تصعيد حادّ يتجاوز “القلق المعتاد”.. إسرائيل تستعدّ لمعركة طويلة على جبهات عدة!
تنشغل الساحة الإقليمية والدولية في الحرب التي تخوضها إسرائيل على جبهات عدّة، من قطاع غزة إلى الضفة الغربية وجنوب لبنان، في ظلّ تعثّر مبادرات الحلّ والمفاوضات الدائرة في إرساء وقف لإطلاق النار في القطاع، قد ينسحب تهدئة على الجبهة الجنوبية في لبنان.
في هذا الإطار، لفتت صحيفة “النهار” إلى أنّه برزت جولة تصعيدية عنيفة في الواقع الميداني في جنوب لبنان، منذرة بتطورات قد تتجاوز إطار القلق والخطر المعتادين. والواقع أن التصعيد الحاد والواسع نسبيًا الذي طبع الغارات الإسرائيلية منذ الجمعة الماضي على البلدات الجنوبية الأمامية ومواقع “حزب الله”، اتسم بدلالات قد تتجاوز الإطار الميداني المباشر وتطورات المواجهة الدائرة بين إسرائيل و”حزب الله” منذ 8 تشرين الأول من العام الماضي، إلى إظهار متعمد لاستعدادات إسرائيلية لرمي كرة التحدي بقوة في وجه لبنان و”حزب الله”، من خلال رفع وتيرة العمليات الحربية وصولًا إلى حرب واسعة.
وهذه المؤشرات، بحسب “النهار”، أثارت مزيدًا من الغموض والقلق حيال المرحلة الطالعة في لبنان، إذ على رغم حالة استبعاد حرب واسعة في لبنان بعد رد “حزب الله” على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، فإن المجريات الميدانية والتصعيد الذي طبع تكثيف الغارات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى عودة التهديدات الإسرائيلية بالانتقال إلى مرحلة هجومية في لبنان، كل هذا شكل معالم تطور جديد يتعيّن مراقبته ورصد دلالاته بدقة شديدة.
إسرائيل “غير مهتمة” بوقف النار مع لبنان!
وما عزز هذه الانطباعات المقلقة أن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، كشف في مقابلة مع قناة “الجزيرة” الإنكليزية أنّ “إسرائيل نقلت لنا رسالة عبر وسطاء مفادها أنها غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان حتى بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
وأتى كلام بو حبيب بعد ساعات على إعلان رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن قواته تستعد لاتخاذ خطوات هجومية داخل لبنان.
وقال هاليفي، خلال جولة تفقدية في الجولان، إنّ الجيش الإسرائيلي يركّز على مواجهة “حزب الله”، وإن الهجمات التي شُنت خلال الشهر الأخير، وعدد عناصر الحزب الذين قُتلوا كبير للغاية، مضيفًا: “الجيش الإسرائيلي يسعى لتخفيف التهديدات التي يتعرض لها سكان المنطقة الشمالية وهضبة الجولان، وذلك تزامنًا مع الاستعداد للهجوم في مرحلة لاحقة”، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
وفي سياق التهديدات أيضًا، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، الحكومة الإسرائيلية والجيش إلى “المبادرة بشن حرب في لبنان لإعادة السكان”، معتبرًا أن “لا اتفاق يستحق الورق الذي سيكتب عليه”.
كما أضاف: “الصفقة مع حماس ليست جيدة لإسرائيل ولا للأمن ولن تعيد كل الأسرى. يجب أن ننهي الحرب بالقضاء على حماس من أجل التفرّغ للشمال ولإيران”.
معركة مكثفة وطويلة على جبهات عدة!
بدورها، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” أنّ إسرائيل تستعد لمعركة مكثفة وطويلة على جبهات عدة، في ضوء المعلومات والتقديرات المتزايدة حول فشل التوصل إلى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة.
ويشمل المخطط الإسرائيلي تغيير خطط القتال في غزة، ومواصلة العمليات في الضفة الغربية، وحربًا محتملة على جبهة لبنان قد تتحول إلى نزاع إقليمي.
صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية أكدت هذا الواقع، قائلة إن إسرائيل تستعد فعليًا لسيناريو عدم التوصل إلى صفقة لفترة طويلة، ومن ثم ستتغير طريقة المعارك في قطاع غزة بهدف زيادة الضغط العسكري على “حماس”، في حين سيواصل سلاح الجو تدمير القاذفات بشكل منهجي في لبنان، استعدادًا لمعركة كبيرة، وسيعمل في كل مناطق الضفة الغربية.
ووفق “يديعوت”، فإن إسرائيل لا تعلق كثيرًا من الأمل على اقتراح الوساطة الأميركية، وتقدر أنها تهدف فقط إلى الحفاظ على زخم المفاوضات لمنع إيران وحلفائها من زيادة تحركاتهم في المنطقة.
وعلى خلفية ذلك، تستعد إسرائيل لمعركة مكثفة وطويلة على جميع الجبهات، بما في ذلك في الشمال وفي الضفة، والصعوبة الرئيسية التي سيتعين على الجيش الإسرائيلي مواجهتها في حالة مثل هذه الحملة، هي الحاجة إلى زيادة قواته البشرية إلى أقصى حد، بما في ذلك الاحتياطي.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |