نواب “التيار” السابقون “تحت غطاء بكركي”.. وتحضيرات للقاء تشاوري نيابي موسّع!
بعد أن توجّهت الأنظار خلال الأيام القليلة الماضية إلى التيار الوطني الحرّ وسلسلة الاستقالات و”الفصل” التي طالت أسماء كبيرة وبارزة داخل “التيار”، النواب: إلياس بو صعب، ابراهيم كنعان، آلان عون وسيمون أبي رميا، برزت أمس على الساحة الداخلية، الزيارة الجماعية التي قام بها هؤلاء إلى الديمان، حيث التقوا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
في هذا الإطار، لفتت صحيفة “النهار” إلى أنّه برز أمس، أول تحرك جماعي علني يقوم به النواب الأربعة الخارجون من “التيار الوطني الحر”، إذ التقوا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الديمان، واستمرت الزيارة ساعتين ونصف الساعة، تخللها غداء وصلاة ثم استكمال للبحث مع البطريرك، بما وصفته مصادر المجتمعين بأنه بحث معمّق في عناوين المرحلة المقبلة.
وأفادت المصادر بأن الهمّ المشترك بين البطريركية والنواب، هو ضرورة كسر الجمود الحاصل، من خلال توسعة رقعة الالتقاء على الهم الوطني.
وعُلم أن تحضيرات بدأت للقاء تشاوري نيابي موسع في الأسبوعين المقبلين، يضم نوابًا مستقلين ومن كتل مختلفة للسعي إلى فتح أبواب الحل داخليًا، حتى لا تأتي التسويات الخارجية على حساب لبنان.
وكان كنعان قد قال في بيان باسم النواب الأربعة: “لقاؤنا اليوم بداية مرحلة جديدة من عملنا السياسي نتيجة التطوّرات الأخيرة التي فرضت علينا، وهو تأكيد على عزيمتنا لمتابعة مسيرتنا وفقًا للقناعات والمبادئ والتطلّعات التي دائماً حملناها وناضلنا من أجلها وسنبقى نعمل من أجلها”.
أضاف: “كان لقاؤنا مع البطريرك حامل الهموم الوطنية والمسيحية الكبيرة لنؤسس لإطار وآلية عمل إلى جانبه، لنواجه الاستحقاقات بالمرحلة الآتية”.
ولفت إلى أن “حراكنا يتخطّى الأشخاص والمصالح الشخصية إلى دعوة للقاء مع الجميع حول مجموعة من الخطوات، بعيدًا عن كل التراكمات الماضية، لأنه لا يمكن بناء مستقبل مشترك بروحية التفرقة والتشرذم والأحقاد والتخوين بين اللبنانيين والأخوة والشركاء بالوطن”.
غطاء من بكركي!
بدورها، كشفت مصادر سياسية لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن هدف النواب الأربعة من اللقاء مع الراعي كان من أجل الحصول على غطاء بكركي في تحركهم السياسي المقبل، لأنهم ليسوا بصدد تشكيل كتلة نيابية مستقلة كي لا يغرقوا في الاصطفاف السياسي القائم، وهم يفضلون مواجهة الاستحقاقات الداهمة من خلال بوابة بكركي، ولن يكونوا مع أي طرف سياسي على حساب الأطراف الأخرى، بعد أن وصل الجميع إلى طريق مسدود.
المصادر رأت بإعلان كنعان عن ضرورة إحداث خرق في الملف الرئاسي مؤشرًا إلى قيام الراعي في المستقبل القريب بمبادرة تعيد الزخم إلى الملف الرئاسي، وإمكانية الاتفاق على مرشح من خارج الاصطفافات السياسية القائمة، بخاصة وأن هناك مجموعة من النواب المسيحيين المستقلين إلى جانب النواب الأربعة، فوضوا الراعي التحدث باسمهم في أي مبادرة قد يعلن عنها. وهم لن يخرجوا من تحت عباءة بكركي في الوقت الحاضر.
فيما أشارت “اللواء” إلى أنّه فُهم من المعلومات التي جرى تناقلها أن الأولوية أعطيت للخيار الثالث، في مجال البحث عن تقاطعات رئاسية، تسمح بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
واقترح أحد النواب على البطريرك توجيه نداء حول الرئاسة، شبيه بالنداء الذي أطلقته بكركي عام 2000.