لهذا السبب مدن ساحلية وجزر قد تختفي!
بعض المدن الساحلية ذات الطبيعة الخلابة مهددة بالاختفاء تماماً تحت مياه البحر والمحيطات خلال فترة ما بين 50 إلى 100 عام على الأكثر بسبب الاحترار المناخي الذي يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه، ما يستدعي اتخاذ دول العالم منحى جدي في التحول من استخدام الوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة نظيفة.
وأدى ارتفاع مستوى سطح البحر بالفعل إلى اختفاء ما لا يقل عن خمس “جزر مرجانية نباتية” كانت في السابق جزءا من جزر سليمان، مع “ست جزر أخرى تعاني من ركود ساحلي شديد”، وفقا لدراسة أجريت عام 2016 ونشرت في إنفيرومنتال ريسيرش ليترز Environmental Research Letters.
ومن المرجح أن يتأثر كل من يعيش على جزيرة في المحيط الهادئ، بصورة كبيرة، من ارتفاع مستوى سطح البحر، حيث يعيش حوالي 3 ملايين من سكان جزر المحيط الهادئ على بعد 10 كيلومترات من الساحل، وبالتالي قد يحتاجون إلى الانتقال قبل نهاية القرن، وفقا لشبكة العلوم والتنمية، وهي منظمة غير ربحية تركز على تسهيل التعلم العلمي.
واختتم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي أقيم في دبي، يوم الأربعاء، وانبثق منه اتفاق ملزم للدول الأعضاء بـ”التحول” من استخدام الوقود الأحفوري تدريجيا، بهدف الوصول إلى انخفاض درجة حرارة الكوكب بمعدل 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050.
إلا أن الموافقة على الاتفاق بالإجماع في ختام المؤتمر، لم تمنع جزر ساموا من التعبير عن مخاوف الدول الجزرية الصغيرة، من أن الاتفاق يمثل “تحسنا” لكنه “لا يوفر التوازن اللازم لتعزيز التحرك العالمي لتصحيح المسار بشأن تغير المناخ”.
فالجدول الزمني لتحقيق أهداف الاتفاق لا يسمح بإنقاذ العديد من الجزر والمدن التي تعتبر مهدد من الارتفاع المستمر لمنسوب مياه البحار والمحيطات، فمستويات البحر آخذة في الارتفاع بسرعة، من 1.4 ميليمتر سنويا خلال معظم القرن العشرين إلى 3.6 ميليمتر سنويا من 2006 إلى 2015، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA.
بينما تقدر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة أن مستويات سطح البحر سترتفع بمقدار 16 إلى 25 بوصة (40 و63 سنتيمترا) بحلول عام 2100.
وارتفاع مستويات سطح البحر إلى هذا الحد، سيؤدي إلى تشرد ما لا يقل عن 250 مليون شخص من سكان المدن الساحلية والجزر حول العالم بحلول عام 2100، وفقا لدراسة أجريت عام 2019 نشرتها مجلة نيتشر كوميونيكيشن Nature Communication.
وفقا لاتحاد العلماء المهتمين (UCS)، فإن جزر المالديف، المكونة من 1200 جزيرة مرجانية صغيرة ويقطنها حوالي 540000 شخص، هي الدولة الأكثر تسطحا على وجه الأرض، بمتوسط ارتفاع يبلغ 3 أقدام أي مترا واحدا، وإذا شهدت جزر المالديف ارتفاعا في مستوى سطح البحر بمقدار 1.5 قدم حوالي 45 سنتيمترا، فستفقد حوالي 77٪ من مساحة أراضيها بحلول عام 2100.
وهناك، أيضا، جزر البندقية المتصلة بالبر الرئيسي عبر جسور في إيطاليا، وتغرق البندقية بنسبة بوصة كل 12.5 عام وفقا لتقرير عام 2012 وأصبحت الفيضانات أكثر تواترا منذ عام 1900 ويقارب عدد الفيضانات الآن 100 مرة في العام، وبدأت الحكومة بعمل مشروع بتكلفة عدة ملايين من الدولارات لتركيب بوابات واقية من الفيضانات وسوف تزن البوابات من 250 إلى 300 طن وهذه البوابات ليست سوى حل مؤقت.
ويهدد الخطر الولايات المتحدة، بصورة كبيرة، إذ تفيد التوقعات الأخيرة أنه بحلول عام 2050، يحتمل أن تصبح مساحات شاسعة من الأراضي غير صالحة للعيش.
ومدينة نيويورك هي الأكثر عرضة للخطر، وفقاً لبحث أجرته مؤسسة المناخ المركزي، أفادت نتائجه أن ما يقرب من نصف مليون من سكان نيويورك سيعيش على “أرض مهددة”، مع حلول العام 2050.
كما يهدد خطر ارتفاع منسوب المياه ولاية فلوريدا، وقد أعلن المسؤولون في مقاطعة ميامي عن استراتيجية تقوم على بناء الطرق والمنازل على مستويات أعلى، وإنشاء مساحة مفتوحة تسمح بحدوث الفيضانات دون الإضرار بالبنية التحتية، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
مواضيع ذات صلة :
“حرائق كندا” تهدد البنية التحتية.. وبايدن يعرض المساعدة |