أين إيران من كل ما يحدث لـ”الحزب”… وماذا عن رسالة نصرالله إلى خامنئي؟


خاص 24 أيلول, 2024

أتى الجواب الإيراني دبلوماسياً جداً إذ وضع الكرة في الملعب الأميركي، من خلال دعوة الرئيس جو بايدن لإجبار إسرائيل على عدم توسيع الحرب في المنطقة، ووضع حدّ لما يقوم به بنيامين نتنياهو، وهذا يعني أنّ كل التهديدات التي كانت تطلقها طهران لم تكن فاعلة بل صورية، الأمر الذي يطلق الهواجس من النتائج المرتقبة للحرب القائمة التي سيتحملها لبنان وحده كالعادة

كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:

ما يجري في جنوب لبنان وبقاعه وضاحية عاصمته منذ اسبوع، من تطورات عسكرية وميدانية مفاجئة بين إسرائيل وحزب الله فاق كل التوقعات، بدءاً بإختراق إسرائيل للأجهزة اللاسلكية التي كانت بحوزة الحزب، وأدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا وآلاف الجرحى، واغتيال قادة قوة “الرضوان” قبل أيام في قلب الضاحية الجنوبية، ما يؤكد بأنّ الوضع يسلك الانزلاق الكبير والحرب المفتوحة، وما يجري منذ يوم الثلاثاء الماضي على الأراضي اللبنانية، يؤكد محتوى الرسائل الإسرائيلية النارية، لتنفيذ ما تريده لعودة سكان الشمال إلى منازلهم، وإعادة مقاتلي حزب الله إلى شمال الليطاني، الأمر الذي يرفضه الأخير على الرغم من خسائره، واضعاً شرط وقف إطلاق النار في غزة مقابل الهدوء في الجنوب.
معادلة جديدة: الضاحية الجنوبية مقابل حيفا
إلى ذلك يبدو المشهد الميداني في الجنوب وكأنه جبهة حمراء حتى أمد بعيد، فلا عودة إلى الوراء بل الوضع مفتوح على شتى الاحتمالات، على غرار ما شهدناه منذ يوم الأحد والمستمر على ما يبدو، من مواجهات طاحنة وغارات إسرائيلية يومية على الجنوب والبقاع، واحياناً على ضاحية بيروت وآخرها إلقاء ستة صواريخ مساء أمس على حي ماضي، واستهداف القيادي رقم 3 في حزب الله علي كركي. فيما أتى الرد عبر مئات الصواريخ من جنوب لبنان، واستهداف قاعدة ومطار “رامات دافيد” العسكري ومجمّع للصناعات العسكرية في مدينة حيفا وعلى بُعد 50 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، كما طالت الصواريخ الجليل الأعلى، لتصبح المعادلة يوم أمس وفق التهديدات الإسرائيلية ” الضاحية الجنوبية مقابل حيفا “، مما يعني أنّ رسائل النار تتوالى والضوء الأخضر الأميركي اُعطي لإسرائيل لتحقيق هذه المعادلة، بحسب معلومات نقلها مصدر سياسي مطلّع عن دبلوماسي غربي قائلاً لـ” هنا لبنان”: “المرحلة صعبة جداً وهنالك مخاوف من تحويل لبنان إلى غزة ثانية، وهذا ما ألمح اليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لأنّ القرار الإسرائيلي اتُّخذ من ناحية إنهاء الوضع المتعثر، وإفراغ قرى الحدود من مقاتلي حزب الله، لإعادة نازحي الشمال إلى منازلهم أو الحرب الكبرى، ولا رجوع عن هذا الشرط مهما كانت النتائج.
الوضع خطير حتى الخامس من تشرين الثاني
وأشار المصدر إلى تطورات دراماتيكية سنشهدها هذه الفترة، لأنّ الضغوطات ستكون عالية السقف خصوصاً من ناحية إسرائيل، من دون أن يستبعد الخروج عن السيطرة والوصول إلى حرب شاملة.
ليختم: “الوضع الأمني الخطير الذي نعيشه كلبنانيين، سيستمر حتى الخامس من تشرين الثاني المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، والنتيجة التي ستسفر عنها لمعرفة المسار الذي سيتبعه القاطن الجديد في البيت الأبيض مطلع العام المقبل”.
أين إيران من كل ما يحدث للحزب؟
في السياق وأمام هذه المشاهد المأساوية المترافقة مع نزوح جنوبي غير مسبوق، بحيث نزح الأهالي من بيوتهم وتركوا أرزاقهم وساروا نحو المجهول، وأمام ضربات واختراقات إسرائيلية مقلقة، ثمة أسئلة تطرح عن غياب الدور الإيراني الذي ترك الحزب الحليف وحيداً، حتى أنّ بيئته الحاضنة باتت مهجّرة، لتتوالى المعادلات الجديدة وآخرها “عودة سكان الشمال الإسرائيلي مقابل عودة بيئة حزب الله إلى الجنوب وضاحية بيروت” التي نزح أعداد كبيرة من سكانها يوم أمس.
في غضون ذلك ثمة مسؤولون غربيون وعرب يقولون: “لا شك في أنّ إيران تعمل على ضبط سياستها مع الولايات المتحدة، لأنّ ذلك أكثر ما يهمها لا بل هدفها الأول، وبأنّ الحزب كان وما زال أداة في يد إيران، وورقة تفاوض من خلالها ما يخدم مصلحتها على حساب لبنان، وهذه الصورة واضحة والواقع الأخير أثبتها بكل وضوح، سائلين عن سبب عدم رد طهران لغاية اليوم على مقتل رئيس حركة حماس اسماعيل هنيّة على أرضها؟، على الرغم من كل التهديدات التي أطلقتها عن رد وشيك وموجع لإسرائيل.
ماذا طلب نصرالله من خامنئي؟
على خط حارة حريك، أفيد بأنّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله بعث برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، طالباً ضرورة تغيير قواعد الاشتباك التي اعتمدت منذ 8 تشرين الأول الماضي، والتي توزعت بين إسناد حركة حماس في غزة وبين عدم إتساع الحرب مع إسرائيل، فيما الوضع اليوم مغاير جداً والمطلوب بحسب نصرالله توسيع دائرة الإستهداف، والرد السريع على كل ما طال الحزب منذ أسبوع، فأتى الجواب الإيراني دبلوماسياً جداً إذ وضع الكرة في الملعب الأميركي، من خلال دعوة الرئيس جو بايدن لإجبار إسرائيل على عدم توسيع الحرب في المنطقة، ووضع حدّ لما يقوم به بنيامين نتنياهو، وهذا يعني أنّ كل التهديدات التي كانت تطلقها طهران لم تكن فاعلة بل صورية، الأمر الذي يطلق الهواجس من النتائج المرتقبة للحرب القائمة التي سيتحملها لبنان وحده كالعادة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us