“الخماسيّة” تعاود حراكها… وجهود دولية جديدة لتحريك الملف الرئاسي
مع اقتراب انتهاء عامه الثاني، يستمر الشغور الرئاسي في لبنان في تعميق الأزمة السياسية في البلاد. فبعد فترة من الجمود الكامل التي شهدها الملف الرئاسي خلال عطلة الصيف، عاد سفراء “اللجنة الخماسية” الدولية المعنية بالشأن اللبناني لاستئناف اجتماعاتهم في محاولة لتحريك هذا الملف.
حيث عقد سفراؤها اجتماعاً جديداً في قصر الصنوبر في بيروت، يوم أمس، يهدف إلى دفع الملف الرئاسي قدماً بعد فترة من التوقف، في محاولة للتوصل إلى حلول تُعيد الاستقرار السياسي إلى لبنان. وشكّل الاجتماع “فرصة للتشديد على وحدة اللّجنة الخماسيّة، إذ شكّل انعقاده أهميّة بحكم الفترة التي مرّت”.
كما جرى “التشديد على مواكبة اللبنانيين لإيجاد حلّ للشغور الرئاسي”، وعبّر المجتمعون عن وجهة نظر المجتمع الدولي بأن الأوضاع “لا يمكن أن تظل على حالها”.
اللجنة كانت أدارت محركاتها منذ الأسبوع الفائت، من خلال التحرك الذي قام به أحد أركانها السفير المصري علاء موسى، الذي جال على عدد من القيادات اللبنانية، وأبرزها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب، حيث استمع السفير المصري لشرح مطوّل من جعجع عن الأزمة الرئاسية، وما يقوم به فريق محور الممانعة لجهة محاولة تكريس أعراف مخالفة للدستور اللبناني كترؤس الرئيس نبيه بري لجلسة حوار ملزمة لانتخاب رئيس للبلاد، إضافة إلى تمسك الممانعة بمرشحها وعدم ملاقاة فريق المعارضة في مسألة الخيار الثالث.
وقد شدّد السفير المصري في جولاته على مسألة الحوار والتشاور وآلياتهما، وعلى العمل في المساحات المشتركة، من أجل الوصول إلى توافق على اسم معين لانتخاب رئيس للجمهورية.
ماذا في جعبة “الخماسية”؟
في السياق، قالت مصادر دبلوماسية اطّلعت على اللقاء لـ”الشرق الأوسط”، إن “السفراء وضعوا بعضهم بعضاً في جو ما خلصت إليه جولاتهم السابقة مع القيادات اللبنانية، واتفقوا على أن يواصلوا هذه الجولات في الأيام والأسابيع المقبلة”. وأكد المصدر أن “الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور بيروت خلال الشهر الحالي، أو حداً أقصى مطلع الشهر المقبل، في إطار ترجمة ما خلص إليه لقاؤه مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا مطلع هذا الشهر”.
وأضاف المصدر: “كذلك تداول المجتمعون بما تشهده المنطقة، مشددين على أن ما يحصل يوجب على اللبنانيين التحصن بالتفاهم لانتخاب رئيس؛ لأنه لن يُقدم أحد إليهم حلولاً جاهزة للتطبيق”.
وبينما لم يصدر أي بيان عن المجتمعين، رجحت مصادر معنية بالملف الرئاسي أن يبدأ السفراء قريباً حراكهم على القيادات السياسية ورؤساء الكتل النيابية، كل على حدة، لافتة في تصريح لـ”الشرق الأوسط” إلى أن “ذلك لا يعني أنها تحمل طرحاً جديداً تروّج له، إنما ستواصل الحث على التلاقي والتشاور للوصول إلى قواسم مشتركة تسمح بإخراج الملف من عنق الزجاجة”.
وأوضحت المصادر أن السفراء سيركزون على “نقطتين أساسيتين، ألا وهما وجوب فك ربط الرئاسة اللبنانية بحرب غزة ونتائجها، كما بالانتخابات الرئاسية الأميركية، لأن الحرب قد تطول، وهي تبدو من دون أفق، أما الرئاسة الأميركية ونتائجها فلا علاقة لها بهوية الرئيس اللبناني العتيد”، مذكرة بأن الرئيس ميشال عون انتخب قبل شهرين من الانتخابات الأميركية عام 2016.
ووفق المعلومات، لم يطلب السفراء بعد أي لقاء لا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ولا من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
مواضيع ذات صلة :
“الخماسية” في قصر الصنوبر! | السفير المصري من عين التينة: الحوار بين الخماسية والأطراف اللبنانية سيؤدي الى إنفراج بالملف الرئاسي | يزبك: نطالب بري بلعب دوره كرئيس للمجلس والدعوة الى جلسة انتخاب رئيس |