“أسبوع أسود” على “الحزب”
خطورة ما يجري أنّ إسرائيل لا تستطيع أن تتراجع عما بدأته، و”الحزب” لا يستطيع أن يتراجع من دون أن يحقق شيئًا، في هذه الحال نحن أمام وضعٍ لا يدعو على الإطلاق إلى التفاؤل، فالحرب في ذروتها، وقد أطاحت بأيّ بصيص أمل للديبلوماسية
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
الثلاثاء الفائت، “اغتالت” إسرائيل شبكة “البيجر” التي يستخدمها قادة وكوادر ومسؤولي حزب الله.
في اليوم التالي، أي الأربعاء، “اغتالت” إسرائيل شبكة الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله.
وقبل أن يخرج حزب الله من الضربتين، تعاجله إسرائيل بضربة في غاية الإيلام، من خلال اغتيال القيادي إبراهيم عقيل، نائب القيادي فؤاد شكر، والذي حلّ محل شكر بعد اغتياله.
ثلاث ضربات في ثلاثة أيام متتالية، في أسبوع واحد، ليست بالأمر اليسير على حزب الله الذي يتباهى بأنه يقارع إسرائيل منذ انسحابها من جنوب لبنان عام 2000، مرورًا بحرب تموز عام 2006، وصولًا إلى “حرب الإسناد والمشاغلة” بدءًا من الثامن من تشرين الأول الفائت.
لكن وتيرة العمليات العسكرية والاغتيالات تكثفت بشكلٍ مضطرِد بدءًا من هذا الأسبوع:
بدأت العمليات تأخذ طابعًا غير مسبوق، تفجير أجهزة “البيجر” بين أيدي حامليها ومستخدميها، في عملية تقنية معقَّدة، لم يتوصَّل الخبراء بعد إلى تفكيك لغزها، لكن ما هو مؤكَّد أنّ إسرائيل أثبتت بهذه العملية تفوقها التكنولوجي، ومَن يراجع الحروب في التاريخ المعاصِر، من الحربين العالميتين الأولى والثانية، إلى الحروب الإقليمية، وما استُخدِم في تلك الحروب، يُلاحِظ أن لا سوابق مشابهة لتلك التي حصلت في هذا “التفجير الجماعي” لأجهزة “البيجر”. وما يقال عن ” ةالبيجر” يُقال أيضًا عن الأجهزة اللاسلكية التي يبدو أنّ إسرائيل استعملت التقنية ذاتها في عملية تفجيرها، لتصل إلى الذروة أمس الجمعة باغتيال القيادي ابراهيم عقيل، الرجل الذي كان مساعدًا للقيادي فؤاد شكر، وتسلم منصبه والمسؤوليات التي كان يتولاها.
عملية أمس تعزز القناعات بأنّ الخرق الإسرائيلي لبنية حزب الله هو خرق خطير وعلى مستويات رفيعة، على سبيل المثال لا الحصر، القيادي عقيل كان أصيب الثلاثاء الفائت بتفجير “البيجر” خاصته، وخرج من المستشفى وعاد إلى مزاولة نشاطه، فأين حصل الخرق؟ وكيف؟ هل حصل في المستشفى التي كان فيها؟ أم بعد خروجه من المستشفى؟
ومن الذين تلقوا ضربة الثلاثاء قائد سلاح الإشارة في حزب الله، ولم يُعلَن عن إةاسمه، فكيف تسرَّب خبر إصابته؟
ما حدث في “الأسبوع الأسود” ضد حزب الله، يؤشِّر إلى أمر في غاية الخطورة وهو أنّ الحزب بات مكشوفًا على مستوى الاتصالات وعلى مستوى القيادات، فعلى مستوى الاتصالات بات التواصل صعبًا بين غرفة أو غرف العمليات والميدان، وعلى مستوى القيادات فإنّ رؤوسًا كبيرة قد سقطت: من وسام الطويل إلى فؤاد شكر إلى إبراهيم عقيل، من دون إغفال أكثر من مسؤول في قوة الرضوان، من نجل النائب محد رعد إلى نجل النائب علي عمار.
خطورة ما يجري أنّ إسرائيل لا تستطيع أن تتراجع عما بدأته، وحزب الله لا يستطيع أن يتراجع من دون أن يحقق شيئًا، في هذه الحال نحن أمام وضعٍ لا يدعو على الإطلاق إلى التفاؤل، فالحرب في ذروتها، وقد أطاحت بأيّ بصيص أمل للديبلوماسية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |