خيبة في صفوف النخبة المؤيدة للحزب.. وتخوف من عمليات الإختراق للقادة


خاص 27 أيلول, 2024

تريد إيران تمرير الخمسين يوماً قبل إجراء الإنتخابات الأميركية، وتراهن على صمود “الحزب” لهذه الفترة، ما دفع بالبعض إلى التساؤل حول الدور الإيراني في هذه الحرب وعن إمكانية تخلي إيران عن “الحزب” واعتباره أهم الملفات التي تساوم عليها في أي تسوية إقليمية قد تستفيد منها في تعزيز علاقاتها مع جيرانها في الإقليم

كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:

منذ السابع والثامن من تشرين الأول عام 2023 أي موعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة وحرب المساندة على الجبهة اللبنانية من قبل حزب الله، تنأى إيران بنفسها عن التدخل المباشر تاركة الساحة لأذرعها في المنطقة من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان، كما أنها تطلق وعوداً بدعم هذه الأذرع لكن لا ترقى إلى مستوى التحرك الفعلي على أرض الواقع مما يعتبره الخبراء والمراقبون بمثابة التخلي عن مشروع “وحدة الساحات”، وما الكلام الأخير للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي بأنّ حزب الله قادر لوحده على التعامل مع حرب إسرائيل إلا دليل واضح على عدم الدعم والمساندة في هذه الحرب العبثية، وهذا ما يؤكده عدم الرد الإيراني حتى الساعة على اغتيال إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية وعدم الرد على الغارات التي يتعرض لها لبنان وهي الأعنف في تاريخ الحروب مع إسرائيل والتي اغتيل خلالها نخبة قيادات حزب الله وكان آخرها غارة اليوم الجمعة على مقر قيادة الحزب في حارة حريك.

ويظهر ابتعاد إيران عن المبادرة والضغط جلياً في كلام الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان الذي يشير إلى لهجة تصالحية ومهادنة مع الغرب وعدم الرغبة في الدخول بحرب مباشرة مع إسرائيل التي تحاول جر أيران إليها، وكل ذلك لا يعبر سوى عن الرغبة بالإنفتاح على دول الغرب لا سيما الولايات المتحدة الأميركية مقابل تمرير الإتفاق النووي ورفع العقوبات.

وأكدت مصادر ديبلوماسية مطلعة متخصصة بالشأن الإيراني لموقع “هنا لبنان” أنّ إيران تريد تمرير الخمسين يوماً قبل إجراء الإنتخابات الأميركية ووصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة، وتراهن على صمود حزب الله لهذه الفترة كما أنها تقيم ما يجري على الساحة كحرب نفسية.

هذه المؤشرات حدت بالبعض إلى التساؤل حول الدور الإيراني في هذه الحرب الصعبة والتي قد تتطور إلى حرب شاملة إضافة إلى إمكانية تخلي إيران عن حزب الله واعتباره أهم الملفات التي تساوم عليها إيران في أي تسوية إقليمية قد تستفيد منها على وقع التصعيد الحاصل وتعيد تعزيز علاقاتها مع جيرانها في الإقليم. فيما بعض النخبة من المفكرين والمحللين الداعمين لحزب الله بدأوا يشككون في مواقف إيران وتزعزعت ثقتهم بها بسبب مصالحها المتعلقة بالإتفاق النووي والعقوبات المالية والإقتصادية.

وأكد أحد الباحثين الداعمين والمقربين من حزب الله لموقع “هنا لبنان” أنهم مصابون بحالة نكسة وصدمة بعد تأكيد حزب الله بأنّ كل الأمور مدروسة في ما يتعلق بالحرب مع إسرائيل، ليتضح أنّ ما يعلنه عكس ذلك بسبب الخرق الأمني الكبير الذي يتعرض له، ويقارب الباحث النكسة الحالية بما حصل جراء نكسة العام 1967 في حرب إسرائيل مع مصر والأردن وسوريا وإستقالة الرئيس المصري جمال عبد الناصر آنذاك بعد هزيمة الجيوش العربية، ويشير الباحث إلى أنه في حالات الصراعات الكبرى تنشأ حالة من الهستيريا والرعب الحقيقي كما تتشكل حالة من المرارة والألم وكي للوعي لا سيما أيضاً من حجم الخروقات الإستخبارية والأمنية للجيوش والقوى المقاومة، لافتاً إلى حجم الخروقات التي تطال حزب الله وقياداته، وآخرها غارة حارة حريك. معتبراً أنّ الإغتيالات ليست سيبرانية إنما مخابراتية من عملاء من الداخل خصوصاً أنّ حزب الله بات عدواً أول في المنطقة وكل الأجهزة الإستخبارية تعمل لاختراقه وتدميره لأنه تحول من خطر أمني إلى خطر إستراتيجي. فيما إسرائيل وبحسب الباحث وعلى الرغم من توجيه ضربات قاسية لها من قبل الحزب في حيفا وتل أبيب تعمل منذ العام 2006 على ضرب شبكة إتصالات الحزب والشبكة التنظيمية لقادته مبدياً تخوفه وقلقه من إمكانية وصول الخروقات عبر العملاء إلى شبكة الأنفاق في جنوب لبنان ومنصات إطلاق الصواريخ مما سيؤدي إلى ضربة كبرى وموجعة للحزب تتغير معها المعادلات وتساعد على الدخول البري لإسرائيل إلى جنوب لبنان، لأن شبكة العملاء الذين يجندهم الموساد تبين أنهم من نفس البيئة اللصيقة للحزب لا سيما الذين يعانون من أزمات مادية أو يتاجرون بالمخدرات وغيرها.

ولوقف هذه الحرب المدمرة وتفادي تطورها إلى حرب شاملة، تنشط الديبلوماسية من أجل إيجاد حل وتسوية لوقف إطلاق النار في غزة وهو ما حصل في أروقة الأمم المتحدة حيث وافقت 21 دولة على المبادرة الأميركية المتعلقة بهذا الأمر. وينخرط لبنان في هذه المشاورات لتعرضه لأعنف تصعيد من قبل إسرائيل بعد حرب العام 2006 والتوصل إلى تطبيق القرار الدولي 1701.

الوزير السابق الدكتور طارق متري الذي شهد على المداولات المتعلقة بالقرار 1701 قال لموقع “هنا لبنان” أنه في حال تم الإتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، فإنّ حزب الله سيكون مرناً من أجل تطبيقه مع بعض التعديلات الطفيفة عليه وستكون الديبلوماسية قادرة على تحقيق الهدف المرجو، أما في حال عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار فلا حل لوقف الحرب والإعتداءات الإسرائيلية على لبنان. واعتبر الوزير متري أنّ هناك أوجه شبه بين ما يجري اليوم وما جرى في اجتياح 2006 إلا أنّ الحرب لم تكن على حزب الله فقط إنما حرب على كل لبنان مشيراً إلى أنّ حرب 2006 لم تكن نزاعاً مسلحاً ضد حزب الله إنما على كل لبنان، أما اليوم فالإسرائيليون يؤكدون بدورهم أنهم يقومون بضرب بنية حزب الله وفق المعلومات الإستخبارية والأمنية ولا يقومون بضرب لبنان، وتكمن قوة إسرائيل العسكرية بالتكتيكات والإستراتيجيات. أما سياسياً وديبلوماسياً فهناك تصلب إسرائيلي بسبب عدم الضغط الأميركي الكافي عليهم والمتعلق بمصالح الولايات المتحدة وبالإنتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أنّ أي دولة عظمى تريد الضغط على إسرائيل لا تستعمل هذه الأساليب أو الخطابات التي تكون بمثابة الوعظ.

ورأى أنّ رصيد لبنان في العالم أصبح ضعيفاً ومتآكلاً في ظل ديبلوماسية هشة وحكومة تصريف أعمال غير قادرة على إتخاذ قرارات مصيرية وليس لها موقف تفاوضي، مشيراً إلى أنه في العام 2006 وعلى الرغم من وجود حزب الله في الحكومة إستطاعت الحكومة أن تفاوض وتم التوصل إلى إتخاذ القرار 1701 وإصداره من مجلس الأمن.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us