عينُ بيروت على اجتماع الرياض.. جهود حثيثة من “الخماسية” وتحرك جديد لـ “الاعتدال”
بعد أن كثرت المبادرات الرئاسية المتتالية في لبنان، ومع بقاء هذا الملف المعقد رهن التطورات والأحداث المزدحمة على الساحة المحلية والدولية، يبقى الترقّب سيد الموقف في ظلّ ما تحمله الأيام من تحركات جديدة، ينظر إليها بعين التفاؤل الحذر، علّها تنقذ البلد من براثن الفراغ القاتل.
في هذا الإطار، علمت صحيفة “الجمهورية” من مصدر سياسي بارز متابع للملف الرئاسي أنّ اللقاء الذي جمع، في الرياض، الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع مستشار الديوان الملكي نزار العلولا، المكلّف بالملف اللبناني في الإدارة السعودية، والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، جاء ترجمة لرغبة السعودية في التحرّك بعد قرارها بعدم التدخّل الذي دام فترة طويلة.
وأضاف المصدر: “هذا الاجتماع ليس بجديد لكنّ النيات للتحرّك والانخراط ظهرت على أكثر من مستوى من دون أن يعني ذلك أنّها ستصل إلى نتيجة”.
ورأى المصدر أنّ “المهم الآن هو معرفة الأجواء من البخاري بعد عودته إلى لبنان أو من خلال ترجمة تقتضي زيارة قريبة يقوم بها الموفد الفرنسي إلى لبنان”.
وكشف أنّ حراكًا مماثلًا لسفراء الدول الأخرى داخل الخماسية سيظهر خلال الساعات المقبلة لتحديد خريطة الطريق الجديدة التي سيسلكها الملف، خصوصًا الفرنسي.
وتردّدت معلومات أنّ توافقًا قد تمّ على انعقاد اللجنة الخماسية العربية ـ الدولية في بيروت على مستوى السفراء في 14 أيلول على أن يتقرّر بعدها ما إذا كان لودريان سيزور بيروت أم لا.
تسهيل المساعي
وقالت مصادر دبلوماسية وسياسية متابعة لـ”الجمهورية أنّ الاجتماع بين لودريان والعلولا “ركّز على الوضع في لبنان والمنطقة والخيارات الفرنسية المقترحة للخروج من المأزق الدستوري والسياسي في لبنان وتسهيل المساعي المبذولة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية سواء بالتوافق أو بلعبة ديموقراطية يمكن أن يتوافر لها الدعم الدولي المطلوب”.
وقبل أن تتسرّب بعض المعلومات الشحيحة عن الاجتماع، علمت “الجمهورية” من أوساط المسؤولين السعوديِّين أنّ هناك مسعى لانتقال لودريان والعلولا إلى مكتب وزير الخارجية السعودية لاستكمال البحث في ما سمي أفكارًا فرنسية جديدة تحظى بدعم مبدئي أميركي ولن تكون بعيدة عن التوجّهات المصرية والقطرية، وهو ما يُشكّل دفعًا قويًا لإعادة تحريك الملف الرئاسي مجدّدًا.
وذكرت الأوساط عينها أنّ هناك موعدًا مبدئيًا قد تمّ التفاهم عليه بين السفراء الخمسة قبل زيارة لودريان لعقد اجتماع للخماسية الخاصة بلبنان في مقر السفير السعودي في بيروت 14 أيلول، لتقييم الوضع وحصيلة المشاورات الجارية على أكثر من مستوى.
وفي معلومات لـ”الجمهورية” أنّ هذا الموعد تم تحديده بعد عودة السفيرة الأميركية ليزا جونسون من واشنطن، وبعدما أمضت إجازة خاصة لأسبوعَين في إيطاليا، وأنّ السفير القطري إن لم يَعُد أمس إلى بيروت فهو في الطريق.
وقالت مصادر مطلعة أنّه “قبل فهم النتائج التي انتهى إليها اللقاء في الرياض ومشاورات السفراء الخمسة في بيروت، لن يكون هناك أي مشروع لزيارة لودريان إلى بيروت، فقد اكتوى الرجل لسقوط مسلسل مبادراته السابقة المتعدّدة” على الرغم من اعتقاد باريس بأنّه كانت هناك “فرص ذهبية” للتفاهم بين اللبنانيِّين ولم تصل إلى أي نتيجة طالما أنّ الربط قائم بكل المعطيات بين ما يجري في لبنان وقطاع غزة وهو أمر يعوّق فتح الملف اللبناني وأنّ الوضع في المنطقة أنهى مشاريع لم تكن قابلة للحياة قبل تفجير الوضع في غزة وجنوب لبنان.
رئيس.. قبل الانتخابات الأميركية!
وعلى خط الأزمة الرئاسية أيضًا، لفتت “الأنباء” الإلكترونيّة، إلى أنّ مساعي الخماسية الجديدة، قد تتبلور في ضوء لقاء الرياض بين لودريان والعلولا بحضور السفير البخاري لمعرفة إمكانية إحداث خرق ما في الملف الرئاسي قبل موعد الانتخابات الأميركية.
مصادر مواكبة للتطورات السياسية كشفت عن جهود حثيثة يبذلها الطرفان السعودي والفرنسي لانتخاب رئيس جمهورية قبل الانتخابات الأميركية، لأنه إذا لم ينتخب رئيس قبل الاستحقاق الأميركي فقد يتأجل الحديث إلى الربيع أو الصيف المقبلين.
المصادر المواكبة رأت أن الأمور متوقفة عند التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس. وأكدت أنه في حال التوصل إلى هدنة فإن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان حاملًا بجعبته أفكارًا جديدة لتطبيق القرار 1701 وأسماء لمرشحين للرئاسة تقبل بهم أميركا.
تحرك جديد لـ “الاعتدال”
في هذه الأثناء، أعلن تكتل الاعتدال الوطني النيابي “أن أعضاءه سيباشرون باتصالاتهم لبلورة تصوّر جديد للخروج من الركود الحاصل في ملف رئاسة الجمهورية”.
وعلمت “اللواء” أن تكتل الاعتدال لم يقرر بعد أي توجه نهائي لبلورة التصور الجديد، وهو ما زال قيد التحضير لتحرك جديد لاحقًا، ولكن يدرس أعضاؤه أفكارًا عديدة لتبني فكرة منها، بالتوازي مع إجراء اتصالات مع القوى السياسية وفي ضوئها يتقرر التوجه الجديد وطبيعة التحرك، لكن لا شيء قبل نهاية الأسبوع المقبل أو الأسبوع الذي يليه.