اختراق العقل السياسي المسيحي


خاص 13 أيلول, 2024

الاختراق في العقل السياسي المسيحي وصل لأن يتبنى فريق مسيحي مقولة أنّ الشغور في موقع رئاسة الجمهورية هو عمل وممارسة ديمقراطية ولو طال لسنوات ما جعل من موقع الرئاسة ألعوبة، كما تبنى هذا الفريق النظرية التي تقول بأنّ الجيش ليس قادراً على حماية البلاد كمبرر لتأييد السلاح خارج الدولة

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

لم يكن العقل السياسي المسيحي في لبنان بالإجمال يميل نحو اللادولة ولا سيادة ولا دستور ولا قانون، بل كان يسعى دائماً باتجاه الدفاع عن كل هذه الثوابت لأنه كان يرى في لبنان ملاذاً له يرغب في أن يطوره مع شركائه في الوطن نحو دولة عصرية متطورة، ولكن الرياح جرت بعكس ما يشتهي فاصطدم ببعض الشركاء لأنهم حملوا لواء مشاريع خارجية تقضي بطريقة أو بأخرى على هذا الوطن وهذه الدولة.

هذا العقل السياسي المسيحي تعرض لاختراق كبير نقله إلى الضفة الأخرى التي ترفض وتحارب الدولة وقرارها والسيادة والدستور والقانون، لقد ذهب جزء من هذا العقل نحو تأييد وتقديس السلاح خارج الدولة واعتماده كوسيلة للحماية وزرع هذه الفكرة في نفوس بعض المسيحيين إلى درجة أنّ بعض هؤلاء لا يمكن أن يتراجعوا عما زرعه التيار الوطني الحر في عقولهم لجهة أنه لولا حزب الله لكانت نساء المسيحيين سبايا عند داعش.

الاختراق في العقل السياسي المسيحي وصل لأن يتبنى فريق مسيحي مقولة أنّ الشغور في موقع رئاسة الجمهورية هو عمل وممارسة ديمقراطية ولو طال لسنوات ما جعل من موقع الرئاسة ألعوبة، كما تبنى هذا الفريق النظرية التي تقول بأنّ الجيش ليس قادراً على حماية البلاد كمبرر لتأييد السلاح خارج الدولة والتغاضي عن أهدافه الداخلية والخارجية ولا سيما لجهة المشروع السياسي الذي يمثله، ويبرز في هذا الإطار أيضاً هجوم هذا العقل على قائد الجيش بذرائع لا تستقيم مع الحفاظ على هذه المؤسسة التي كان هذا العقل يدعي الولاء لها والحفاظ عليها.

لقد تخطى هذا الاختراق العناوين السياسية ووصل إلى العناوين الإجتماعية، فعاش بعض هؤلاء ظواهر لم تكن موجودة في مجتمعهم تخطت الكثير من المفاهيم التي كانوا يؤمنون بها لدرجة أنّ هؤلاء يتفاخرون ويتباهون بما يقدمون عليه تحت شعار الوحدة الوطنية بينما الحقيقة هي إلغاء للذات من دون إمكانية استعادتها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us