العنف متأجج حتى أقاصي احتمالات الحرب
الهجمات والاغتيالات المتبادلة أصبحت جزءاً من واقع المنطقة، بينما تُبذل جهود دبلوماسية حثيثة لمنع التصعيد إلى مواجهة شاملة قد تتسبب في حرب إقليمية أو حتى دولية، فهذا الصراع لا يتوقف عند حدوده الجغرافية، بل امتد تأثيره إلى الساحة الدولية
كتب جوني فتوحي لـ “هنا لبنان”:
بعد الضربة التي وجهها حزب الله إلى إسرائيل فجر الأحد، بلغت التوترات بين الطرفين ذروتها مؤخراً مع تصاعد الأعمال العسكرية والتصريحات العدائية. الهجمات والاغتيالات المتبادلة أصبحت جزءاً من واقع المنطقة، بينما تُبذل جهود دبلوماسية حثيثة لمنع التصعيد إلى مواجهة شاملة قد تتسبب في حرب إقليمية أو حتى دولية. إذ لا يتوقف هذا الصراع عند حدوده الجغرافية، بل امتد تأثيره إلى الساحة الدولية، حيث تتدخل قوى عالمية لدعم طرف على حساب آخر، مما يزيد من تعقيد المشهد. ومع التطورات الأخيرة، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت المنطقة ستتجه نحو تهدئة أو تصعيد يضع الجميع على حافة حرب شاملة.
أبو فاضل: تعيين السنوار هو إحياء لدور نتنياهو
أشار المحامي والكاتب السياسي جوزيف أبو فاضل لـ”هنا لبنان” إلى أنّ :”هذه الحرب هي حرب إقليمية واعتبرها حزب الله أنها حرب إسناد ودعم لغزة لكن بعد الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله بدا وكأن عملية الإسناد خفت وأوحى بأن الحزب قادر على مواجهة إسرائيل ولو لم يتدخل أي من حلفائه ما يعني أن وحدة الساحات غائبة، الأمر الثاني سوريا أبلغت الجميع أنها لا تريد التدخل في المعركة معتبرةً أنها تدعم القضية الفلسطينية لكن هذه المعركة لا تعنيها، من جهةٍ أخرى خسارة حزب الله كبيرة لكن تختلف عن خسارة إسرائيل، فخسارة الأخيرة هي خسارة مادية ومعنوية أكثر مما هي بشرية.”
وأضاف:” تعيين يحيى السنوار كقائد للمكتب السياسي لحركة حماس هو انتحار سياسي وعسكري داخلي لحماس وتعيينه لدور سياسي هو لإحياء دور نتنياهو وذريعة لإكمال ما بدأ به من تدمير وقتل ممنهج لغزة وكل هذا يصب في مصلحة نتنياهو ولو أرادوا الحل لعينوا شخصية سياسية.”
وقال إن:”هناك جهوداً لمنع التصعيد لكن هذه الجهود تنصب لمصلحة من يقف خلف إسرائيل ومصلحة من يقف خلف إيران لأنّ الحرب الشاملة تؤدي إلى تفلت الأمور. الأمر الأساسي هو أنّ الرئاسة الأميركية مرهونة بما سيفعله نتنياهو لذلك اندلاع أي حرب سيؤدي إلى فوز دونالد ترامب وإذا لم تندلع فستفوز كامالا هاريس ولذلك بايدن يضغط بقوة لمنع اندلاع أي حرب. من جهةٍ أخرى، أرى أن الأسرائيلي يرغب بتوسيع المواجهات وينتظر بفارغ الصبر أي رد من المحور ليرد بقوة.”
العريضي: في حال اندلعت هذه الحرب فإنها ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة
من جهةٍ أخرى، قال المحلل السياسي وجدي العريضي لـ”هنا لبنان” إن :” المواجهة بين محور الممانعة وتحديداً بين حزب الله وإسرائيل هي مواجهة مفتوحة على كافة الاحتمالات وباعتقادي انطلقت بأشكال مختلفة وسنشهد صولات وجولات ومفاجآت من العيار الثقيل لأن معلوماتي تشير بأنّ رد حزب الله على اغتيال القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر لم ينتهِ وأيضاً إيران لن تقبل بأن يغتال أحد أبرز قياديي حماس رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية على أرضها. من هذا المنطلق باتت الأجواء تشير إلى تطورات دراماتيكية في الأيام القليلة المقبلة ربطاً بعمليات الاغتيال وهناك سباق محموم بين الدبلوماسية والعمل الميداني ربما يكون تحت سقوف معينة لندخل بعدها في مفاوضات على أعلى مستويات.هناك معادلات ومقاربات كبيرة أصبحت بين الطرفين أي مطار مقابل مطار مرفأ مقابل مرفأ مدنيين مقابل مدنيين، لذا هذه المقاربات والمعادلات لم تكن بالماضي وهي أضحت اليوم موجودة خصوصاً أنه لأول مرة في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي يقصف حزب الله العمق.”
وأضاف:” من الطبيعي أنّ تعيين السنوار خلفاً لرئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران سيبدل المشهد كثيراً، لأنّ السنوار له باع طويل في العمل الميداني والتخطيط وكان تعيينه رداً قاسياً على إسرائيل وضربة معلم باعتقادي لأنّ من يعرف السنوار من خلال معلومات من قبل بعض المسؤولين في حماس استقيتها منهم بأنه رجل يعمل كثيراً ومخطط كبير وله باع طويل في العمل الميداني والتخطيط ولا يتكلم ولهذه الغاية سيختلف المشهد من خلال تعيين السنوار خلفاً لهنية وهذا ما يقلق إسرائيل بالطبع”.
وأشار العريضي إلى أنّ :” هناك جهوداً دبلوماسية تبذل على أعلى المستويات من أجل عدم قيام إيران بالرد على إسرائيل وهناك اتصالات غير مباشرة وهذا عمل طبيعي بين الدول لأن دولة إيران لها اعتبارات وخصوصيات بخلاف حزب الله وسوريا، من هذا المنطلق الاتصالات جارية على قدم وساق وهناك أكثر من عاصمة عربية وإقليمية تتولى هذه الاتصالات وفي طليعتها المملكة العربية السعودية التي كان لها موقف لافت دان انتهاك السيادة الإيرانية وذلك موقف متقدم يبنى عليه بما للسعودية من موقع ودور متقدم على الصعيد العربي والخليجي والدولي إضافة إلى عمان والقاهرة والأردن الذين يقومون باتصالات حثيثة مع الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين. لذا هناك سباق كبير جاري على قدم وساق بين الدبلوماسية الدولية والإقليمية والعربية وكذلك على خط الميدان.إذاً الأمور أصحبت مفتوحة على كافة الاحتمالات فإما أن تنجح هذه المساعي وإلا ستقوم إيران بالرّد ولكن بعدها قد تأتي المساعي الدبلوماسية لاحتواء الوضع إنما إيران سترد كيف ومتى؟ ذلك أيضاً يعود للميدان والتقديرات الإيرانية لكن يمكن القول أن لا أحد يريد الحرب لا إيران ولا حزب الله ولا الولايات المتحدة الأميركية ولا إسرائيل لأن المعادلات تغيرت كثيراً عن الماضي وبإمكان حزب الله أن يقوم بهجوم معاكس في حال قامت إسرائيل بأي تحرّك والبعض يقول أن الحزب قادر على اجتياح الجليل لذلك بعد هذه المقاربات والمعادلات تغيرت الصورة الميدانية والمحصلة في حال اندلعت هذه الحرب، فإنها ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.”
وعن كلمة الفصل، قال :” قد تنجح الدبلوماسية في احتواء الوضع لكن بعد رد الحزب يبقى الرد الإيراني، ونهاية هذه الجولات والصولات وكيف ستكون السيناريوهات ذلك عائدة للميدان، لذلك نحن أمام حبس أنفاس وترقب وانتظار في هذا الوقت الضائع إلى حين الانتخابات الرئاسية الأميركية وواشنطن داعمة لإسرائيل وهذه مسألة واضحة لا تحتاج إلى اجتهادات لذلك باختصار الكلمة التي يمكن أن تقال بأن الصراع كبير والأمور معقدة وصعبة وقاسية والمفاجآت واردة من خلال قيام إسرائيل بأي عدوان وأيضاً حزب الله لديه قوة ضاربة لصد أي عدوان. من جهة أخرى، يقوم وزير الإقتصاد أمين سلام بجهودٍ حثيثة بفعل علاقاته مع قطر والكويت ودول شقيقة وصديقة لثني إسرائيل عن قيام بأي عدوان.”
مواضيع مماثلة للكاتب:
إرث لبنان المهدد بين نيران الصراع وصمت العالم | سياحة على وقع الحرب ضربات متتالية على الرأس | لبنانيو أميركا: لوبي مؤثر تنتظره مهمة انقاذ |