عامٌ دراسي مثقل بالهموم.. أقساط “عشوائيّة” في التعليم الخاص و”حيرة” في مدارس الجنوب

لبنان 9 أيلول, 2024

يحلّ العام الدراسي الجديد مثقلًا بالهموم المعيشيّة على المواطن اللبناني، الذي يقع ما بين فكي ارتفاع الأقساط في المدارس الخاصة، والإضرابات التي تُهدّد مسار التعليم في المدارس الرسمية، ليبقى في حيرة من أمره وضياع يُهدّد مستقبل أولاده. فيما تختلف الأوضاع الدراسيّة المتعلقة في مناطق الجنوب اللبناني عن غيرها من المناطق.

نسبة زيادات عشوائية!

فعلى وقع عدم توقف المدراس الخاصة عن رفع أقساطها عامًا بعد عام، أفادت رئيسة “اتحاد لجان الأهل” في المدارس الخاصة لمى الطويل لـ “الديار”، بأنّ نسبة الزيادات على الأقساط المدرسية هذا العام ترواحت بين 50 و120% على الأقل، بطريقة عشوائية وغير قانونية، وباعتراف المدير العام لوزارة التربية الذي صرّح بعدم قانونية أي موازنة من موازنات المدارس الخاصة منذ بداية الأزمة، لافتة إلى أنّ معدل الأقساط للمدارس الوسطية أصبح نحو 2000 دولار أميركي وما فوق، وهي أرقام غير مقبولة نهائيًا.

وأشارت إلى أنّه لا يزال أصحاب المدارس “يتحجّجون” بأنّ الزيادات هي من أجل تأمين رواتب الأساتذة لعيش حياة كريمة، و”لكننا ما زلنا نسمع صرخات وتهديدات الأساتذة”، في وقت ترفض فيه المدارس التصريح عن مصير المبالغ التي تتقاضاها من الأهل بالدولار الأميركي، ولا تطلع الوزارة أو الأهل عليها وكيف تصرفها، وأضافت حول التذرّع بالمصاريف التشغيلية فإنّها لا تزال نفسها، وسعر الدولار لا يزال ثابتًا، ولم يعد بإمكانهم التذرع بهذه الحجة.

الطويل أرجعت هذا الواقع، إلى رفض اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، لأيّ قانون من شأنه ضبط هذه العشوائية منذ بداية الأزمة، وعدم التزامه بأيّ تعميم يصدر عن الوزير، ومحاربته الشرسة للقانون المتعلّق بصندوق التعويضات خوفًا من براءة الذمّة، كما لا يستطيع أصحاب هذه المؤسسات التذرّع بموضوع الدفع، لأنّ المستحقات تدفع من أقساط الأهل ورواتب المعلمين.

وأوضحت أنّ هذه المؤسسات أصرّت على رفض التدقيق المالي علنًا، وبمذكرة خطيّة قدّمت إلى اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة التربية النيابية، التي تقوم حاليًا بدراسة اقتراح تعديل القانون 515 لضبط هذه العشوائية، مؤكدة أنّ رفض مبدأ التدقيق، وعدم تنفيذ القوانين، زعزع ثقة الأهل بهذه المؤسسات، ووضع أغلبية المدارس الخاصة في دائرة الشكّ، حول مصير المبالغ التي تستوفيها من الأهل، بخاصة بعد رفضها -أقله- إطلاع لجان الأهل عليها.

وعن مواجهة هذا الواقع، لفتت إلى أنّ اتحاد لجان الأهل يسعى إلى إقرار مشروع القانون. وفي السياق، حثّت الأهل ولجان الأهل على التحلّي بالوعي الكافي لحماية أولادهم، عبر المشاركة في انتخابات اللجان مطلع العام الدراسي، والتقدّم بالشكاوى ضد المدارس المخالفة.

وأعربت عن استعداد الاتحاد لتقديم المساعدة القانونية لهم، كما دعتهم للجوء إلى نوابهم، ومطالبتهم بالوقوف إلى جانبهم. وختمت بدعوة وزير التربية للعمل على وقف هذه التجاوزات القانونية، وهذه العشوائية ورفع الظلم عن الأهل.

التسجيل في مدارس الجنوب!

في سياق تربوي آخر، يعيش طلاب الجنوب على وقع انتظار البتّ في ظروفهم القاهرة التي يعيشونها، في وقت يتحدث مديرو ثانويات عن توافق مع وزارة التربية على تسجيل الطلاب في ثانوياتهم الأصلية، على أن يكون لهم خياران، إما التعليم “أونلاين” الذي سيكون متاحًا لمن يرغب بذلك، أو الالتحاق حضوريًا بالثانوية القريبة من مكان النزوح مع الإبقاء على التسجيل في الثانوية الأصلية.

فمدير ثانوية المربي محمد فلحة الرسمية في ميس الجبل، فرج بدران، قال لصحيفة “الأخبار” إن قرار الوزير في العام السابق لا يزال ساري المفعول طالما لم يصدر قرار آخر ينقضه لجهة أن “يسجل الأهالي أبناءهم في ثانوياتنا، مع أن تكون لهم حرية الاختيار بين التعليم عن بعد والانتقال إلى ثانوية قريبة مفتوحة”، مؤكدًا أن الهدف هو الحفاظ على كيانات الثانويات وأعداد الطلاب فيها وعقود الأساتذة المتعاقدين. أما تسجيل الطلاب فيتمّ، بحسب بدران، في مراكز أو ثانويات معينة خارج قرى المواجهة، في النبطية أو صور وغيرهما.

بدران استغرب “كيف أن بعض مديري الثانويات في مناطق النزوح رفضوا التحاق الطلاب النازحين من دون تسجيلهم، متذرعين تارة بعدم وجود مقاعد، أو أنهم ينتظرون القرار النهائي للوزير في هذا الخصوص”.

وعلّق على هذا الكلام بأن معظم الثانويات الجنوبية هي صروح جامعية، ولديها قدرات استيعابية كبيرة.

وعن رسوم التسجيل في المرحلة الأساسية، أشار بدران الى أن ثانويته التي تضم صفوفًا للمرحلة المتوسطة لن تتقاضى رسومًا من التلامذة، “وإذا لم يحسم الوزير خيار الإعفاء فسنبحث لهم عن أبواب تمويل أخرى ولن نكبّدهم أي أعباء”، مستدركًا أن مديرين آخرين يتريّثون في اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه.

إحدى المديرات في منطقة صور قالت لـ “الأخبار” إن الطلاب النازحين هم بالنسبة إلينا طلاب جدد، وننتظر قرارات وزير التربية هذا العام لمعرفة كيفية التعاطي مع هذا الملف.

بالمقابل، طلبت بعض المدارس والثانويات الرسمية والخاصة الحدودية المقفلة، بقرار من الوزير، بالسماح لها بالتعليم الحضوري هذا العام، على خلفية أنها موجودة في مناطق آمنة نسبيًا مثل مرجعيون ورميش.

وقال مدير ثانوية رميش، سليم الحاج، إن “معظم التلامذة هم من داخل البلدة، وقد طرح الأهالي العودة إلى الصفوف، فرفعنا طلبًا إلى وزارة التربية في هذا الإطار، وننتظر الجواب”.

فيما علمت “الأخبار” أن وزير التربية عباس الحلبي يتريّث في اتخاذ قرار كهذا، وخصوصًا إذا كان هناك أساتذة وطلاب ينتقلون من وإلى البلدات التى تقع في “المنطقة الحمراء”، كما سمّيت.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us