“البيجر” و”الووكي توكي”.. شركات وهمية تديرها إسرائيل!
لا يزال اللبنانيون تحت ثقل تداعيات التفجيرات التي استهدفت أجهزة لاسلكية يومي الثلاثاء والأربعاء، مسفرة عن عدد مخيف من الإصابات، معظمها في العيون والأطراف.
إلى ذلك وبعد تأكيد الولايات المتحدة الأميركية أنّها لم تكن على علم بهذه التفجيرات، خلافاً لتصريحات وزير الدفاع الأميركي يوآف غالانت حيث قال الأخير إنّه أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن، خرجت مصادر أميركية مطلعة عن صمتها، موضحة أنّ “مسؤولين إسرائيليين أبلغوا الولايات المتحدة أنهم سيقومون بعملية فى لبنان، الثلاثاء، لكنهم لم يقدموا أية تفاصيل”.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لشبكة “سي إن إن”، أن ذلك جاء أيضا خلال اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صباح الثلاثاء.
وأضافت أن عدم تقديم تفاصيل حول العملية يعني أن المسؤولين الأميركيين كانوا في حالة جهل حتى ظهرت تقارير عن انفجارات فى لبنان.
ولفتت الشبكة إلى أن هذه الانفجارات جاءت في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في طريقه من واشنطن إلى القاهرة، مما أصاب الدبلوماسيين الأميريكيين بالذهول.
في حين أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير أن “الولايات المتحدة لم تكن متورطة، ولم تكن على علم بالحادثة” مسبقا.
وكانت تصريحات جان بيير دقيقة في أنه لم يجر إبلاغ الولايات المتحدة بشكل محدد عن انفجار أجهزة الاتصال مسبقا.
وكان الإخطار الذي قدمته إسرائيل أكثر عمومية وغموضا، مما ترك المسؤولين الأمريكيين مع تساؤلات حول ما يمكن أن تكون عليه العملية.
جدل حول هوية الشركة المصنعة: ما علاقة إسرائيل
كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن شركة “بي إيه سي” المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة “البيجر” في لبنان، الثلاثاء والأربعاء، ما هي إلا جزء من “واجهة إسرائيلية”.
وكانت شركة “غولد أبوللو” التايوانية لصناعة أجهزة “البيجر”، ذكرت الأربعاء، أن نموذج الأجهزة الذي استخدم في تفجيرات لبنان هو من إنتاج شركة “بي إيه سي كونسلتنغ”، التي تتخذ من بودابست مقرا ولديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية.
وقالت “نيويورك تايمز” نقلا عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة، إن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة “البيجر”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة “الاستخبارات الإسرائيلية”.
وقالت إن شركة “بي إيه سي” تعاملت مع عملاء عاديين وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة “البيجر”، لكن “العميل الأهم كان حزب الله”.
وأوضحت أن أجهزة “البيجر” التي أنتجتها الشركة لحزب الله خصيصا كانت تحتوي على بطاريات مخلوطة بمادة “بينت” المتفجرة، وفقا للمصادر الثلاثة.
وحسب “نيويورك تايمز”، بدأ شحن أجهزة “البيجر” إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، لكن الإنتاج زاد بسرعة بعد أن حظر أمين عام حزب الله حسن نصر الله استخدام الهواتف المحمولة سهلة التتبع، وقرر الاعتماد على أجهزة منخفضة التقنية مثل “البيجر”.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادرها الاستخباراتية: “أمر نصر الله مسؤولي حزب الله بحمل أجهزة البيجر في جميع الأوقات، وفي حالة الحرب يتم استخدامها لإخبار المقاتلين إلى أين يذهبون”.
وكان الحكومة المجرية قد ردت في وقت سابق، على تأكيد شركة غولد أبوللو التايوانية أن الأجهزة التي انفجرت صنعتها شركة “بي.إيه.سي كونسلتينغ” ومقرها في بودابست.
وقال المتحدث باسم الحكومة المجرية، زولتان كوفاكس، إن أجهزة النداء (بيجر) المستخدمة في انفجارات لبنان لم يتم تصنيعها في المجر، على الرغم من الروابط المزعومة بشركة مقرها في الدولة الواقعة في وسط أوروبا.
وأضاف في منشور على منصة إكس: “أكدت السلطات أن الشركة المعنية هي وسيط تجاري، وليس لها موقع تصنيع أو تشغيل في المجر”.
وقال كوفاكس إن أجهزة الأمن الوطني المجرية “تتعاون مع جميع الوكالات والمنظمات الشريكة الدولية ذات الصلة” لكن القضية لا تشكل خطرًا على الأمن القومي.
ما علاقة الوحدة 8200؟
في المقابل، سلّط الحدث الأمني في لبنان الأنظار على وحدة المخابرات بالجيش الإسرائيلي التي تحمل اسم “الوحدة 8200″ وهي وحدة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية، حيث قال مصدر أمني غربي إنها شاركت في التخطيط للعملية.
ولفت مصدر أمني غربي لـ”رويترز” إلى أن الوحدة 8200، وهي وحدة عسكرية ليست تابعة للموساد، شاركت في مرحلة تطوير العملية ضد حزب الله، علماً أنّه استغرق الإعداد لهذه العملية أكثر من عام.
ووفق المصدر فإنّ الوحدة شاركت فقط في الجانب الفني لاختبار كيفية إدخال المواد المتفجرة داخل عملية التصنيع.