تحذيرٌ أممي من تحويل لبنان لـ “غزة أخرى”.. حربٌ بلا سقوف أم تصعيدٌ يُمهّد لتسوية؟!
على وقع التصعيد غير المسبوق منذ بداية المواجهات بين إسرائيل وحزب الله على جبهة الجنوب اللبناني في 8 تشرين الأول، تتزايد المخاوف من الانزلاق نحو الحرب الشاملة بين الطرفين، وما يستتبعها من تحذيرات من اشتعال حرب إقليمية.
في هذا الإطار، أشارت صحيفة “النهار” إلى أنّ المخاوف تعاظمت من انسداد كامل للحل الدبلوماسي، مع تهافت السفارات والدول على الطلب من رعاياها مغادرة لبنان في أسرع وقت، ورسمت الوقائع الميدانية الوجه الآخر للانزلاق المتدحرج نحو حرب بلا سقوف أو خطوط حمر لم يعد يفصل عنها سوى ترقب أي مفاجأة جديدة.
وتفاقمت هذه المخاوف مع معطيات دبلوماسية بدت أقرب إلى إنذار من أن المواقف التي أعلنت في جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في لبنان، عكست عقم أي رهان أو آمال على تحرك دولي فعال راهنًا على الأقل، من شأنه ردع إسرائيل عن المضي في تصعيد الوضع واستدراج “حزب الله” إلى حرب واسعة. وهو الأمر الذي ساهم في قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العزوف عن السفر إلى نيويورك والبقاء في بيروت.
تحويل لبنان إلى “غزة أخرى”
هذا وعكس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس خطورة الوضع في لبنان، عندما حذر من مخاطر تحويل لبنان “غزة أخرى”، وقال في تصريح لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، قبل يومين من موعد انطلاق أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة: “ما يثير قلقي خطر تحويل لبنان غزة أخرى”.
تصعيد يُمهّد لتسوية!
بالمقابل، اعتبر مصدر لصحيفة “الأنباء الكويتية” أنّ التصعيد على الجبهة الشمالية في إسرائيل يهدف إلى محاولة التوصل إلى تسوية تعيد الهدوء إلى الحدود.
وقال المصدر إنّ التصعيد هو المدخل للبحث الجديّ في أيّ حل.
الفرصة “متاحة” لتسوية سياسية!
وعلى صعيد الموقف الأميركي، كشفت مصادر دبلوماسية أن الأسبوع الطالع سيشهد حركة للسفيرة الأميركية ليزا جونسون، تزامنًا مع الحراك في مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية للأمم المتحدة ومواكبة للشكاوى اللبنانية، نتيجة التصعيد الإسرائيلي المتعدد الوجوه في لبنان وغزة والضفة الغربية، توضيحًا للمواقف الأميركية وتذكيرًا بمسلسل التحذيرات السابقة التي لفتت إلى خطورة المرحلة والاستعدادات القائمة، مخافة الانتقال إلى ما يؤدي إلى الحرب الواسعة.
إلى ذلك، أولت أوساط سياسية لـ “الجمهورية” اهتمامًا خاصًا بإعلان الإدارة الأميركية، أنّ الفرصة لا تزال متاحة لتسوية سياسية بين إسرائيل وحزب الله.
وقد تقاطع الموقف مع تأكيد مستمر من جانب حكومة بنيامين نتنياهو، على تفضيل الحل الدبلوماسي على الجبهة اللبنانية.
واعتبرت هذه الأوساط أنّ هذا التقاطع بين موقفي الولايات المتحدة وإسرائيل يؤشر إلى وجود تنسيق مشترك، يهدف إلى تثمير الضغط العسكري الإسرائيلي المتصاعد لدفع حزب الله إلى القبول بتسوية في الجنوب، وفقًا للرؤية الإسرائيلية – الأميركية.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |