“حان وقت ردّنا”… “الحزب” يؤكّد أن التصعيد حتمي بعد انتهاء المفاوضات!
لا يزال انتظار الرد “سيد الموقف”، حيث يترقب الجميع رد طهران وحزب الله على عمليتي الاغتيال التي وقعت في طهران والضاحية الجنوبية. وهذه الأحداث قد تُعَدُّ نقطة تحول في التوترات الإقليمية، ويعكس انتظار الرد حجم الاستعدادات والضغوط التي تواجهها الأطراف المعنية. ومع تصاعد الأوضاع الأمنية والسياسية، يبقى الجميع في ترقب حذر لموقف طهران وحزب الله، وما سيترتب على هذه العمليات من تداعيات قد تؤثر بشكل كبير على الأوضاع في المنطقة.
وتكشف مصادر سياسية لـ”الشرق الأوسط” أن حزب الله لا يزال يمارس سياسة ضبط النفس، ويضطر للرد على إسرائيل في توسعتها لدائرة المواجهة العسكرية، وتنقل عن مصدر قيادي في الثنائي الشيعي قوله إن إسرائيل تهدف، من خلال شنها سلسلة غارات على بلدات بقاعية، إلى استدراج الحزب لعله يوفر لها الذرائع لتوسعة الحرب التي تسمح له بالالتفاف مسبقاً على مباحثات القاهرة لوقف النار في القطاع.
وترى الأوساط نفسها أن الحزب اضطر للرد باستهدافه مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سقف التزامه بعدم السماح لتل أبيب باستدراجه للخروج عن مساندته لغزة، وتقول إن الحزب يريدها، لكنه استجاب لرغبات دولية وإقليمية بضرورة التمهُّل في رده على إسرائيل لاغتيالها أحد أبرز قادته العسكريين فؤاد شكر، رغبة منه بإعطاء فرصة لاستئناف مباحثات وقف النار لئلا يُتهم بأنه أطاح بالجهود الرامية لإنهاء الحرب في القطاع.
“الحزب” يشكك في نجاح المفاوضات
في السياق، شككت مصادر مقربة من حزب الله لـ”الأنباء” الكويتية، في تحقيق أي تقدم مع رفض حركة حماس الخطة القديمة الجديدة التي تتمسك فيها إسرائيل بشروطها. واعتبرت المصادر ان هذه المحادثات ذاهبة إلى الحائط المسدود.
وأضافت: حان وقت ردنا (على اغتيال إسرائيل المسؤول العسكري الأرفع في الحزب فؤاد شكر)، وتأخير الرد كان هدفه إعطاء فرصة لمسعى الحل وتجنب الاتهام بعرقلة هذه المساعي، على الرغم من القناعة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يسهل المفاوضات، وهو يعلن في كل مناسبة رفضه لأي حل يؤدي إلى وقف للنار في شكل شامل ودائم في قطاع غزة.
وتحدثت مصادر متابعة لـ “الأنباء” عن أن تأخير حزب الله للرد، ليس فقط لإعطاء فرصة للمفاوضات، ذلك انه سبق ان أعلن اكثر من مرة انه لا يمكن ربط الرد على اغتيال القيادي شكر وعدد آخر من المسؤولين الميدانيين وقادة المحاور بمفاوضات غزة، وإنما عزا التأخير إلى أمرين: الأول اختيار الهدف بدقة بما يوازي حجم الاستهدافات التي أصابت الحزب نتيجة اغتيال عدد من قياداته وتجاوز كل الحدود باستهداف بيروت، ما يعني أن الرد سيتجاوز قواعد الاشتباك التي تحكم هذه المواجهات منذ انطلاقها على الحدود اللبنانية في الثامن من تشرين الأول الماضي. والثاني: اختيار الوقت المناسب لتجنب الذهاب إلى حرب واسعة والدخول في مواجهات لا يمكن وضع سقف لها.
الرد لن يكون رمزياً
في حين قالت مصادر مقربة من الحزب لـ“الجريدة الكويتية” إنه لم يقدم أي موقف بهذا الصدد، ومسألة الرد ترتبط عنده بحسابات الميدان، وإنه لا يربط مسار الرد بمسار المفاوضات حول غزة.
وتؤكد المصادر أن الحزب لا يمكنه تحمل تكرار ما جرى في الضاحية، وسيقوم برد “قوي ومحسوب”، مشددة على أن “الرد لن يكون رمزياً، وسيحقق إصابة مباشرة، ويردع إسرائيل عن تكرار ما فعلته”، مضيفة أنه في حال أعطى الحزب مهلة لإنجاح المفاوضات فالمهلة انتهت، والمفاوضات انتهت قبل أن تبدأ.
وتشير المصادر إلى أنه في عام 2006 عندما أراد الحزب تنفيذ عملية أسر جنود إسرائيليين اتخذ القرار قبل 7 أشهر من تنفيذه، وأجرى محاولة فاشلة بمنطقة الغجر في مارس 2006، حتى تمكن من النجاح بالعملية في يوليو، وبالتالي فإن الوقت مسألة ثانوية في هذا المجال.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |