الأبيض: نحضّر لأيّ طارئ ولكن هذا لا يعني اننا ذاهبون إلى حرب
نظمت مؤسسة الحريري وبرعاية وحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض، ورشة عمل الشبكة الصحية بعنوان “الجهوزية الصحية المشتركة في صيدا والجوار والخطوات القادمة” والتي هدفت لمناقشة الجهوزية الصحية والتخطيط الإستراتيجي والتقني، وجرى خلال الورشة التي توزعت على جلستي عمل، استعراض الإطار العام لخطة الطوارئ المحلية لرفع الجهوزية القصوى المشتركة للمؤسسات الصحية في صيدا والجوار (مستشفيات، أجهزة اسعافية، مراكز رعاية صحية أولية ومستوصفات) والتي تتركز على 3 مجالات: “الموارد البشرية، معدات ومستلزمات طبية، والتنسيق والتواصل” وجهوزية كل قطاع والتحديات التي تواجهه على صعيد الإمكانات والإحتياجات والتكامل في ما بينها مجتمعة، وتخلل الورشة اطلاق “مجموعة عمل الطوارئ الصحية” التي تعمل على إعداد هذه الخطة ووضع دراسة تقييم حاجات وقدرات المؤسسات الصحية تحضيراً لإجراء مناورات تدريبية لسيناريوهات الطوارئ.
شارك في الورشة التي أقيمت في “أكاديمية الدولة الوطنية – حرم ثانوية رفيق الحريري في صيدا: النائبان الدكتور عبد الرحمن البزري والدكتور أسامة سعد، رئيسة مؤسسة الحريري الوزيرة السابقة بهية الحريري، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود، عضو المكتب السياسي لتيار “المستقبل” الدكتور ناصر حمود، رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع، الرئيس السابق للبلدية وعضو المجلس البلدي المهندس محمد السعودي، مدير وحدة إدارة الحد من مخاطر الكوارث والأزمات في رئاسة مجلس الوزراء زاهي شاهين، ممثلة محافظ الجنوب منصور ضو ميرنا الرواس، أمين سر المحافظة السابق الدكتور نقولا بوضاهر، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، رئيس مصلحة الصحة في الجنوب الدكتور جلا حيدر ، مسؤول قسم الصحة في وكالة الأنروا الدكتور عبد الحكيم شناعة ، ومدير الأنروا في منطقة صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب، السفير عبد المولى الصلح ومستشار الحريري لشؤون صيدا والجوار أمين الحريري والمديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري الدكتورة روبينا أبو زينب، رؤساء وممثلون عن جمعيات أهلية وعن القطاعات الصحية : المستشفيات الحكومية والخاصة ، الأجهزة الإغاثية والإسعافية، مراكز الرعاية الصحية الأولية، المستوصفات والصيدليات وفريق عمل مؤسسة الحريري والشبكة الصحية.
افتتحت الورشة بالنشيد الوطني، وكلمة للسيدة بهية الحريري قالت فيها: “إنطلقت الشّبكة الصّحية لصيدا والجوار قبل سنوات بإرادة طيّبة وتلقائية لمواجهة مخاطر وباء كورونا ، ذلك الوباء الذي جعل البشريّة بأسرها تلتزم قواعد الوقاية والحماية، من أجل سلامة كلّ إنسان على هذا الكوكب. وبادرت الجمعيات والهيئات الصحية والأهلية وبالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي في مدينة صيدا ووزارة الصحة ولجنة كورونا للقيام بكلّ ما يلزم من أجل سلامة كلّ صيدا والجوار وكلّ الجنوب وكلّ لبنان. هذه الإرادة الطيّبة والجامعة كانت ولا تزال إحدى الميزات البديهية لأهالي صيدا والجوار ومؤسساتهم الأهلية والرّسمية والقطاعية وقياداتهم الرّوحية والسّياسية”.
وأضافت: “نعم لقد إستطعنا بالتّكافل والتّضامن تقديم نموذج إستثنائي على مستوى لبنان والمنطقة ، ونتابع مسيرتنا اليوم بالتّعاون الوثيق والإستثنائي من معالي وزير الصّحة الإستثنائي معالي الدكتور الصديق فراس الأبيض، لنتابع تعاوننا وتعزيز جهوزيتنا للتعامل مع الأوضاع الإستثنائية والقاهرة التي نواجهها، وإنّنا على مدى الأشهر والأسابيع الماضية كنّا على تنسيق دائم مع معالي وزير الصحة ومتابعة حثيثة لمواجهة المخاطر التي تهدّد أهلنا في الجنوب وصيدا، تلك المخاطر التي تتوسع يوماً بعد يوم لتطال صيدا كما حصل في الأيام الماضية. واللبنانيون يتابعون كلّ يوم نداءات الدول لمواطنيها بمغادرة لبنان، في حين أنّ أهالي صيدا والجوار يتداعون كلّ يوم من أجل التّلاقي والوحدة والتّعاون والتكافل والجهوزية التامة لمواجهة كلّ أشكال المخاطر والتّحديات التي تواجهنا على المستوى الصحي والإجتماعي والتربوي والبيئي والوطني”.
وتابعت الحريري: “إنّ صيدا بكلّ أطيافها حريصة جداً على الإحتفاظ بكونها النموذج الأمثل للشّراكة والوحدة الوطنية والتّكافل والتّعاضد وتجاوز كلّ العقبات والتّحدّيات والإنقسامات من أجل سلامة كلّ أهلنا في صيدا والجوار وكلّ الجنوب وكلّ لبنان”.
وقالت: “وإنّني أتوجّه بخالص الشّكر والتّقدير إلى معالي وزير الصّحة الدكتور فراس الأبيض على حضوره اليوم، وإنّنا نحمّله شكرنا وتقديرنا لرئيس الحكومة دولة الرئيس الصديق نجيب ميقاتي الذي نشدّ على يديّه ونثني على جهوده وتحمّله هذه المسؤولية مع حكومته في هذه الظروف البالغة الدّقة والخطورة. وإنّني أتوجه بالشّكر والتّقدير إلى سعادة النائب الدكتور أسامة سعد وسعادة النائب الدكتور عبد الرحمن البزري ورئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع وسعادة المحافظ الأستاذ منصور ضو والقيادات العسكرية والأمنية والإدارية ، وأخصّ بالشّكر الصليب الاحمر الدولي وكافة الهيئات الصحية والمستشفيات والأطباء والممرضات والممرضين والأجهزة الإسعافية ومراكز الرعاية الصحية الأوّلية والمستوصفات والمختبرات والصيدليات وكافة الجمعيات والهيئات القطاعية والمنظمات الدولية الإنمائية والمحلية المشاركة في أعمال الشّبكة الصحية لمدينة صيدا والجوار”.
وختمت الحريري: “إنّنا في مؤسسة الحريري على أتمّ الإستعداد لوضع كامل إمكانياتنا وطاقاتنا في تصرّف وزارة الصّحة والشّبكة الصحية لتحقيق الجهوزية التّامة التي تؤكد صورة صيدا المميّزة بوحدتها وتكاملها وإنّنا نتمنى أن يتجاوز لبنان الحبيب هذه المحنة القاهرة”.
وألقى النائب البزري كلمة قال فيها: “بداية نشكر السيدة الحريري على هذه الدعوة الكريمة التي هي دعوة منطقية في هذا الوقت وتحديداً في هذه المرحلة بالذات حيث نحتاج الى تضافر جميع الجهود. واسمحوا لي ان أتوجه بالشكر لجميع الحضور على مشاركتهم وعلى جهودهم السابقة وجهودهم اللاحقة بغض النظر عن التطورات التي ستحدث. ولكن اريد ان أوجه الشكر لوزير الصحة تحديداً في نقطة معينة. لأول مرة الحكومة اللبنانية تسمي كل واحد يقتله العدو الإسرائيلي شهيداً. وفي هذا منطق جميعاً ندعمه وهو أننا جزء لا يتجزأ من المعركة ومن المواجهة مع العدو الإسرائيلي. نشكر معالي الوزير على هذه الخطوة التي نعتبرها التزاماً حكومياً”.
وأضاف: “النقطة الثانية نوجهها لمعالي الوزير فنقول نحن كلجنة صحة نيابية اطلعنا على خطة وزارة الصحة ونشكر الوزارة لإعدادها خطة استباقية سواء للحروب او للطوارىء الأخرى وغيرها ، لكن التحدي هو في الإمكانيات الضائعة في مكان آخر. فكيف نستطيع ان نرتكز على خطة منطقية حكومية في غياب الماء والكهرباء. نحن في صيدا نعيش عتمة كاملة لفترة طويلة وتعيش صيدا ومنطقتها انقطاعاً كبيراً في المياه وكل هذه الإمكانيات الموجودة ربما قد تذهب هدراً وهباءً في حال لم نستطع تأمين هذه الخدمات الأساسية” .
وتابع: “النقطة الثالثة، الحضور الذي تراه اليوم يا معالي الوزير يدل ان صيدا ومنطقتها غنية بالخبرات ولديها تجربة واسعة في مواجهة العدوان الإسرائيلي. نحن كان لدينا تجارب ناجحة في العام 2006 وابان عناقيد الغضب والتحرير وغيرها ، لذلك نحن لا ينقصنا العامل البشري او التدريب وانما تنقصنا الإمكانات كما تنقصهم. لذلك نتمنى دائما عقد هذه الحلقات لنركز على نقاط القوة الموجودة في المدينة ومحاولة دعمها من خلال ترشيد الإمكانيات المتوفرة. نشكركم دائما لحضوركم الى مدينة صيدا ونشكر المجتمع الأهلي الصيداوي والمناطق المحيطة بصيدا بكل تنوعه، فنحن كلنا هنا مجتمع واحد ويد واحدة ، وكما أثبتنا في الماضي قدرتنا على الإنتصار سنثبت الآن قدرتنا على الصمود والإنتصار” .
وتحدث النائب سعد مستهلاً كلمته بتوجيه الشكر “لمؤسسة الحريري وللسيدة بهية الحريري ” على هذه الورشة ، وقال: ” اسمحوا لي ان ارحب بكم فرداً فرداً ونرحب بمعالي وزير الصحة الدكتور فراس ابيض في عاصمة الجنوب صيدا هذه الحاضرة الوطنية العربية الثقافية الفكرية الصحية التربوية. هذه المدينة التي تنتمي الى هذا الوطن والتي تتسمك بالوحدة الوطنية الجامعة وترفض اية تموضعات على قواعد الطائفية والمذهبية ، لذلك هي بحق تستحق ان تكون عاصمة جامعة لكل أطياف الشعب اللبناني وفئاته وطوائفه ومناطقه”.
وأضاف: “لا اريد ان اتحدث بالخطة وأترك الأمر لأصحاب الإختصاص ولكن أريد أن أركز على نقطتين. فنحن نعيش زمن الحرب وهناك احتمالات بأن تتوسع ومن الطبيعي الإستعداد لهذا الإحتمال ولأي سيناريو يؤدي الى توسع هذه الحرب، ولاحقا نتحدث حين تتوقف وما يحتاجه البلد، لكن الآن الأولوية لنرى كيف سنعالج ما هو قائم الآن وهذه الأخطار الداهمة الآن ولكن حين تتوقف المدافع هناك اخطار اخرى تهدد البلد نبحثها في وقتها”.
وقال: “النقطتان اللتان سأتحدث عنهما يعالجان الواقع الذي نعيشه واحتمالاته ويؤسسان لمرحلة ما بعد توقف المدافع والحرب:
* الأولى: الحرص على سلامة الجبهة الداخلية وتحصينها ، وربما هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد تساعد على هذا التحصين .
* الثانية: هي توفير مقومات الصمود لشعبنا والتي نحتاجها في اللحظة الراهنة وبعد أن تتوقف الحرب، فللحرب تداعيات لا تظهر الآن ولكن يجب التنبه لها وأن نقارب أية قضية من القضايا ومنها قضية الإغاثه والجهوزية لمواجهة كل الإحتمالات وتأمين هذا القطاع الصحي بالرغم من كل المصاعب التي نعيشها ويعيشها الشعب اللبناني على هذا الصعيد والجميع يعرف والوزير يعرف بأن الناس تعاني أشد المعاناة لتأمين صحتها وعلاجها ودوائها …”.
ثم تحدث الوزير الأبيض، فقال: “يسرني أن أكون اليوم معكم في هذا النهار الذي نحضّر فيه لنظهر استعدادنا في القطاع الصحي لأي طارئ يمكن أن يحدث، وسأركز في كلمتي على نقاط معينة في هذا الموضوع:
أولاً: موقف الحكومة اللبنانية من موضوع الإعتداءات الإسرائيلية والصراع في المنطقة: منذ اليوم الأول كان موقف الحكومة واضحاً وهو أننا لا نريد الحرب، وطالبنا منذ اليوم الأول بوقف فوري لإطلاق النار من غزة الى لبنان. صحيح أننا نحضر لأي طارئ ولكن هذا لا يعني اننا لا سمح الله ذاهبون الى حرب. ونتمنى ان لا نضطر لإستخدام كل هذه التحضيرات والإستعدادات التي نقوم بها، لكن للأسف بوجود عدو همجي ومن دون أي ضوابط او حدود وللأسف بدعم من بعض المجتمع الدولي صار لزاماً علينا ان نكون بأعلى درجات الجهوزية والتحضير وهذا واجبنا تجاه أهلنا ومجتمعنا.
ثانياً: الحوكمة والمسؤوليات: ربما نحن في لبنان تعودنا ابان الأزمات أن يستسهل أصحاب المسؤولية ان يتحججوا بضعف الموارد حتى يقولوا اننا “مش قادرين نعمل شي”، لكن نحن في هذا الموضوع لدينا رأي آخر وهو اننا بالعكس، وقت الأزمات يصبح تحمل المسؤوليات أمراً اهم وواجباً . لذلك نعتبر أنه بالنهاية اذا لا سمح الله وقع المحظور يجب ان يكون لدينا ردة فعل جيدة وان نحسن استخدام الموارد وذلك عبر التنسيق بين جميع الأفرقاء، نحن نعتبر وزارة الصحة هي المسؤولة بشكل أساسي عن هذا القطاع وهي الجهة الناظمة له ، ولذلك منذ اليوم الأول لإندلاع الاعتداءات الاسرائيلية فعّلت الوزارة غرفة الطوارئ الصحية فيها وباشرنا بإعداد الخطط والتدريبات بالتنسيق مع كل الشركاء: المستشفيات، الصليب الأحمر اللبناني او اللجنة الدولية للصليب الأحمر او غيرها وأجرينا محاكاة على عدة مستويات.
ثالثاً: خطة وزارة الصحة: مع قيادة الوزارة لها، خطتنا قائمة على موضوع اللامركزية، ان كان لامركزية بالإدارة او بتوزيع المستلزمات الطبية والأدوية، وخاصة انه كانت لدينا تجربة غنية ابان جائحة كورونا وخاصة في المناطق التي فيها لجان ازمات فعالة، وانا سعيد جدا بأن منطقة صيدا والجوار كانت ناشطة بهذا الموضوع وفيها لجنة ازمة كانت ممتازة في ردة فعلها على كورونا. لذلك نحن الآن من خلال عمل الوزارة نشتغل بهذه الطريقة اللامركزية ونعتبر أن ” أهل مكة أدرى بشعابها” ونحن دورنا يكون تسهيلاً ودعماً وايجاد الأطر ، ولكن دائما هناك تعاون وثيق بشكل أساسي بين الوزارة وكل الفاعليات والأفرقاء في القطاعات المتعددة ان كان بلديات او القطاعات الأخرى . واكيد نحن لاحظنا ان هناك أماكن ضعف يجب ان نرى كيف نسدها مثل موضوع الطاقة او المياه وغيرهما. ونعتبر أن هذا التكامل بين الإدارة المركزية في الوزارة ولجان الأزمات في المناطق، هو امر أساسي.
رابعاً: المستشفى التركي: نحاول كوزارة كما يهمنا ان يكون لدينا ردة فعل على الأزمات المتعددة التي للأسف لا تزال تعصف بلبنان، ولكن كذلك يهمنا ان يكون لدينا كذلك خطة استراتيجية صحية اطلقناها سابقاً وجزء منها كان تعزيز دور المستشفيات الحكومية. واتذكر ان أول زيارة لي كانت الى المستشفى التركي وقلت بأننا سنفتتحه بإذن الله ونفعّله ، ونحن في وزارة الصحة وأنا شخصياً جاد بهذا الوعد وان شاء الله هذا الوعد نراه يتحقق قبل نهاية هذا العام وربما قبلها أيضاً”.
ونوه الوزير الأبيض بالتجربة الناجحة للشبكة الصحية لصيدا والجوار، وقال: “حتى قبل هذه الأحداث نحن كوزارة كنا ننظر الى الشبكة الصحية في منطقة صيدا والجوار كنموذج لنطبقه في باقي المناطق، لأننا نعتبر أنه في قطاع الصحة هناك أزمات دائمة – ربما تأتي أزمات كبيرة تضغط – ولكن من دونها لديك وبائيات واوضاع صحية تتطلب ان يكون لديك مراقبة للمؤشرات الصحية ورصد للمشاكل قبل ان تحدث. وهنا يأتي دور الشبكات الصحية المناطقية والمجتمع الأهلي وهناك دور طبعاً لطبيب القضاء ومصلحة الصحة معهم”.
وختم الأبيض: “دورنا في أي أزمات نحن كمجتمع واحد واهل – وهذا ما يميز لبنان انه وقت الأزمات كل الخلافات تختفي – ونحن في مواجهة هذه الأزمات يكون دائما لدينا موقف واحد وان شاء الله لا تحدث ولكن اذا حدثت نحن بإذن الله مع بعضنا البعض نحاول ان نمررها بأقل قدر من الخسائر”.
وكانت مداخلة لرئيس بلدية صيدا قال فيها: “أريد التركيز على نقطة أساسية تتعلق بخطة الطوارئ. نحن في بلدية صيدا ومحافظة الجنوب على تنسيق تام بهذا الخصوص وتحصل الإجتماعات في المحافظة او في البلدية. ومنذ أزمة كورونا انشأنا في البلدية مركزاً مجهزاً وغرفة عمليات للطوارئ لمواجهة الأزمة وتداعياتها، ونحن منذ خمسة أشهر أعدنا تأهيل وتفعيل غرفة الطوارئ، وعقدنا عدة اجتماعات فيها مع الهيئات المعنية بالطوارئ والكوارث، والمركز مؤهل للتحرك والدعم في حال حصلت اية تطورات ميدانية. نحن كبلدية كنا من أوائل المتابعين لتداعيات الأزمات على اختلافها، وبنفس الوقت عندنا مسؤولية اجتماعية في حال حصل أي شيء، ونتمنى ان لا يحصل اي شيء. ولدينا في البلدية مستودعات وبدأت تصل لنا مساعدات، وحين نعقد اجتماعاً قريباً سنضعكم في الصورة ونحن على جهوزية تامة لمواجهة اية تطورات” .
أعمال الورشة: الجلسة الأولى
ثم استؤنفت أعمال الورشة، وتوزعت على جلستين أدارهما مستشار الشبكة الصحية لصيدا والجوار فرنسوا باسيل:
* الجلسة الأولى: تضمنت مداخلات من عدد من ممثلي المستشفيات والأجهزة الإسعافية ومراكز الرعاية الصحية الأولية والمستوصفات عن الجهوزية الصحية المشتركة لها، وجرى حوار ونقاش حول جهوزية كل قطاع منها والتحديات التي تواجهه لرفع جهوزيته وما هي الأمور التي يحتاجها وما هي الدروس المستفادة وكيف يمكن لعمل هذه القطاعات أن يتكامل. وعرض كل قطاع خطته وجرى نقاشه مع الوزير الأبيض الذي قدم ما تعده الوزارة من خطط ودعم لكل منها فقال: “بالنسبة للقطاع الإستشفائي وقدرة وامكانيات المستشفيات، هناك تحديات نحاول ان نعالجها ، أولاً طبيعة الأزمة التي نراها بدأت تختلف، في بداية الاعتداءات الإسرائيلية كانت مركزة، ولذلك للأسف الشديد أغلب الإصابات كانوا شهداء ، وفي آخر اسبوعين بدأنا نرى عدداً اكبر من الجرحى الذين يحتاجون دخول مستشفى وهم من المدنيين، ونرى ان مناطق سكنية تُضرب ونرى اعداداً أكبر تأتي الى المستشفيات وهذا امر يجب ان نكون حاضرين له. وهنا تكمن أهمية التشبيك المحلي والتنسيق بين المستشفيات وبين من ينقلون الجرحى أولاً كي لا يذهب كل الجرحى الى مستشفى واحد. طلبنا من المستشفيات رفع مخزون من المستلزمات الطبية والأدوية رغم الضائقة الاقتصادية، ونحن نحاول ان ناتي بمساعدات ونوزعها على الجميع لكن للأسف لا زالت ردة الفعل الدولية باردة حتى الآن ، لذلك الكميات التي تاتي لا زالت قليلة . ورغم ذلك نحاول أن نؤمن أكثر علماً انه يوجد في لبنان من المستلزمات والأدوية ما يكفيه 4 اشهر فقط ، واذا حدث شيء لا سمح الله سيأتي أكثر.
– في موضوع التغطية: بالنسبة للجرحى اللبنانيين هناك اعتماد من الدولة بما يفوق 11 مليون دولار، ونحن لدينا بالوزارة ضعفها بحال احتجنا أموالاً أكثر. هناك اعتمادات مرصودة واموالها موجودة ومنها نغطي الجرحى بنسبة 100% بما فيها المستلزمات.وما نطلبه من المستشفيات ان يبلغونا ما هي المستلزمات المطلوبة. أما بالنسبة لغير اللبنانيين كانت لدينا عدة نقاشات مع شركائنا الدوليين. فالأنروا منذ اليوم الأول قالوا لا توجد مشكلة بالنسبة للفلسطينيين، لكن المشكلة هي مع السوريين ونحن عالجنا جرحى سوريين، وامس اجتمعنا في الوزارة مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين فقالوا نحن سنغطيهم وانهم سيوسعوا شبكتهم وسيدخلوا مستشفيات جديدة عليها وخاصة في منطقة الجنوب .
– انعكاس القطاعات الأخرى وخاصة قطاع الطاقة (مازوت او بنزين) : ضمن خطة الوزارة هناك مخزون استراتيجي له، لكن انا لا زلت قلقاً لأن المخزون الموجود اذا حصل حصار كامل لا نعرف كم يصمد، لذلك نطلب من المستشفيات ان يكون لديهم خطط لترشيد الإستهلاك، واذا لا سمح الله وقعت حرب سيكون لنا كوزارة صحة خطة لترشيد الاستهلاك ليصمد المخزون قدر الإمكان .
– الأجهزة الإسعافية : لها دور أساسي خاصة في ظل الأوضاع التي نعيش في الجنوب ، ولا نعرف في حال تطورت الأمور لا سمح الله وزاد عدد النازحين واصبح هناك مراكز ايواء كبيرة اذا كانت الأجهزة الاسعافية الموجودة ستكفي أم أننا سنضطر لخلق عيادات متنقلة اكثر ، وربما جزء من الأجهزة الإسعافية تتعاون مع هذه المراكز او استحداث عيادات في مراكز الإيواء اذا كانت كبيرة .
– موضوع الحروق: وهذه الحالات رايناها ونراها بين جرحى الاعتداءات الإسرائيلية. نحن للأسف ليس لدينا سوى مستشفى أو اثنين متخصص في الحروق في كل لبنان وهذا واحد من الأسباب التي تجعلنا نستعجل افتتاح المستشفى التركي لنشتغل على موضوع استقبال حالات الحروق فيه . حصل تعاون مع مستشفى حمود وأنشئت وحدة حروق فيه وأجري تدريب على موضوع علاج الفوسفور الأبيض ، وهناك وحدة حروق أيضاً افتتحت في مستشفى النبطية الحكومي ، هذا بالإضافة الى مستشفى الجعيتاوي .
– انشاء نطاقات مخصصة لإستقبال الجرحى : هذه نتركها للمستشفيات التي تعرف افضل طريقة ودائماً نطلب أمراً أساسياً وهو جزء من أي خطة طوارئ ، مسح القدرة الاستيعابية للمستشفيات وكيف يمكن أن نزيدها اذا دعت الحاجة، او اذا اضطرينا لإخلاء مستشفيات ، او اضطرت مستشفيات لأن تعمل بأقل من قدرتها الاستيعابية مثلما حصل في مستشفيات “ميس الجبل وبنت جبيل ومرجعيون” ، هناك مرضى من هذه المستشفيات نزحوا الى مستشفيات أخرى. وأجرينا كوزارة محاكاة بحال صار نزوح مرضى من قسم من القطاع الصحي كيف يمكن للقسم الآخر منه رفع استيعابه مثلاً لمرضى غسيل الكلى او السرطان. ونحن في وزارة الصحة حاضرون اذا تطورت الأوضاع لنرفع جهوزيتنا ونقدم هذه الخدمات.
– مراكز الرعاية الصحية الأولية : نحن كقطاع صحي نرى أن الأداة للقطاع الصحي لمواكبة النازحين صحياً سيكون بشكل أساسي مراكز الرعاية الأولية ، وهنا نقول ان التحدي أمام هذه المراكز يكمن في 3 أمور أساسية : الأدوية والمستلزمات التي يحتاجونها. وفي هذا السياق اليوم تقدم كل احتياجات وأدوية الرعاية الصحية الأولية ، كما اننا نعمل لتأمين تقريبا خمسة ملايين دولار ادوية لنغطي احتياجاتنا . وهناك توجه ايضاً لأن تقوم مراكز الرعاية الأولية بمهام المستشفى الميداني اذا كان الأمر يتعلق بإصابات او حروق بسيطة وهذه نبدأها بمراكز معينة في الجنوب .
– التغطية للمراكز الصحية: في حال اضطررنا لأن نزيد عدد الأطباء والتمريض ، خاصة واننا نرى ان هناك تقليصاً بالتقديمات من كل الجهات الدولية في توقيت غريب أو مريب. لكن ولأول مرة بتاريخ وزارة الصحة ، أجازت الدولة اللبنانية للوزارة في آخر جلسة تغطية الخدمات في مراكز الرعاية الصحية الأولية وأنجزت الآلية لذلك. والبداية ستكون بتسجيل النازحين وهناك دور في هذا المجال لخلايا الأزمات ان كان على مستوى المحافظة او غيرها وهناك تنسيق بيننا وبينهم ، لأنه يهمنا ان نعطي للنازحين رقماً صحياً موحداً لضبط الأمور وتلبية احتياجات النازح حتى اذا انتقل من مكان الى آخر . كما ان هناك تنسيق مع الترصد الوبائي لمواجهة موضوع الوبائيات في أماكن النزوح بحال دعت الحاجة ..
– أسعار الأدوية: نحن مصرون على عملية تتبع الدواء منعاً للإحتكار والإستغلال خلال الأزمة .. وهناك تطبيق اطلقته الوزارة منذ سنة ونصف يتيح للمواطن معرفة ثمن أي دواء وأي صيدلية تخالف السعر ستقفل .
– الأمراض المزمنة : هناك نقص في بعض هذه الأدوية ، لكن الحكومة اجازت لوزارة الصحة العمل بسرعة على تأمينها ..
– التلقيح : هو امر أساسي ولذلك هو جزء من الخدمات التي سنغطيها للنازحين. وهو جزء من لامركزية الأدوية، فاللقاحات اصبحت في المراكز ، وأول قرار اتخذناه أن وزعنا اللقاحات ، لأننا تعلمنا من تجربة غزة حيث كان أول ما تم قصفه في غزة مستودعات وزارة الصحة لذلك القرار الذي ابلغناه لمستودعاتنا ان وزعوا الأدوية على المراكز” .
وخلص الوزير الأبيض الى توجيه رسالة لكل مراكز الرعاية الصحية بأننا ربما أمام أزمة ، لكن بالنسبة لكم هي فرصة كما أعطت ازمة كورونا الفرصة للمستشفيات الحكومية لأن تبرز وتأخذ الدعم ، هذه الأزمة ربما تكون فرصتكم لنضع برنامج الرعاية الصحية الأولية في أساس الخارطة الصحية. وان شاء الله “ما بيصير حرب” لكن مهما يكن سنكمل باعتماد هذا البرنامج في وزارة الصحة وفي موازنة السنة القادمة ان شاء الله . ولأول مرة كذلك بتاريخ الوزارة يكون هناك اعتماد بـ 18 مليون دولار لبرنامج الرعاية الصحية الأولية ونحن جادون جداً بالعمل على ان تكون الرعاية الصحية الأولية حجر زاوية في نظامنا الصحي”.
الجلسة الثانية
في الجلسة الثانية عرض مدير التشبيك والتحليل في مؤسسة الحريري محمد اسماعيل للمسار التاريخي للشبكة الصحية منذ اطلاق لجنة مواجهة جائحة كورونا والمبادرات التي اطلقتها اللجنة ومجالات عملها وتلك التي نجحت فيها وصولا الى اطلاق “مجموعة الطوارئ الصحية” (وهي مجموعة من مجموعات العمل المختلفة الموجودة في الشبكة الصحية لصيدا والجوار وتم اطلاقها بناء على توصية وزير الصحة) .
وعرضت عضو مجموعة عمل الطوارئ الصحية الدكتورة ريما عبود تجربتها مع لجنة كورونا وشرحت ما يتم وما يجب العمل عليه في هذه المجموعة .
وتحدث مستشار الجهوزية الصحية في الشبكة الصحية الدكتور محمد نجدي عن خطة الطوارئ الصحية التي تعدها الشبكة والمقسمة الى 3 مجالات: الموارد البشرية، معدات ومستلزمات طبية، والتنسيق والتواصل. وشرح كل قسم والخطوات المقبلة للشبكة الصحية وكيف ستعمل على الخطة وعملية التدريب على مناورات على صعيد كل جهاز لوحده ( مستشفيات ، أجهزة اسعافية.. ) وكيف يمكن أن تتكامل مع بعضها وتكمل عمل الوزارة، لافتاً الى أن “مجموعة عمل الطوارئ الصحية تشتغل على الخطة وستطلق دراسة لتقييم الجهوزية الصحية للقطاعات الأربعة”.
كما كانت مداخلة لمنسقة برنامج الصحة العامة في مؤسسة الحريري نور الغوش حول الخطوات المقبلة.
واختتمت الحريري الورشة بكلمة أعربت فيها عن فخرها بهذا التشبيك الذي تنتهجه صيدا، وتوجهت بالشكر للوزير الأبيض وللفاعليات الحاضرين وللجميع على وجودهم في هذه الورشة وعلى استعدادهم للعمل معاً، معتبرةً أن “صيدا هي نموذج للعمل التكاملي بين المجتمع المدني والقطاعين الحكومي والخاص، يتشاركون امكانياتهم ليتمكنوا من مواجهة الأزمات المتكررة”، مضيفة “نحن دائما لدينا استثناءات ونعيش في الاستثناءات، ولكن صيدا تقدم نموذجاً في العمل معاً. ربما نختلف في أمور كثيرة لكن نجتمع على عملية الخدمة العامة. هذا النموذج يقدم صورة عن المدينة انها قادرة على أن تواجه ازماتها. وهذا ما نقوم به اليوم بوجود معالي الوزير ونعكس السياسات الصحية التي وضعتها الوزارة لنؤمن آلياتها لتأخذ طريقها الى التنفيذ”.
مواضيع ذات صلة :
أكثر من 800 مليون مريض سكري حول العالم! | احذروا نقص الحديد! | خرافات حول أقراص منع الحمل |