساطيل بحرية ضخمة جاهزة للقتال، تبدو إيران أعجز من أن ترد فعليًا على إسرائيل، وإن قررت، سيكون ردّها المنتظر أشبه بتمثيلية يعرف الإسرائيلي كواليسها وأسرارها قبل أن تبدأ.
وفيما تحاول فرنسا الدخول مجددًا عبر زيارة وزير خارجيتها ستيفان سيجورنيه إلى بيروت لتأكيد دعمها ووقوفها إلى جانب لبنان، كرر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي موقفه الرمادي: “في هذه الفترة الصعبة التي نمر بها لا يمكن إلا أن نتحلى بالصمت والصبر والصلاة”.
مصادر معارِضة أكدت لـ”هنا لبنان” أنّ المعارضة لن تسكت عن تهرب الحكومة من واجبها الدستوري والاكتفاء بالتلطي خلف “حزب الله” في موضوع “الحرب والسلم”، وهذا ما سيستدعي ردًا مفصلًا من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وغيره من القيادات.
ويؤكد المصدر أنّ جعجع سيُذكر الجميع بالبيان الصادر عن “لقاء معراب” حول القرار الدولي 1701 وأهمية ما جاء في البيان الذي أصدرته أغلبية معارضة كخارطة طريق للخروج من الأزمة.
وتعتبر المصادر أنه من غير المنطقي ولا المقبول أن تتفرج الحكومة على كل ما يجري من دون اتخاذ خطوات عملية تغيّر صورة لبنان أمام المجتمع الدولي وتُعيده إلى طاولة التسوية لاعبًا وليس ساحة صراع.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ | أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. |