الخروج الصعب من الحرب


خاص 20 أيلول, 2024

إنّ الخروج من أيّ حرب وتحديداً الحرب التي تدور رحاها في جنوب لبنان ليس سهلًا كقرار الإنخراط فيها، وقد أصبح الأمر أكثر تعقيداً وصعوبة من النواحي العسكرية والسياسية

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ التفجيرات الإسرائيلية الثلاثاء والأربعاء لم تحقّق أيًّا من أهدافها لا العسكرية ولا السياسية وبالتالي شكلت نكسة لإسرائيل، ولكن السيد نصرالله لم يتطرّق إلى تفاصيل الخرق الأمني الخطير الذي مكّن إسرائيل من الوصول إلى أجهزة الـ pager وأجهزة الإتصال اللاسلكي وتفخيخها وإرسالها إلى الحزب واستخدامها من قبل عناصره إلى أن تمّ تفجيرها وسقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، واكتفى بالإشارة إلى لجان تحقيق قال بأنها وصلت إلى نتيجة شبه مؤكدة ولكنه لم يعلن عنها.

من الطبيعي ألّا يتحدث السيد نصرالله عن أيّ أثر سلبي لهذه العمليات لأنّ أي حديث في هذا السياق سيؤثر سلباً على البيئة الحاضنة للحزب وسيعطي الإسرائيلي دليلاً على فعالية ما قام به، لا سيّما وأنّ الخروقات الأمنية التي يتمّ من خلالها استهداف حزب الله لم تسجّل تراجعاً بل ارتفعت وتيرتها ومستواها ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام عن نوعية الخرق الحاصل.

ما هو مهم في خطاب السيد نصرالله هو تأكيده أنّ الحرب مستمرة في الجنوب طالما استمرت الحرب في قطاع غزة، ولا يمكن للحرب في هذا القطاع أن تستمرّ إلى ما لا نهاية، وربما تنتهي من دون أيّ اتفاق سياسي، بل نتيجة انهيار المقاومة العسكرية لحركة حماس هناك، وعندها سيكون حزب الله أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يستمرّ في قتال الإسرائيلي عند الجبهة الجنوبية مع ما لذلك من تداعيات كبيرة، وإما أن يعلن وقف جبهة الإسناد مع ما لذلك من تداعيات أيضاً ناجمة عن أنّ إسرائيل استطاعت أن تحقق أحد أهداف الحرب على قطاع غزة، ولكن المشكلة هنا تبقى في ما إذا كان الإسرائيلي فعلاً يريد وقف الحرب وما هو الثمن الذي يريده في مقابل ذلك؟

إنّ الخروج من أيّ حرب وتحديداً الحرب التي تدور رحاها في جنوب لبنان ليس سهلًا كقرار الإنخراط فيها وقد أصبح الأمر أكثر تعقيداً وصعوبة من النواحي العسكرية والسياسية، فهذه الحرب طال أمدها بشكل لم يتوقعه أحد وبالتالي ارتفع حجم الخسائر البشرية والمادية إلى أرقام لم يكن يتوقعها أحد، كما أنّ طبيعة العمل العسكري من الطرفين تطورت وتوسعت وتوصف بعض وقائعها بأنّها نوعية وغير مسبوقة، وبالتالي فإنّ نتائجها على المستويين السياسي والعسكري لن تكون كأيّ حرب سابقة ولا سيما حرب تموز ٢٠٠٦، ويدرك الطرفان هذه الحقيقة ويعمل كل منهما على إيلام الآخر كي ينزع منه المزيد من الأوراق على طاولة تفاوض قد تحصل على وقع الحديد والنار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us