“عودوا إلى منازلكم!”
كتب مارك صيقلي لـ”Ici Beyrouth”:
علامات استفهام كبيرة تحوم حول العبارة التي استخدمها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله غداة “الرد” على اغتيال فؤاد شكر.. “عودوا إلى منازلكم!”.. كيف به يلوّح بها وقد فقد نحو 558 شخصاً حياتهم في القصف الإسرائيلي الإثنين وحده! حصيلة مرعبة فعلاً وتكاد تقارب نصف عدد ضحايا حرب 2006 بأكملها في يوم واحد. يطرح هذا الوضع فرضيتين: إما أنّ نصرالله معزول تماماً عن أرض الواقع وإما أنه أساء قراءة الأحداث والنوايا الإسرائيلية. وبغض النظر، الوضع خطير واللبنانيون ضحايا الجنون، خصوصاً وأنّ المسؤولين الإسرائيليين أعلنوا أنّ الاثنين ليس سوى لمحة عما ينتظر البلاد. ربما هي حرب نفسية، لكن على أي حال، لا يبعث شيء على الطمأنينة.
وفي هذا السياق، صدق وليد جنبلاط مساء الاثنين، حيث عبر في حواره مع مارسيل غانم عبر شاشة الـMTV اللبنانية، عن ثلاث نقاط محقة:
أولاً، لبنان قد يستحيل غزة ثانية بحقّ! من تراه قادراً على لجم بنيامين نتنياهو؟ لا أحد. “الإخوة” العرب يستلهمون الفخر من تصريحاتهم الداعمة. وقد يرسلون بعض الأدوية وهنا تنتهي الحكاية. الأوروبيون من جانبهم، لا حول لهم ولا قوة من الجانبين. والأميركيون منشغلون بالانتخابات الرئاسية وترامب وهاريس غارقون في التفكير بأمور أخرى. أما الرئيس بايدن فقاب قوسين من التقاعد ولا أحد متهم بإهدائه الحل أو وقف إطلاق النار على طبق من فضة.
ثانياً، لبنان بحاجة لرئيس للجمهورية بأسرع وقت.. وهذا ما شدد عليه الزعيم السابق للحزب التقدمي الاشتراكي حيث أنّ لبنان الرسمي ما عاد موجوداً وأضحى مجرد ملحق للميليشيا الشيعية. أما الرجل الأنسب لهذا المنصب فيبدو العماد جوزيف عون. ويمكننا من بعد هذا الاستحقاق تصور أن حزب الله الذي أضعفت قوته سيطبق القرار الأممي رقم 1701 بشكل منسق ومقبول. وهكذا يمكن حفظ ماء الوجه ونشر الجيش على الحدود، حتى ولو لم يكن مجهزاً بالكامل. وإلا ما الذي قد يثني الإسرائيليين عن غزو لبنان وصولاً حتى نهر العاصي؟ لا شيء.. ولا أحد. ومن تراه يستطيع إجبارهم على الانسحاب بعدها؟ الإجابة تبقى نفسها.. لا أحد! لقد كشفت أكذوبة توازن الرعب وفضحها الإثنين المرعب حين أغارت مئات الطائرات المقاتلة على أكثر من 1100 “هدف”، دون أن تتصدى لها أي صواريخ. فهل هذه الصواريخ موجودة أصلاً؟ الشك تسلل إلى النفوس.. ومن يدري في حال وجدت، هل حظرت إيران استخدامها مثلاً؟
ثالثاً، أعاد جنبلاط إثارة نقطة نادى بها مراراً في السابق: تطبيق بنود اتفاقية الهدنة في 23 آذار 1949.. المعطيات كلها متوفرة، من مخطط الحدود إلى وقف القتال… كما تضمن الاتفاقية ميزة التغطية الدولية وتطبيق أسهل مقارنة بالقرار 1701.
إنها ساعة الخطر واللبنانيون على موعد يكاد يبدو محتوماً مع الإنهيار، لا بل مع العودة إلى العصر الحجري. وبالانتظار.. لا ماء، لا كهرباء، لا بنية تحتية وأزمة تخطت عامها الخامس وخدمات إنترنت هي الأغلى ثمناً والأقل فعالية. ومع ذلك، حذاري من إرادة اللبنانيين وإصرارهم على البقاء في فترة توحي بأن لا شيء قادر على الصمود بوجه الطوفان!
مواضيع ذات صلة :
ونحن أيضاً أشلاء.. | اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك! | الجيش الإسرائيلي: قوات الفرقة 98 تواصل العمل في جنوب لبنان.. وهذا ما رصدته |