تجّار الجوع والعتمة

أبشِر أيها اللبناني… لا كهرباء بعد اليوم. ستغرق في العتمة، لا يهمّ كيف ولماذا. المهمّ أن عليك تدبير شمعة تكسر حدّة قدرك المظلم.
ومع غياب أي رقابة لحساب الفوضى والجشع، قد لا تجد هذه الشمعة بثمن مقبول. فتجّار الجوع لن يوفّروا الفرصة ليزيدوا همومك.
وفي حين تلهث لتؤمّن مستلزمات الحياة بحدّها الأدنى وبالتكاليف الأقصى، تستمر معركة كسر العظم بين أركان منظومة الفساد حتى تسفر عن رابح يحقّق كرامتك وِفق طائفتك.

فإذا كنت مسيحياً عليك ألا تشعر بهذه العتمة، وإلا تكون متنازلاً عن حقوقك ومتآمراً على العهد القوي الذي يصارع ليحقّق لك جرعة من العنفوان تغنيك وتغذّيك.
المهمّ الإستمرار في المعركة لإضعاف مقام رئاسة الوزراء الذي حظيَ بإمتيازات على حساب رئاسة الجمهورية بعد إتفاق الوفاق الوطني في الطائف.

وإن كنت شيعياً ومن البيئة الحاضنة، فليس عليك في الأساس أن تبحث عن كرامتك، فهي في فائض من القوة المرتبط برأس المِحور ودولاراته الوفيرة. وأي كلام غير ذلك هو مؤامرة على المقاومة والمِحور… والأهمّ أن لا حكومة تدير أحوال الناس إلا متى نضجت تسويات المِحور… وصولاً إلى مؤتمر تأسيسي بما يتناسب وفائض القوة.

أما إذا كنت سنّياً، فأنت محبط. أياً كان سعر صرف الدولار. لا حلّ لك إلا باستعادة مقام رئاسة الوزراء هيبته بعد أن استهدفته الطوائف الأخرى لتهمّشه.. أما بناء دولة المؤسسات فتلك مسألة مؤجّلة حتى ترفع عنك مظلوميتك.

ووِفق هذه المعطيات، عليك أيها اللبناني أن تدبّر أمورك وتدير حياتك. فجلّ ما تستطيعه هو التفكير بتأمين الضروريات فقط لا غير. ذلك أنّ تجّار الجوع لن يتركوا لك أكثر من ذلك وأنت مشغول بما يتعرّض له زعيمك الذي يختصر طائفتك.

ففي غياب الدولة ومؤسساتها، ليس في الساحة إلا تجّار الجوع، يصولون ويجولون ويتباكون على الأزمة التي تهدّدهم وترغمهم على حرمان الشعب من لقمة عيشه.

المصدر: سناء الجاك – نداء الوطن

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us