خطر صحي يحاصر “الليطاني”.. عودة جرثومة “الكوليرا” ومناشدات لمباشرة التعقيم

لبنان 13 أيلول, 2024

تعتبر الكوليرا عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة ببكتيريا الكوليرا التي رصدت اليوم الجمعة في نهر الليطاني بعد أن قامت المصلحة الوطنية للنهر بتاريخ 9 أيلول 2024 بأخذ عينات مياه من 7 نقاط من الحوض الأعلى للنهر من أجل رصد أي تلوث بالكوليرا، وأخضعتها للتحليل في مختبر المصلحة في خربة قنافار، وفقاً لأحدث التقنيات العلمية.

وبيّنت نتائج التقرير تلوّث المياه بجرثومة الكوليرا في نقطتين هما نقطة تجمع الصرف الصحي في شتورا ونقطة نهر الليطاني عند جسر الدلهمية، بسبب وصول مياه الصرف الصحي المحملة بهذه الجرثومة إلى نهر الليطاني من دون أي معالجة.

وأشارت المصلحة إلى أنه بمجرد وصول جرثومة الكوليرا الى المياه السطحية، فإنها سوف تنتقل الى سائر النقاط وتتفشى فيها، مما يحمل خطرًا صحيًا جسيمًا يهدّد أبناء الحوض الأعلى لنهر الليطاني كافة، علمًا أن هاتين النقطين سجلتا أيضًا تلوّثا بالكوليرا عند تفشي الوباء عام ٢٠٢٢.

كذلك حذّرت من الوضع الحالي للنهر وطلبت توقيف سائر النشاطات التي يمكن أن تفاقم من هذا الوضع أو تؤدي إلى تفشي الوباء من جديد.

“بؤر لشتى أنواع التلوث”
في السياق يؤكد رئيس المصلحة الوطنية لنهر الليطاني سامي علوية لـ “المدن” دقة نتائج الإختبارات التي تجري لمياه نهر الليطاني بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية، التي تقدم دعماً فنياً وعملياً.
وشرح علوية لـ “المدن” الآلية التي تتبعها المصلحة في ترصد جرثومة الكوليرا، من خلال العودة في فحوصاتها الدورية الى مواقع محددة من النهر، وتحديدا مواقع الإعتيان السبع، لتفيد بنتائجها وزارة الصحة والنيابة العامة التمييزية.
وأضاف علوية “نحن لا نريد التهويل على الناس، ولكن إذا كانت الإرشادات الوقائية هي مسؤولية وزارة الصحة، فهي يجب أن تنطلق أولا من الدعوة لتجنب ري المزروعات وغسلها بمياه ملوثة، وهذا ما يوجب على مؤسسة مياه البقاع إتخاذ التدابير اللازمة للتأكد مما إذا كانت هذه المياه وصلت الى مياه الشفة أو مياه الإستخدام المنزلي. أما بالنسبة لنا، فبالإضافة الى مكافحتنا عملية الري بهذه المياه حتى لا تنتقل الى الخضراوات والمواد الغذائية، سنبلغ الوزارات المعنية، ونتابع التعاون مع الجهات القضائية لتقصي مصادر هذه الكوليرا، فهل هي من تجمعات النازحين السوريين، أم المستشفيات وغيرها من التجمعات اللبنانية.”

مناشدات لتحمل المسؤولية
وختم علوية لـ “المدن” أنه “من واجب الجهات المعنية أن لا تتهرب من مسؤولياتها وتصارح اللبنانيين بأن مياه الصرف الصحي هي نفسها المياه الجارية في نهر الليطاني، وهي نفسها التي تستعمل للري في الكثير من المواقع. أما إدارة الظهر للمشكلة والهروب من المسؤولية فلن يفيد. وهذا الأمر بعهدة اللجان المسؤولة عن الأمراض والأوبئة التي شكلت بإدارة الكوارث ووزارة الصحة وسنتابع معها”.
وإذ دعا علوية الأجهزة المعنية بوزارة الصحة ومصلحة مياه البقاع الى تحمل مسؤوليتها بتعقيم المياه لحماية المياه المنزلية، أكد مصدر في مؤسسة مياه البقاع بالمقابل مواصلتها إضافة الكلور بشكل مستمر لكل كميات المياه المستخدمة منزلياً.

اليونيسيف
وأوضح مصدر رسمي في منظمة اليونيسيف لـ “المدن” أنها “لا تزال ملتزمة بمهمتها الإنسانية لدعم اللاجئين ومواصلة تقديم المياه المنقولة بالشاحنات المكلورة، ومتابعة خدمات شفط مياه الصرف الصحي في مخيّمات اللاجئين السوريين في لبنان، وذلك ضمن “معيار SPHERE لحالات الطوارئ قصيرة الأجل”، وبما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في لبنان. كما تواصل اليونيسف العمل المستمرّ على تأمين الدعم لبرنامج “المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية” المنقذ للحياة خاصة في ظلّ الظروف الصعبة الحالية التي تمرّ بها البلاد”.

الأعراض
•ومن الأعراض التي تتسبب بها الكوليرا: إسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يسبب ذلك الوفاة إذا تُرك من دون علاج.
• يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة.
• يستمر وجود البكتيريا في براز الاشخاص المصبين لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها.

الوقاية والمكافحة
سبل الوقاية من الكوليرا تنطوي على استخدام توليفة من أنشطة الترصد وتوفير إمدادات المياه والصرف الصحي وشروط النظافة الصحية والتعبئة الاجتماعية والعلاج ولقاحات الكوليرا الفموية.

العلاج
الكوليرا مرض يمكن علاجه، ويمكن أن ينجح علاج معظم المصابين به إذا تم الإسراع في إعطائهم محاليل فموية.
أمّا المرضى الذين يعانون من جفاف شديد فهم معرضون لخطر الإصابة بالصدمة ويلزم الإسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد. كما يُعطى هؤلاء المرضى المضادات الحيوية المناسبة.
لا يُوصى بإعطاء المضادات الحيوية بكميات كبيرة إذ ليس لها تأثير مُثبت على مكافحة انتشار الكوليرا، وقد تسهم في زيادة مقاومتها لمضادات الميكروبات.
يعد الزنك علاجاً مساعداً هاماً للأطفال دون سن الخامسة، وينبغي أيضاً تشجيع الرضاعة الطبيعية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us