معطيات جديدة في ملف “البيجر”.. رجال أعمال غامضون وأنشطة مشبوهة!
في جديد ملف “البيجر”، وتفجيرات أجهزة الـ”لاسلكي” التي أسفر عنها سقوط العديد من الضحايا في لبنان، بالإضافة إلى ما تحمله هذه الحادثة من تساؤلات حول خطورة الخرق الإسرائيلي، ها هي الصحف الأميركية تكشف المزيد من المعطيات.
إذ ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ شركات توريد أجهزة البيجر إلى لبنان لا خبرة لها ولديها القليل جدًا من الوثائق.
وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقريرها الأخير إلى أن التحقيقات تقود إلى شبكة معقدة من الشركات والأفراد المشبوهين في مناطق مختلفة من آسيا وأوروبا.
وأفادت الصحيفة بأن التحقيقات كشفت عن وجود شركات حديثة النشأة تُعنى ببيع أجهزة النداء، إلا أن الأدلة المتوفرة حول أنشطتها تظل ضعيفة وغير كافية. وقد أظهرت الأبحاث أن هذه الشركات تُدار بواسطة رجال أعمال غامضين لا يتمتعون بخبرة كافية في مجالات الاتصالات.
في حين أوضح شخص وصفته “وول ستريت جورنال” بـ”المطلع على العمليات الإسرائيلية في الخارج”، أن هجوم الثلاثاء هو أحد الأمثلة القليلة التي من المحتمل أن تكون إسرائيل قد اخترقت فيها سلسلة إمداد حزب الله للاتصالات.
واعتبر أشخاص “مطلعون على العملية”، ان إسرائيل “اخترقت سلسلة إمداد حزب الله، ووضعت متفجرات في بطاريات الأجهزة، قبل تفجيرها عن بعد”.
وكانت شركة “بي إيه سي” للاستشارات، ومقرها المجر، متعاقدة لإنتاج الأجهزة نيابة عن شركة تايوانية تدعى “غولد أبوللو”.
لكن وفقا لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن 3 ضباط استخبارات تم إطلاعهم على العملية، فإن الشركة (التي قيل إن مقرها في المجر) كانت “جزءا من جبهة إسرائيلية”.
وأضافوا أنه “تم إنشاء شركتين وهميتين على الأقل، لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون البيجر، وهم ضباط الاستخبارات الإسرائيلية”.
وكانت الشركة تستقبل طلبات وتتعامل مع عملاء عاديين، حيث أنتجت مجموعة من الأجهزة بشكل عادي، لكن العميل الوحيد الذي كان مهما حقا كان حزب الله، وكانت الأجهزة الخاصة به بعيدة كل البعد عن أن تكون عادية، إذ تم إنتاجها بشكل منفصل، وكانت تحتوي على بطاريات مربوطة بالمتفجرات PETN ، وفقا لضباط المخابرات الثلاثة.
في السياق، أطلت والدة المرأة التي ارتبطت شركتها بآلاف أجهزة النداء التي انفجرت في لبنان وسوريا في هجوم على حزب الله لتكشف عن مصير ابنتها.
وقالت والدتها لوكالة أسوشيتد برس إن ابنتها تلقت “تهديدات” غير محددة في الأيام التي تلت ذلك الحادثة ونصحتها أجهزة المخابرات المجرية “بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام”.
وقالت بياتريكس بارسوني أرسيداكونو عبر الهاتف من صقلية إن ابنتها، كريستيانا بارسوني أرسيداكونو، “حاليًا في مكان آمن محمي من قبل أجهزة المخابرات المجرية”.
وكانت الشركة التايوانية، “غولد أبولو”، قد قالت إنها فوضت شركة “بي أي سي كونسلتينجغ” لاستخدام اسمها على أجهزة النداء التي انفجرت، لكن الشركة المجرية كانت مسؤولة عن تصنيعها وتصميمها.
وتشارك شركة “بي أي سي كونسلتينغ” الطابق الأرضي من مبنى متواضع في بودابست مع العديد من الشركات الأخرى، لكنها لا تمتلك مكاتب مادية وتستخدم العقار في عاصمة المجر – مثل الشركات الأخرى الموجودة هناك – كعنوان رسمي فقط.
في حين أنّ كريستيانا بارسوني أرسيداكونو مدرجة على أنها الرئيسة التنفيذية لشركة “BAC Consulting” ومقرها بودابست، والتي قالت الشركة التايوانية صاحبة العلامة التجارية لأجهزة النداء إنها مسؤولة عن تصنيع الأجهزة.
وحققت الشركة إيرادات بلغت 725 ألف دولار في عام 2022 و593 ألف دولار في عام 2023، وفقًا لسجل الشركة. وفي العام الماضي، أنفقت الشركة ما يقرب من 324 ألف دولار، أو ما يقرب من 55% من إيراداتها، على “المعدات”.
في المقابل، كشف تقرير لـ”رويترز” معلومات جديد تتعلق بكريستيانا، فهي وفق الوكالة تبلغ من العمر 49 عاما، وتحمل الجنسيتين الإيطالية والهنغارية، وتتحدث 7 لغات، وحاصلة على درجة الدكتوراه في فيزياء الجسيمات، وشقتها في بودابست مليئة بلوحات من رسمها، وتتضمن مسيرتها المهنية أعمالا إنسانية أخذتها إلى أنحاء إفريقيا وأوروبا.
وكانت المرأة قد قالت لقناة “إن.بي.سي نيوز”، إنها لم تصنع تلك الأجهزة وإنها “مجرد وسيطة”، مضيفة: “أعتقد أنكم فهمتم الأمر على نحو خاطئ”.
ونقلت “رويترز” عن أحد معارفها ممن تعرفوا عليها مثل آخرين في مناسبات اجتماعية في بودابست وطلب عدم ذكر اسمه، قوله إنها بدت مثل شخص “يسهل استخدامه”.
وأضاف “حسنة النية، وطباعها لا تشبه رجال وسيدات الأعمال. أقرب لشخص يحاول دائما تجريب أمر جديد، ويؤمن بسرعة بالأمور ويتحمس لها” مشيرا إلى أنها كانت تبحث عن مصدر دخل لأنها أرادت ترك وظيفة أخرى.
وفي العقد الأول من القرن الحالي، حصلت كريستيانا على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة كوليدج لندن ولا تزال أطروحتها عن “البوزيترونات” متاحة على موقع الجامعة، لكن يبدو أنها غادرت الجامعة دون أن تواصل مسيرتها العلمية.
وفي سيرة ذاتية على موقع “بي.إيه.سي كونسالتينغ”، وصفت كريستيانا نفسها بأنها “عضو مجلس إدارة في معهد إيرث تشايلد”، وهي مؤسسة خيرية تعليمية وبيئية في نيويورك.
وتشير السيرة الذاتية أيضا إلى عملها في وظيفة “مديرة مشاريع” في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2008 و2009 وتنظيمها مؤتمرا للأبحاث النووية، إلا أن الوكالة قالت إن سجلاتها تشير إلى كريستيانا تدربت هناك لمدة ثمانية أشهر.
وكتبت كريستيانا في سيرتها الذاتية “أنا عالمة أستخدم خلفيتي المتنوعة للغاية للعمل في مشاريع متعددة التخصصات لاتخاذ قرارات إستراتيجية”.
وأضافت “بفضل المهارات التحليلية واللغوية والشخصية الممتازة، أستمتع بالعمل والقيادة في بيئة متعددة الثقافات حيث يحظى التنوع والنزاهة والفكاهة بالتقدير”.
مواضيع ذات صلة :
ماذا كشف سفير إيران في لبنان عن تفجيرات “البيجر”؟ | تفاصيل جديدة عن تفجيرات “البيجر”… كيف نفذت إسرائيل عمليتها الاستخباراتية؟ | بشأن “البيجر”.. توضيح من شركة “Serta” |