انفجار أجهزة “البايجر” خرق كبير أو خطأ تقني؟ والعين على الاحتمالات المقبلة


خاص 18 أيلول, 2024

الخرق الأمني الجديد للحزب ومنظومته الذي خلف وراءه قتلى وجرحى بأعداد كبيرة يطرح أكثر من علامة استفهام عن السيناريوهات المرتقبة للبنان ومصير مساعي التهدئة على جبهة الجنوب ومنع التصعيد، فضلاً عن أسلوب الرد الذي سيتبعه الحزب. ولكن حتى الآن لا تزال الصورة غير واضحة وقد تمر أيام لبلورة الأمور

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

رسم الحادث الأمني الذي شهدته البلاد جراء انفجار الأجهزة اللاسلكية التي يملكها حزب الله مؤشرًا خطيراً للواقع الميداني القائم بين الحزب وإسرائيل. فهذا الحادث الذي وصف بالخرق الأمني الجديد للحزب ومتظومته وخلف وراءه قتلى وجرحى بأعداد كبيرة يطرح أكثر من علامة استفهام عن السيناريوهات المرتقبة للبنان ومصير مساعي التهدئة على جبهة الجنوب ومنع التصعيد، فضلًا عن أسلوب الرد الذي يتبعه الحزب. حتى الآن، لا تزال الصورة غير واضحة وقد تمر أيام لبلورة الأمور لاسيما أن هناك قراءات متعددة لما جرى، وفي الوقت الراهن ، يتم التركيز على الاختراق الذي حصل من خلال هذه الأجهزة والذي لم يكن محسوبا ضمن المراقبة الاستباقية للحزب. وخطورة هذا الهجوم تكمن في اتساع رقعته وما خلفه من إصابات على امتداد البلد. وفي جميع الأحوال، فإن الوضع قد يكون مفتوحاً على عدة احتمالات ،لن يتأخر إبراز ملامحها .

وفي هذا السياق ،يؤكد قائد معركة فجر الجرود العميد الركن في الاحتياط فادي داوود في حديث لموقع” هنا لبنان ” أن ما جرى يتسم بدرجة كبيرة من الخطورة وقد طاول شريحة كبيرة من مسؤولي وعناصر حزب الله ما أدى إلى فصل القاعدة عن جاهزيتها القيادية، فهناك ٤٠٠٠ جهاز ” بايجر” تم استيراده، وهناك معلومات ترد عن أن الإصابات بلغت ٢٨٠٠ اصابة ومن الطبيعي ان تكون غالبية هذه الأجهزة تم استخدامها من قبل المسؤولين في حزب الله وهذا الأمر سيؤثر سلباً على منظومة القيادة والسيطرة في حزب الله وإنما لا بد من انتظار توضيح الصورة لعرفة مدى تأثر جاهزية الحزب، ويعتبر أن قيادات الصف الأول عجز الاسرائيلي عن استهدافها وبقيت اغتيالاته تطال قيادات الصف الثاني حتى أتت هذه العملية وطالت عددًا كبيرًا من القيادات الوسيطة، وبالرغم من أن المنظومات العسكرية تأبى الفراغ ولكل قائد يوجد مساعد يحل محله فلا بد من التريث لمعرفة مدى الضرر.

ويرى العميد داوود أنه كان يجب التنبه لهذا العمل لأن إسرائيل تسيطر على الفضاء السيبراني وتتحكم بأي معلومة ترد عبر الهواء، معلناً أنّ الضربة التي حصلت مؤذية وإن الحزب كان منذ مدة قد صرف النظر عن اعتماده على التكنولوجية المتطورة كالهواتف الذكية والحواسيب والطابعات لمعرفته أن جميع الاجهزة المستخدمة مخترقة ولجأ إلى اجهزة بدائية واستخدم البايجر، مؤكدا أن ما حصل هو إما خرق كبير أو خطأ تقني لم ينتبه له حزب الله باعتماده على اجهزة البايجر.

ويلفت إلى أن البيان الذي صدر عن حزب الله في أعقاب هذا الحادث لم يشر بوضوح الى الرد ونوعيته كما حصل مع اغتيال السيد محسن واسماعيل هنية وقبل أن يقوم بالرد عليه أن يقوم باستيعاب هذه الضربة ثم إعادة التنظيم وبعدها ينتقل إلى الرد لافتاً إلى أنه لغاية الآن كانت استراتيجية الحزب تقوم على الردع المتوازن بحيث يخلق خطوطاً حمراء وضوابط ولا يدفع الى المواجهة المباشرة او الشاملة ويوضح في رد على سؤال عن السيناريوهات المطروحة أنه يجب قراءة هذا العمل أي استهداف منظومة القيادة والسيطرة والاتصال لدى حزب الله في إطار تصريحات نتنياهو وقائد المنطقة الشمالية عن التهديد البري للجنوب اللبناني وتوعد نتنياهو بإقامة منطقة عازلة في الجنوب اللبناني، لافتاً إلى أنّ هذا الحدث وقع بالتزامن مع زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين التي تؤشر إلى اهتمام أميركي واضح بتجنيب لبنان الهجوم البري فإذا بقي هذا العمل في إطار الاشتباك الجاري فقد يجري احتواؤه، أما إذا خرج نتنياهو عن الإرادة الأميركية ونفذ وعيده بالهجوم البري فهذا سينقله من موقع الصديق والحليف الذي يراعي مصالح حليفه الى موقع الخصومة مع الإدارة الاميركية، فهل يقوم بتجاوز هذا الخط؟ وإذا تجاوزه هل يبقى نتنياهو حليفاً للأميركيين أو ينتقل إلى موقع الخصم؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us