فريق الشغور الرئاسي والعرقلة الحكومية
يقف فريق واحد وراء عرقلة المسار الديمقراطي والدستوري في انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومات وهذا الفريق هو الذي يمسك بالبلاد والعباد حتى ولو فرقته السياسة مؤقتاً كما هو حاصل اليوم بين حزب الله والتيار الوطني الحر والمفارقة أنّ هذا الفريق المتسبب بأطول فترات الشغور الرئاسي وبعرقلة تشكيل الحكومات يكرر أنه يريد بناء دولة، ولكن أي دولة؟
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
عاجلاً أم آجلاً ستطرح مسألة اليوم التالي بعد الحرب في جنوب لبنان وليس فقط على مستوى الجنوب بل على مستوى لبنان ككل لأنّ المشكلة ليست فقط في الحرب وقرارها بل في الممارسة السياسية التي وقبل الحرب أوصلت البلاد إلى الإنهيار وبالتالي فإنّ المطلوب هو تغيير جذري في هذه الممارسة لا يكرر تجربة مصادرة القرار السياسي والعسكري ولا خطف الدولة والإستيلاء على مقدراتها ولا إلحاق لبنان بمحاور إقليمية تتقدم مصالحها على مصالح اللبنانيين.
أولى الخطوات السياسية لليوم التالي والتي يفترض أن تترافق مع تطبيق كامل للقرار ١٧٠١ هي انتخاب رئيس للجمهورية بقرار من النواب في البرلمان وليتحمل هؤلاء مسؤولية خيارهم، فهذا الخيار هو الذي يضع البلاد في مسار آخر أو يبقيها في المسار الجهنمي الراهن، ويجب ألّا يكون مسموحاً بعد هذا الإنتخاب التلاعب أبداً بمواعيد الاستحقاقات الدستورية على أنواعها فمنذ أن انتهت ولاية الرئيس الجميل في ٢٢ أيلول ١٩٨٨ وحتى اليوم أي منذ ٣٦ سنة كان يفترض أن يتعاقب على لبنان ٦ رؤساء للجمهورية ولكن من وصلوا إلى هذه الرئاسة كانوا ٤ فقط أي أنّ هناك ١٢ عاماً أي ولايتين رئاسيتين حرم فيهما اللبنانيون من انتخاب رئيس إما بالتمديد كما حصل مع الرئيسين الياس الهراوي وإميل لحود وإما بالشغور.
ما حصل في رئاسة الجمهورية حصل في تشكيل الحكومات أيضاً، حيث هدرت أشهر عند تشكيل كل حكومة في صراع على الحقائب والحصص، صراع لم يؤدِّ إلى نجاح المتصارعين في الوزارات التي حصلوا عليها وترك البلاد في عهدة حكومات تصريف للأعمال لم تكن منتجة عندما كانت حكومات فعلية، كما أدارت حكومات سنوات الشغور الرئاسي وسجلت حكومة تمام سلام الرقم القياسي لمدة سنتين ونصف السنة وتنافسها حالياً حكومة الرئيس ميقاتي المستقيلة منذ الإنتخابات النيابية في أيار ٢٠٢٢.
وفي مراجعة لكل ما سبق يتبين أنّ فريقاً واحداً يقف وراء عرقلة المسار الديمقراطي والدستوري في انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومات وهذا الفريق هو الذي يمسك بالبلاد والعباد حتى ولو فرقته السياسة مؤقتاً كما هو حاصل اليوم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والمفارقة أنّ هذا الفريق المتسبب بأطول فترات الشغور الرئاسي وبعرقلة تشكيل الحكومات يكرر أنه يريد بناء دولة.. ولكن أي دولة؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |