المدارس تحوّلت إلى “مراكز إيواء”… تأجيل العام الدراسي والتعليم عن بُعد مطروح
في ظل التصعيدات المتكررة التي شهدها لبنان، وخاصة في القرى الجنوبية، أصبحت المدارس تكتسب دورًا جديدًا بعيدًا عن مهمتها التعليمية التقليدية. إذ تحوّلت هذه المؤسسات التعليمية إلى مراكز إيواء تستقبل النازحين من مناطق التوتر. هذا التحول جاء نتيجة الأوضاع التي دفعت العديد من الأسر إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان.
وفي السياق، أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أنّ أكثر من 90 ألف شخص نزحوا على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق عدة في لبنان، في خضم التصعيد المتواصل مع حزب الله.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الأربعاء، أنّ “أكثر من 90 ألف لبناني نزحوا حديثًا بينهم 40 ألفًا في 284 مأوى”.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، فإنّ عدداً كبيراً من النازحين الجدد كانوا في عداد أكثر من 111 ألف شخص فروا تباعاً منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل في 8 تشرين الأول، بعيد يوم من اندلاع الحرب في غزة.
وبهذا يتجاوز العدد الإجمالي للنازحين اللبنانيين منذ تشرين الأول 200 ألف شخص.
بدروه، أعلن وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، اليوم الأربعاء، أن “52900 نازح يتوزّعون على 360 مركز إيواء، وهناك 1247 قتيلاً جراء الغارات الإسرائيلية على لبنان”.
وقال ياسين من مقر لجنة الطوارئ إننا “نعالج مع وزارة الاقتصاد موضوع احتكار الفرش والبطانيات من قبل بعض التجار”.
كما جال الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير في مراكز ايواء النازحين في بيروت، وتفقد النازحين في مدرسة زقاق البلاط ومدرسة البطريركية والثانوية العاملية في رأس النبع، ثم تفقد المعهد الفني الفندقي في مجمّع الرئيس نبيه بري المهني والتقني في بئر حسن، بحضور وزيري البيئة والعمل في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين ومصطفى بيرم ومدير منظمة اليونيسف.
وكشف خير خلال الجولة عن “وجود 22 مركز ايواء في بيروت، تعمل الهيئة على تأمين فرش وأغطية إضافة إلى الحاجات الأساسية لهؤلاء ضمن الإمكانيات المتوفرة”.
ثم عقد اجتماع عمل في مبنى بلدية بيروت، ضم ممثلين عن الدفاع المدني وفوج الاطفاء، أكد خلاله أن “النازحين هم أهلنا وناسنا واقل واجباتنا رعايتهم والاهتمام بتأمين الحد الادنى من الخدمات لهم”، مناشدا الدول العربية والاجنبية والمنظمات الدولية وكذلك رجال الأعمال المغتربين “إغاثة النازحين وتقديم المساعدات للبنان في هذه الظروف الصعبة”.
تأجيل العام الدراسي
قرر وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي وقف الأعمال الإدارية في المدارس الرسمية راهنا وتأجيل انطلاقة العام الدراسي في المدارس الرسمية حتى الرابع عشر من تشرين الأول المقبل، وكلف الإدارة إعداد قرارات لهذه الغاية.
وجاء قرار الوزير بعد اجتماع إداري تربوي حيث تم عرض الجهود المبذولة في الإدارة والمناطق التربوية لمواكبة الأزمة وتداعياتها وخصوصا استقبال العائلات النازحة في المدارس الرسمية، ووجه الوزير الشكر إليهم جميعا على التعاون المستمر على مدار الساعة . ثم كان بحث في الإنطلاق من المعطيات المتوافرة لدى الوزارة والمضي قدما في تكوين الداتا المطلوبة لجهة أماكن انتقال التلاميذ والمعلمين، سيما وان وزارة التربية تسهم إسهام أساسيا في الإستجابة للأزمة وهي توفير المكان الذي يحتضن العائلات في المباني المدرسية.
كما طرح المجتمعون تطبيقاً تم إعداده لجمع الداتا المتعلقة بأماكن وجود التلاميذ والأساتذة مع كل المعطيات المتعلقة بالتواصل معهم ، كما تم عرض التنسيق مع اليونسكو لوضع خارطة طريق يمكن ان تحتاجها الوزارة إذا طال أمد الأزمة واستدعى الوضع اللجوء إلى التعليم من بعد ، وعرضوا أيضاً نتائج التواصل اليومي مع المركز التربوي للبحوث والإنماء وكيفية الإفادة من برنامج “مدرستي” وتغذيته بالدروس الموجودة على منصة “مواردي”، وتم عرض التنسيق مع شركة مايكروسوفت للإفادة من برامج التدريب والتعليم وتأهيل وتدريب المعلمين والمتعلمين على استخدام تقنياتها ومتابعة المتعلمين.
ثم طرح المجتمعون التعاون والتشبيك مع القطاع التربوي الخاص وكيفية التواصل في كل منطقة لتأمين التعليم.
التعليم عن بعد مطروح
وتم عرض أوضاع التعليم العالي الخاص والرسمي وكيفية تأمين التعليم من بعد لا سيما وأنّ مبان عديدة لفروع الجامعة اللبنانية اصبحت مشغولة بالنازحين اللبنانيين، وتم عرض إمكان الحصول على تمويل سريع من الجهات المانحة للحصول على إجازة استخدام نظام LMS لطلاب الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة التي تحتاج إلى هكذا نظام، من أجل تمكينها من التعليم والمتابعة من بعد في حال ظهرت الحاجة لهذا الأمر.
في سياق متّصل، كشف وزير التربية عباس الحلبي في حديث خاص لقناة “لمشهد” أن التعليم عن بعد مطروح بشكل جدي لتسيير شؤون العام الدراسي في لبنان بظل المواجهة الحاصلة في لبنان.
ورأى أن لبنان دخل في مرحلة جديدة من العدوان الإسرائيلي معتبراً أنّ المناطق التي كانت بالماضي تعتبر آمنة لم تعد كذلك اليوم لافتاً إلى أن إسرائيل استهدفت اليوم موقعا بالقرب من ثانوية رسمية في بلدة المعيصرة الكسروانية وهو ما ينذر بأن العدوان الإسرائيلي لم يعد يأخذ أي شيء في الحسبان.
مواضيع ذات صلة :
بين النزوح الدراسي والأزمات التعليمية.. مدارس في مهبّ الفوضى | تعميمين بشأن تنظيم العام الدراسي وتسهيل إجراءات التعليم | التعليم في لبنان يحارب الأزمات… تحديات ومساعٍ مستمرة لإنقاذ العام الدراسي |