كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟
يصدّق جمهور “الحزب” ما يسمعه من قياديّي حزبه أنّ إسرائيل إلى زوال وأنّ طريق القدس ستُفتح قريباً أمامه. لكنّ الحقيقة مختلفة تماماً فإسرائيل لن تزول، ولا أمل بالصلاة في القدس. والأثمان ندفعها نحن منذ ولدنا فلا استقرار في وطننا ولا ازدهار. حربٌ بعد حرب، ودمارٌ ثمّ بناءٌ فدمار.
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
“إسرائيل ستدفع الثمن”. نسمع هذه العبارة منذ تعلّمنا القراءة ومنذ أدركنا أنّ في هذا الشرق كياناً لن يدع شعوبه تهنأ.
سمعناها على لسان الفلسطينيّين حين ارتُكبت بحقّهم المجازر. وسمعناها على لسان السوريّين حين استهُدفوا، منذ عشرات السنوات وحتى الأمس القريب. ونسمعها على لسان مسؤولي حزب الله، بعد كلّ غارةٍ واغتيالٍ وجريمة.
ربما يجد جمهور حزب الله بعض تعويضٍ في هذه العبارة، ويصدّق ما يسمعه من قياديّي حزبه، وعلى رأسهم أمينه العام، أنّ إسرائيل إلى زوال وأنّ طريق القدس ستُفتح قريباً أمامه…
ويصدّق الجمهور أيضاً أنّ مقاتلي حزب الله يستطيعون التغلّب على جيش إسرائيل، وأنّ “الهدهد” أعظم من التكنولوجيا الإسرائيليّة، وأنّ الصلاة في القدس مسألة وقت، وما الشهادة على طريقها سوى نعمة من نِعم الله…
لكنّ الحقيقة مختلفة تماماً. إسرائيل لن تزول، بالتأكيد. ولا أمل بالصلاة في القدس. والأثمان ندفعها نحن، منذ ولدنا، فلا استقرار في وطننا ولا ازدهار. حربٌ بعد حرب، ودمارٌ ثمّ بناءٌ فدمار، وهكذا دواليك. لم نبنِ دولةً بل تحكّم برقابنا الفاسدون وتحكّم بمصيرنا من يدّعي وكالةً من الله لتحرير أرضه المقدّسة. لا حمينا لبنان ولا حرّرنا فلسطين. وخسرنا المئات في كلّ حربٍ، وضحكنا على ذويهم إذ عظّمنا الاستشهاد حتى بات بلوغه بطولةً، وردّدنا على مسامعهم: “إسرائيل ستدفع الثمن”.
ليس ما نقوله عمالةً أو مناصرةً لعدوّ. نحن أيضاً نحلم بزوال إسرائيل، ولكنّنا ندرك استحالة ذلك. فلماذا إذاً نخسر شبابنا؟ ولماذا نخوض حروباً بالنيابة عن آخرين؟ ألسنا نحن من يدفع الثمن حقّاً؟
ما نريده، ببساطة، أن نرتاح. نحن من دفع أثماناً كثيرة. يكفينا يا سيّد. يكفينا.
مواضيع مماثلة للكاتب:
“شوي شوي عالحزب” | نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |