ترقّب لتحسّن في التغذية الكهربائية: نفي من مصر والعراق وفياض يؤكّد: ”ما عم نشحد”!
غرق لبنان في ظلام دامس نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن جميع المناطق، بسبب نفاد مخزون الغاز أويل. وقد فرضت هذه الأزمة نفسها كأولوية قصوى على جدول الأعمال الوطني، خاصةً بعد أن أثرت بشكل كبير على المرافق العامة، بما في ذلك مطار رفيق الحريري الدولي.
وفي هذا السياق، عبرت الجزائر عن رغبتها العميقة في دعم لبنان لتجاوز أزمته عبر تزويده بهبة من الغاز أويل، وذلك بتوجيه من الرئيس الجزائري. وتحدد كمية الهبة وفقًا للمحادثات التي ستستكمل بين الطرفين.
وثمّن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، خلال استقباله سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي، “المبادرة الأخوية المقدّرة جداً لفخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بشكل فوري بالفيول لسدّ حاجته في قطاع الكهرباء”.
كذلك أكد سفير الجزائر أن “دعم بلاده للبنان كامل ومطلق، وأن قرار الرئيس تبون تزويد لبنان بالفيول، في ظل الظروف الخاصة التي يمرّ بها، هو أمر طبيعي”، مجددا الإشارة الى “ما سبق وأكده الرئيس الجزائري من أن الجزائر لن تترك لبنان لوحده”.
في حين طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، من رئيس هيئة التفتيش المركزي، إجراء تحقيق فوريّ في موضوع الانقطاع الكلّي للتيار الكهربائي.
فياض: تحسن في الكهرباء ودعم عراقي وجزائري
كما اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض صباح اليوم في السرايا.
وبعد اللقاء أعلن وزير الطاقة وليد فياض أن لبنان سيشهد الأسبوع المقبل تحسنًا تدريجيًا في التغذية الكهربائية، مع زيادة تصل إلى 5 ساعات.
وذكر فياض أن العراق قد زود لبنان بـ125 ألف طن من الوقود، وقد جددت التزامها بتجديد الاتفاقية. وأشاد بالدور الجزائري البارز في معركة الصمود، مؤكدًا أن كل من العراق والجزائر يعتبران أصدقاء للبنان.
وأضاف أن “الهبة الجزائرية تمثل بداية لتوطيد العلاقات بين البلدين، حيث أن الجزائر تقوم أيضًا بتزويد عدد من البلدان الأوروبية بالغاز”.
وقال: “المهم اليوم هو بروز دور الجزائر في معركة الصمود ، وأصدقاء لبنان يبرزون اليوم حيث تبين، اننا نستطيع الاتكال على العراق والجزائر، وبالتالي نحن نتفق مع الجزائريين على ضوابط ومعايير هذه الهبة أي الكمية والنوعية، فنحن الان بحاجة الى نوعين من ناحية الغاز اويل لدير عمار والزهراني، ومن ناحية ثانية نحن بحاجة إلى الفيول اويل ” غريد ب” لمعملي الزوق والجية.”
وتابع: ” ان الرئيس الجزائري عندما وجد ان لبنان دخل في أزمة رفع الصوت واعطى توجيهاته ليقف الجزائر مع لبنان، وكيف لا والجزائر يعلمنا معنى المقاومة والصمود والوجود بحرية، وهذا ما تمثله بالنسبة لنا الهبة الجزائرية، ونأمل ان تكون فاتحة يعاد تمتينها وبخاصة في مجال الطاقة ومجالات اخرى، كما علينا الا ننسى ان الجزائر هي التي تعطي الغاز الى معظم الدول الأوروبية. فإذا استطعنا الحصول على جزء بسيط منها نستطيع تخفيض كلفة الكهرباء عنا، هذا الامر بحاجة لوقت لكنه يفتح الباب للتعاون مع الجزائر في الكثير من المجالات في المستقبل”.
وفي حديث لـ”هنا لبنان” قال فياض أن “لدينا عزة نفس ونحن أبناء صمود وحرية ونحن نديّن العالم كرامة و”ما عم نشحد”.
وأضاف: “في الشق السياسي هناك دعم عراقي وجزائري ويجب أن يكون لدينا عدّة مصادر للطاقة”.
جعجع: إدارة قطاع الكهرباء فاشلة
في حين قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في بيان: “لم يكتفِ البعض في هذه الحكومة بارتكاب خيانة عظمى، بل يقوم ايضا بارتكاب خيانة صغرى، من خلال مزيد من حرمان المواطن اللبناني المحروم أصلا بضعَ ساعات كهرباء كانت مؤمنة له، وذلك بعدما كانت مؤسسة كهرباء لبنان قد رفعت أسعار الكهرباء والتي أصبحت مع ملحقاتها توازي في مكان ما أسعار المولدات في الأحياء، وبعدما قام العراق الشقيق بتأمين مئات آلاف الأطنان من الفيول على مدى السنتين المنصرمتين، وبعدما وعِدنا مرات ومرات ومرات أقله بعشرين ساعة كهرباء”.
وأوضح أن “أزمة الكهرباء التي وقعت فيها البلاد في اليومين الأخيرين ليست الأولى من نوعها، وتدلل بشكل لا يقبل الجدل على ان إدارة قطاع الكهرباء كما هي عليه منذ 15 سنة وحتى اليوم هي فاشلة تماماً ولا يوجد اي مؤشر يدل على ان هذه الإدارة ستتغير. ولذلك، لم يبقَ سوى حل واحد وهو إشراك القطاع الخاص فورا في عملية توليد الكهرباء وتوزيعها في لبنان”.
وتابع جعجع: “إني أتوجه الى رئيس اللجنة النيابية للأشغال النائب سجيع عطية كي يستعجل مناقشة اقتراح قانون أو أكثر موجودين أمامه لإشراك القطاع الخاص، ويرسلها الى اللجان المشتركة في أسرع وقت ممكن، وبناء عليه، يُطلب من الرئيس نبيه بري الدعوة إلى جلسة تشريعية تحت بند الضرورة القصوى، لأن إخراج المواطن اللبناني من العتمة هو أقصى الضرورات التي تتطلّب إقرار قانون واضح وصريح في المجلس النيابي لإشراك القطاع الخاص في إنتاج الكهرباء وتوزيعها في لبنان”.
نفي عراقي ومصري
في سياق آخر، نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، ما يشاع عن توقف العراق من تزويد لبنان بالوقود، مشيرا إلى أن “التأخير حصل لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بالنقل والشحن”.
وتابع العوادي: “العراق ملتزم بالاتفاق الذي وقع بين بغداد وبيروت، والاهم والأصدق هو الالتزام الأخوي والقومي والإنساني من الحكومة العراقية والشعب العراقي تجاه أشقائنا في لبنان في الأوقات العصيبة الحالية”.
ونفى العوادي “ما يشاع عن توقف العراق من تزويد لبنان بالوقود”، مشيرا الى أن “التأخير حصل لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بالنقل والشحن”، مشددا على أن “الشحنة الجديدة ستحمل خلال الأيام القادمة”.
من جهة أخرى، أكدت مصادر حكومية رفيعة المستوى بقطاع البترول أن مصر لا تقوم بتصدير الغاز الطبيعي إلى لبنان، إذ يوجه كامل الإنتاج للسوق المحلية التى تشهد ذروة استهلاك غير مسبوقة.
جاء ذلك ردا على تصريحات وزير الطاقة اللبناني وليد فياض بشأن انتظار بلاده وصول شحنات الغاز من مصر قبل ختام آب الجاري، على خلفية استنفاذ محطات توليد الكهرباء التابعة لها إمداداتها من الوقود بما يهددها بالتوقف عن إنتاج الكهرباء حتى يتم تأمين المزيد من الإمدادات.
إذ أكدت المصادر أن هناك 3 موانع تعيق وصول أي شحنات من الغاز الطبيعي من مصر إلى لبنان أولها أن أغلب محطات الكهرباء اللبنانية لا تعمل بالغاز الطبيعي، وإنما بمشتقات الوقود السائل، وثانيا أن البنية التحتية هناك غير مؤهلة لاستقبال الغاز المسال عبر الناقلات، وأخيرا القيود المفروضة من قبل الولايات المتحدة الامريكية على سوريا والتي تصعب استغلال خط الغاز العربي في تلك العملية.
مواضيع ذات صلة :
بشرى من وزير الطاقة: التغذية الكهربائية سترتفع قريبًا! | كهرباء لبنان: تأمين معدل تغذية يومية من 4 إلى 6 ساعات | فياض: وضع قطاع الطاقة اليوم أفضل بكثير من قبل |