بشير الجميل.. 42 عامًا على 14 أيلول


خاص 14 أيلول, 2024

فكرة بشير الجميل هي نقيض فكر “الحزب” لذا من غير المستغرب أن يهاجمه ولو بعد اثنين وأربعين عامًا، والدولة الموعودة للشيخ بشير الجميل و”الدويلة” الناشئة خطَّان لا يلتقيان، ولذلك اعتبر “الحزب” أنّ حبيب الشرتوني الذي نفذ الاغتيال وحُكِم بسببه بالإعدام غيابيًا من المجلس العدلي “عِمل واجبو الوطني”!

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

للنائب السابق في كتلة حزب الله، نواف الموسوي عداء ظاهر، لا يخجل به، مع الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل، ظهر عداؤه للمرة الأولى في إحدى جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة ما بعد الانتخابات النيابية عام 2009، فقال إن الرئيس ميشال عون وصل إلى قصر بعبدا ببندقية المقاومة، ولم يصل عبر الدبابة الإسرائيلية، قاصدًا بذلك الشيخ بشير الجميل. وفي مرة ثانية منذ أيام، في مقابلة له على قناة المنار الناطقة باسم حزب الله، حين استحضر الشيخ بشير الجميل ، فقال: “في واحد انتُخِب، وطلع حبيب الشرتوني وعمل واجبو الوطني”، يُذكَر أن مَن يقول عنه النائب السابق نواف الموسوي أنه “عمل واجبه الوطني” كان قد أصدر المجلس العدلي حكماً بالإعدام بحقه وتجريده من حقوقه المدنية بعد انتظار 35 عاماً . فلماذا أعاد حزب الله نواف الموسوي إلى الواجهة؟

في إنعاش للذاكرة، فإنّ الموسوي كان استقال من مجلس النواب بعد مشاكل تورط فيها، فطلب منه حزب الله الاستقالة، بعدما كان طلب منه الامتناع عن الإدلاء بالتصريحات، كما مُنِع من التحدث في أي مناسبة حزبية. الموسوي كان أدين بعد اقتحامه مخفرًا للشرطة في منطقة الدامور بسبب خلاف عائلي.

اليوم، وبعد قرابة خمسة عشر عامًا على هذه الواقعة، يهدد الموسوي الرئيس الآتي بالقتل، إذا كان على صورة بشير الجميل، فماذا سيكون عليه موقف حزب الله من هذا التهديد؟

قد لا يكون السؤال في محله، فالنائب السابق الموسوي قال ما قاله بطلب أو بإيعاز من حزب الله أو على الأقل بموافقته، هل هذا يعني أن اسم بشير الجميِّل يقضّ مضاجع الحزب حتى بعد اثنين وأربعين عامًا على اغتياله؟

فكرة بشير الجميل هي نقيض فكر حزب الله، لذا من غير المستغرب أن يهاجمه الحزب ولو بعد اثنين وأربعين عامًا، فالشيخ بشير الجميل صنع في ثلاثة وعشرين يومًا، هي عمره في رئاسة الجمهورية، بين 23 آب 1982 و14 أيلول 1982، ما فعله رئيس جمهورية بناء المؤسسات اللواء فؤاد شهاب في ست سنوات. مَن عاصر تلك الحقبة يتذكَّر ويروي كيف أنّ مؤسسات الإدارة العامة انتظمت بحيث أنّ الموظفين باتوا يأتون على الدوام الرسمي، كما أنّ الرشاوى في إنجاز المعاملات اختفت، ولم يعد أيّ موظف يجرؤ على طلب رشوة، حتى في المناطق التي كانت خارج سيطرة الرئيس المنتخب، كالبقاع والشمال، على سبيل المثال لا الحصر. ويروي أيضًا معاصرو تلك المرحلة أنّ السفارات اللبنانية في الخارج والبعثات الديبلوماسية اللبنانية، انضبط العاملون فيها بطريقةٍ مدهشة.

هذا “الوعد” بالمؤسسات، أي بالمؤسسات الرسمية للدولة، هو الذي يشكِّل نقيض “دولة” حزب الله. وللمفارقة الزمنية، فإنه حين شرع الشيخ بشير الجميل في التحضير لبناء الدولة اعتبارًا من صيف العام 1982، كانت إيران ترسل الحرس الثوري الإيراني للبدء في تدريب عناصر حزب الله، وأنشأ الحرس باكورة المعسكرات في منطقة بعلبك.

هكذا، الدولة الموعودة للشيخ بشير الجميل، و”الدولة” الناشئة لحزب الله، خطَّان لا يلتقيان، والاغتيال الذي نفذه حبيب الشرتوني والذي حُكِم بسببه بالإعدام غيابيًا من المجلس العدلي، أعلى محكمة في لبنان، اعتبره حزب الله بلسان النائب السابق نواف الموسوي بأنه “عِمل واجبو الوطني”.

واليوم ، كأن التاريخ يعيد نفسه، في الذكرى الثانية والأربعين لانتخاب بشير الجميل رئيسًا للجمهورية مازال حزب الله ينظر إليه كأنه “الكابوس” الآتي إلى قصر بعبدا، فيطلِق التهديد باغتياله قبل أن يصل، ولهذا السبب نفض الغبار عن النائب السابق نواف الموسوي ليطلق “صليته” التهديدية .

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us