ترقّب لاجتماع “الخماسية” السبت.. وأجواءٌ ملحّة للبت بالملف الرئاسي

لبنان 12 أيلول, 2024

لا أمل يُرجى من أيّ حراكات تتوخّى اصطياد خرق رئاسي من مستنقع التعطيل في المدى المنظور ويندرج في هذا السياق الحراك المنتظر للجنة الخماسية، إذ تبقى الأنظار مشدودة الى اجتماع سفراء دول الخماسية المقرّر بعد غد السبت، وكلّ التقديرات والتحليلات السابقة تتفق على ضعف احتمال حصول خرق نوعي.

فيما لا يبدو أحد كبار السياسيين متيقناً من حصول الاجتماع، حيث قال رداً على سؤال لـ”الجمهورية”: “قبل اجتماع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار الملكي نزار العلولا في الرياض، قيل لنا إنّهم سيضعوننا في أجواء الاجتماع لحظة انتهائه، وهو ما لم يحصل حتى الآن. وقيل لنا أيضاً إنّ السفراء سيجتمعون، ربما يوم السبت، وبناءً على اجتماعهم سيتقرّر ما إذا كان لودريان سيقوم بزيارة الى لبنان أم لا، ولكن حتى الآن لم نتبلغ أيّ تأكيدات رسميّة وجازمة لعقد هذا الاجتماع. لا أقول إنّ الاجتماع لن يُعقد، ولكن ليس في يدي ما يؤكّد انعقاده، في النهاية أنا مثلكم أنتظر يوم السبت”.

إلا أن مصادر ديبلوماسية عربية أكّدت لـ”الجمهورية”، أنّ أجواء اجتماع الرياض كانت طيبة، وبالتالي كل ما نُشر وأشيع حوله لا سند حقيقياً له، وتنفيه سريّة البحث، وعدم تسرّبه إلى خارج جدران مقرّ اللقاء.

الى ذلك، وعشية الاجتماع المفترض لسفراء الخماسية لوحظ، أمس الأربعاء، تحرّك السفير القطري في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في اتجاه عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما تحرّك السفير المصري في لبنان علاء موسى في اتجاه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وكذلك في اتجاه معراب، حيث التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. واكّد في تصريحات له أنّه عكس “مرونة لدى جعجع يمكن البناء عليها”.

وقال: “إنّ اللجنة لن تبدأ من جديد، بل ستعمل على ما تمّ إنجازه في السابق، ليلحق بما يمكن إنجازه في المستقبل. آملا أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التحركات من قبل “اللجنة الخماسية” ومن قبل الجهات اللبنانية وصولًا إلى إحداث خرق مهمّ في الملف الرئاسي”.

ولفت السفير المصري الانتباه إلى أنّ الملف الرئاسي بات ملحّاً، مؤكّداً أنّ “وصولنا إلى انتخاب رئيس في لبنان لا يمكن أن يمرّ من دون حوار أو تشاور”.

وأكد السفير المصري إثر لقائه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، “أن التشاور والحوار هما أساس العملية السياسية”. وأشار إلى “أن اللجنة الخماسية تعاود نشاطها بعد هدوء الأوضاع بعض الشيء في المنطقة”، مشدداً على “فصل ملف غزة عن لبنان”.

ورداً على سؤال هل وجد في جولته أي حلحلة لدى “فريق الممانعة” تُمكِّن من التوصل في نهاية المطاف إلى انتخاب رئيس، أجاب: “الحقيقة، يجب أن نكون أكثر إيجابية ولا نبحث عن النقاط المعرقلة، نحن نبحث عن النقاط المشتركة التي من خلالها يمكننا الإنطلاق إلى الأمام. هذا أمر صحي يجب أن نحافظ عليه إذا ما كنا نريد إيجاد بيئة إيجابية يمكن من خلالها إحداث تقدم. لا بد من البحث عن النقاط المشتركة، وهناك نقاط مشتركة قد تكون قليلة بعض الشيء، لكن هناك قدر منها، سنعمل عليها ونبحث عن شيء يمكن أن يساعدنا في إحداث حلحلة في هذا الملف المهم”.

وعن ماهية هذه النقاط المشتركة، قال: “دائماً أقول إن التشاور والحوار هما أساس العملية السياسية، وهذا شيء مهم للجميع. لكن كيفية التشاور وآلياته، فهي أمور أخرى أتصور أنه يمكن البحث فيها. الأهم هو الاتفاق معاً على أمرين، الأول هو ضرورة انتخاب رئيس، والأمر الثاني هو أننا لن نتوصّل إلى رئيس سوى من خلال التفاعل بين القوى الرئيسية في لبنان”.

وفي ما يتعلق بإمكان البحث عن مرشح ثالث غير المرشحين المطروحين حالياً، قال: “القناعة التي لدي هي أن الحوار والتشاور والحديث ستصل بنا حتماً إلى نتيجة، إذا ما توافرت الإرادة والرغبة والنيات الجيدة من أجل النهوض بلبنان. سوف نتغلب على الكثير من العقبات ونتوصّل إلى مرشح أو اثنين أو ثلاثة يكونون صالحين لقيادة هذا البلد”.

وفي ما خص دور “اللجنة الخماسية” واستعادة حركتها لإحداث خرق ما في ملف الرئاسة، وعما إذا كان يحمل أي مبادرة جديدة على هذا الصعيد، أجاب: “الحقيقة أن اللجنة الخماسية لم تتوقف عن العمل لكي تبدأ من جديد، وإنما يمكن أن نقول إنه خلال الفترة الفائتة كان هناك تركيز أكبر على تهدئة الأوضاع في المنطقة وتجنب نشوب صراع أكبر وحرب أوسع. لكن الآن، وبعد هدوء هذه الأوضاع بعض الشيء، نعيد التركيز على الملف الرئاسي. نرجو أن تكون الأشهر الماضية قد أعطت إشارات للجميع داخل لبنان أن لا بديل سوى الاستعداد لما هو آتٍ، وهذا الاستعداد يبدأ بأول خطوة، وهي خطوة انتخاب الرئيس. هناك خطوات تالية ذات أهمية كبيرة، وما يفتح الطريق لها هو انتخاب رئيس، لذا أرجو أن يكون لدى الأفرقاء في لبنان هذه القناعة ولديهم الإرادة لكي نتحرك إلى الأمام”.

وعن إمكان أن تتوصل “الخماسية” من خلال مسعاها إلى فصل مسألة انتخابات الرئاسة في لبنان عن حرب غزة، قال موسى: “عندما نتحدث دائماً عن فصل ملف الرئاسة عن ملف غزة، فهذا حديث حقيقي. وما استمعت إليه شخصياً من الأفرقاء في لبنان كان دائماً حديثاً عن عدم ربط هذا الملف بذاك. ولكن يجب أن نعلم أيضاً أن تأثير ما يحدث في المنطقة وغزة واضح على أمور كثيرة وليس على لبنان فحسب. إلا أن ما علينا القيام به هو عدم التوقف أو الاستسلام لفكرة تأثير ملف غزة على الانتخابات الرئاسية في لبنان، بل يجب أن نعمل بغية وضع حد لهذا التأثير ومحاولة التغلب عليه بقدر يسمح لنا بتحقيق خرق في جدار ملف الرئاسة”.

كما تركز بالأمس محور نشاط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية حول ملف الرئاسة إذ التقى السفيرالمصري علاء موسى الذي أوضح “أننا تحدّثنا في عدد من الملفات التي لها علاقة بالداخل اللبناني، وتحديداً الملف الرئاسي، ووضعت دولته في نشاط “اللجنة الخماسية” والخطوات التي تنوي اتخاذها اعتباراً من الأسبوع المقبل، لربما نستطيع ان نُحدث حلحلة في هذا الملف.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us