“دقّت ساعة الشمال”.. رسائل تصعيديّة من إسرائيل قبيل “المرحلة القاتلة”!
تعالت لغة التهديد الإسرائيلية منذرة بقرب معركة واسعة في الشمال، على الحدود مع لبنان، حيث توالت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تلوّح بضرورة الحسم. فيما رجّح رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن يبقى التصعيد العسكري على الجبهة اللبنانية مضبوطًا نسبيًا، على الرغم من بقائها مفتوحة بانتظار وقف النار في غزة.
في هذا السياق، قالت أوساط دبلوماسية لصحيفة “الجمهورية”، إنّ التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بعملية عسكرية وشيكة في لبنان، تدخل في إطار التهويل الإعلاميّ عليه لا أكثر.
وأضافت أنّها “ترمي إلى قطع الطريق على ملامح التقارب الإيرانيّ – الأميركيّ المستجد والذي ظهرت أولى مفاعيله في الاتفاق، الذي تُوصّل إليه في العراق، والذي لم يكن ليحصل لولا الضوء الأخضر من إيران.”
جاء ذلك بعد أن أوعز رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لـ “تغيير الوضع في الشمال” على أثر التبادل المتواصل لإطلاق النار والآخذ بالتصاعد، بموازاة تسريبات أمنية إسرائيلية بأن “المعركة في لبنان تقترب”.
فقد هدّد نتنياهو لبنان مجددًا، واصفًا حزب الله بأنه الذراع الأقوى لإيران، وكشف، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، أنه اصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي وقوى الأمن بالاستعداد لتغيير الوضع في الشمال، ولا يوجد احتمال لاستمرارنا بهذا الوضع، مشيرًا إلى أنه ملتزم بإعادة جميع السكان في الشمال إلى منازلهم.
المعركة في لبنان آخذة بالاقتراب!
وتزامنت تهديدات نتنياهو مع تسريبات أمنية إسرائيلية لوسائل إعلام بأن “المعركة في لبنان آخذة بالاقتراب، رغم أن توقيتها الدقيق لم يتقرر بعد”، وأن أمام إسرائيل فرضيتين، “إما التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على غزة، وإما انهيار المفاوضات ونشوب حرب واسعة بشكل سريع مقابل (حزب الله) في لبنان”.
بدوره، هدد عضو الكنيست نيسيم فانوري أيضًا، باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
في وقت أكد العضو السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، من واشنطن، أنّ “الوقت حان كي تتعامل إسرائيل مع الوضع في شمال البلاد في مواجهة حزب الله”.
وقال غانتس الذي شارك في منتدى نقاش حول الشرق الأوسط في العاصمة الأميركية: “دقّت ساعة الشمال وفي الواقع أعتقد أننا تأخرنا في هذه النقطة”، وأوضح أنه “يجب أن نسعى للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، لكن إذا لم نتمكن من تحقيق ذلك في الأيام أو الأسابيع المقبلة، فعلينا أن نذهب إلى الشمال”.
وتابع: “لا أعتقد أننا في حاجة إلى الانتظار أكثر، لدينا القدرة على القيام بذلك، بما في ذلك من خلال ضرب لبنان إذا لزم الأمر”.
المرحلة القاتلة!
هذا ومن غير المستبعد في نظر أوساط دبلوماسية معنية، وفق ما نقلت صحيفة “النهار”، أن تكون إسرائيل في صدد إطلاق رسائل تصعيدية ميدانيًا وديبلوماسيًا ودعائيًا كما اتضح في الساعات الأخيرة، من منطلق الإيضاح لأعدائها بأنها شرعت في توظيف “المرحلة القاتلة”، التي تتشكل من الشهرين المقبلين الفاصلين عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي يعتقد بأن إسرائيل تستشعر فيها بتفلت كل القيود والضغوط الأميركية للمضي بتوسيع خططها الهجومية على جبهتي غزة وجنوب لبنان.
ولذا تحذر هذه الأوساط من أنه حتى لو انطوى التهويل الإسرائيلي بهجمات على لبنان على إفراط في المنحى الدعائي، فإنّ ذلك لا يسقط خطورة إهمال الهامش الكبير لحسابات التصعيد وتفلّت الميدان الحارّ جنوبًا، بما يبقي لبنان في عين العاصفة.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |