ثلاثية المرحلة الجديدة: “الصمت والصبر والصلاة”


خاص 17 آب, 2024

يعرف الرئيس ميقاتي هذه الحقيقة لكنه يكابر، هو يعرف أنّ القرار بيد “الحزب”، وأنّ الحل والربط في حارة حريك وليس في السرايا الحكومية ولا حتى في عين التينة، لكن ما هو مستغرب أن يستاء الرئيس ميقاتي إذا ما تمَّ توصيفه بالعاجز، أليست الدعوة إلى الصمت والصبر والصلاة، هي بمثابة توصيف جديد للعجز ؟

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

حين يصل الإنسان إلى مرحلة العجز الكامل عن مواجهة أي مشكلة تواجهه، لا يعود يسعه سوى الصمت على المشكلة لأن الكلام لا يعود يجدي، والصبر عليها، عسى ولعل، والصلاة من أجل أن يشفع الله بصاحب المشكلة، فينقذه منها.

ربما وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى هذه القناعة أو إلى هذه الخلاصة، ما دفعه إلى القول، بالصوت والصورة: “في هذه الفترة الصعبة التي نمر بها لا يمكن إلّا أن نتحلى بالصمت والصبر والصلاة”.

لم يكتفِ الرئيس ميقاتي بواحدة من هذه الثلاثية، بل سمَّاها كلها، وكأنه يقول: “صاد” واحدة لا تكفي، ويجب استخدامها كلها، عسانا ننجح في إنقاذ البلد” .

لكن هل بالأمنيات والصلوات يتم الإنقاذ؟ بالتأكيد لا!

يعرف الرئيس ميقاتي هذه الحقيقة لكنه يكابر ، هو يعرف أنّ القرار بيد حزب الله، وأنّ الحل والربط في حارة حريك وليس في السراي الحكومية ولا حتى في عين التينة ، لكن ما هو مستغرب أن يستاء الرئيس ميقاتي إذا ما تمَّ توصيفه بالعاجز ، أليست الدعوة إلى الصمت والصبر والصلاة ، هي بمثابة توصيف جديد للعجز ؟

وما هو مستغرب أنّ الرئيس ميقاتي ينصح بالصمت لكنه لا يطبق النصيحة على نفسه ، فيخرق الصمت من خلال ” الدفاع عن أدائه” وتبرير هذا الأداء ، متحدثًا ، بلغةٍ مكررة، عن ” الظروف الدقيقة التي تعمل فيها الحكومة والمعطيات غير الخافية على أحد، وهي تبذل كل ما هو مطلوب من عمل لتجاوز الصعوبات وهي لم تقصّر في أي أمر يتعلق بأي ملف، لا سيما بالنسبة لإيجاد حل للوضع في الجنوب ومعالجة تداعياته المباشرة وغير المباشرة ” .

هناك محاولة لقَلْب الأدوار ، المواطن هو الذي يشكو للحكومة ، وليست الحكومة هي التي تشكو للمواطن.

والسؤال الذي يطرح نفسه ، أو الذي يطرحه المواطن على الحكومة ، وعلى رئيسها بالتحديد ، هو : ماذا بعد إعلان العجز؟ كيف ستتم مواجهة التحديات والاستحقاقات ؟ وفي جردة لها يتبيَّن أن هناك ما يصعب إنجازه ، والأمثال على ذلك كثيرة ، ومنها:

كيف سيعالج موضوع النازحين السوريين الذين يزداد عددهم بدل أن يزداد عدد العائدين إلى سوريا؟

من أين سيوفر التعويضات والمساعدات التي كان بدأها لعينة من عائلات الشهداء ، واليوم تضاعف العدد ؟

كيف سيوفّر التعويضات للأساتذة ونحن على عتبة بدء السنة الدراسية ؟

أبقت الحكومة جلساتها مفتوحة، ولكن من أجل ماذا ؟
هذه عينة من ملفات العجز ، ولا نطلب أجوبة من الرئيس ميقاتي لأنه يلتزم الصمت وساكت عن الكلام المباح .

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us