“الحزب” على طاولة القمار


خاص 27 أيلول, 2024

يقامر الحزب ويراكم الخسائر يوماً بعد يوم، وبدلاً من الإقرار بالخطأ في الحسابات يطلع الشيخ نعيم بنبرة حادة ليؤكد أننا “دخلنا في معركة الحساب المفتوح”، وليقطع الشك باليقين “جبهة مساندة غزة مستمرة طالما استمر العدوان”.. مستمرة حتى آخر رمق في حياة اللبنانيين!

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

منذ تأسيسه في طهران العام 1982 إنتهج “حزب الله” إيديولوجية دينية متشددة وعممها على بيئته حيث منع بيع الخمور على أنواعها والجمبون وكل ما يمس التماهي مع الخمينية فانتشرت “بوتيكات” الأزياء الشرعية في المناطق الشعبية ذات الغالبية الشعبية، وصارت مدارس المهدي مقصد العوائل وأطلق الرجال لحاهم وطلّقوا ربطات العنق …ومن متممات التشدد الأخلاقي والشرعي في الغيتوات الممانعة حظر ألعاب الميسر وطاولات القمار.هذا لحظر طبيعي. القمار بالمال حرام فيما القمار بأرواح الناس حلال.

إجتماع ابراهيم عقيل بقادة فرقة الرضوان في طابق سفلي من مبنى سكني في منطقة الجاموس المكتظة أليس مقامرة بأرواح المدنيين؟ أكثر من خمسين أو ستين مدنياً، عدا قادة الميدان، خسروا أرواحهم تحت الأنقاض. ماتوا على طاولة قمار يديرها الحزب.هو يقول استُشهدوا على طريق القدس وفي الواقع سقطوا أشلاءعلى طريق الجاموس.

منذ 341 يومًا بدأ الحزب في آخر لعبة قمار. سمّى اللعبة حرب مساندة لغزة. طارت غزة أو كادت وهو يكابر ويستمر في المقامرة. خسر كل الجولات ولم يربح جولة واحدة ولا ربح شبر أرض.

هجّر الحزب بعملياته “الدقيقة”، ضد تجمعات عسكرية ومنشآت عسكرية وثكن عسكرية ومراكز إستخبارات وتجسس إسرائيلية ودبابات إسرائيلية، أهالي الجنوب إلى الشوارع والمدارس، إلى بيروت والجبل والشمال، ونجح في منع 70 ألف مستوطن إسرائيلي من العودة. بحسابات الحزب الـ ” 3 سبعات” أقوى من الـ “ستريت فلوش”. مقامرته وحساباته غير تقليدية.

يقامر الحزب بأمن مواطني الجنوب والبقاع والهرمل وأمن أبناء الضاحية وأمن شعوب العاصمة وأمن الآمنين في الجرود وأمن قاطني الجبل وأمن الشمال المستقر … يقامر الحزب بتحويل كل لبنان وبناه الفوقية والتحتية إلى أهداف مكشوفة للعدو اللئيم، علماً أن ليس في لبنان كله “زمّور خطر” واحد.

لدى “العدو” ثلاثة مطارات دولية: مطار بن غوريون، ومطار حيفا ومطار حامون، إلى عشرات المطارات الداخلية والعسكرية. يعرف “الحزب” ذلك ويقامر كل يوم بديمومة الحركة في مطار رفيق الحريري الدولي، وهو متنفسنا الوحيد للهروب من جحيم حرب استجلبت دب العدو إلى كرمنا.

يقامر “الحزب” بما تبقى من اقتصاد البلد.
يقامر “الحزب” بما تبقى من مؤسسات.
يقامر “الحزب” بتعريض أطراف لبنان إلى البتر وشرايينه إلى القطع.
يقامر “الحزب” بتهجير لبناني واسع، نصرة لمجنون قامر بأهل غزة.
يقامر “الحزب” برصيده على الطاولة وأرصدة أهل البلد.

يقامر الحزب ويراكم الخسائر يوماً بعد يوم، وبدلاً من الإقرار بالخطأ في الحسابات يطلع الشيخ نعيم بنبرة حادة ليؤكد أننا “دخلنا في معركة الحساب المفتوح”، وليقطع الشك باليقين “جبهة مساندة غزة مستمرة طالما استمر العدوان”. مستمرة حتى آخر رمق في حياة اللبنانيين! صولد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us