لا عودة إلى الوراء.. عون بلا حكومة إلى آخر عهده

على رغم كل المحاولات التعويمية الفاشلة، التي يقوم بها جيش المستشارين في القصر الرئاسي، والخاضعين مباشرة لسلطة باسيل، فإن الأزمة الأخيرة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكّلف آيلة إلى التفاعل سلبًا، وستنعكس إرتداداتها على مسار العهد المشرف على نهايته.

ما حصل في اليومين الماضيين، لم تشهد الساحة السياسية له مثيلًا حتى في عزّ الأزمات وفي خضمّ الحرب الأهلية، بإستثناء التسعينيات، يوم عُيّن العماد عون رئيسًا للحكومة العسكرية الإنتقالية، التي كان يجب أن تسقط بعدما فقدت ميثاقيتها.

حيث كان الخطاب السياسي المعتمد حينذاك تخوينيًا ويحمل في طياته تهديدًا بأوجه متعددة وفي كل إتجاه. ولا ننسى كيف أن جريدة “الأنوار” إضطرّت بفعل الضغوطات لأن تطبع نسختين، واحدة بعناوين ترضي عون، وثانية بعناوين واقعية ومهنية.

التعابير السوقية التي أدرجت على الحياة السياسية مؤخرًا لم تكن مألوفة في التعاطي بين المسؤولين، على عكس ما شهدناه مؤخرًا، حيث أجاز البعض لنفسه تجاوز أصول التخاطب، واستخدام تعبير “يُستحسن”، وهو تعبير ينمّ عن خلفية تسلطية لا تعترف بالآخر شريكًا أساسيًا في المواطنة.

فحتى في غزّ حماوة التنافس على الشعبية الجماهيرية في منطقة الشوف بين الرئيس كميل شمعون والزعيم كمال جنبلاط، لم يكن اسلوب التخاطب السياسي بينهما ليتخطّى أدبيات البيوت السياسية العريقة.

فإذا كان مستشارو القصر الرئاسي الجدد، يعتقدون أنه بمجرد إستدعاء عدد من السفراء إلى بعبدا، قد ينقذ ما تبقّى من ماء وجه العهد، فهم على خطأ فادح.

لأن المطلوب في هذا الظرف العصيب أن ينصرف رئيس الجمهورية إلى التعالي عن المصالح الآنية، وان يتعاطى مع الرئيس المكّلف ، بروح من التعاون والإنفتاح ومن دون خلفيات مسبقة، من أجل التفاهم على تشكيلة حكومية .

وإستنادًا إلى روحية قد أصبحت من “حواضر البيت” القائمة على لائحة “أنا أو لا أحد”، فإن ما تبقّى من عهد الرئيس عون سيبقى من دون حكومة، لأن الرئيس الحريري لن يعتذر، وبالتالي لن يقبل بأن يملي عليه أحد واجباته الوطنية.

المصدر: اندريه قصاص – لبنان24

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us