“الجلسة الطارئة” لمجلس الوزراء إنتهت… مناقشة أزمة النزوح والتحديات الإنسانية الراهنة

لبنان 28 أيلول, 2024

رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء مساء اليوم في السراي الحكومي، شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي ووزراء: الدفاع الوطني موريس سليم، التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، العدل هنري خوري، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الإعلام زياد المكاري، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الصحة فراس الابيض البيئة ناصر ياسين، الاتصالات جوني القرم، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الطاقة والمياه  وليد فياض الزراعة عباس الحاج حسن، الاشغال العامة والنقل علي حمية،المهجرين عصام شرف الدين، الدولة لشوون التنمية الادارية نجلا رياشي، الشباب والرياضة جورج كلاس، والاقتصاد أمين سلام، كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.

كذلك، حضر أيضاً قائد الجيش العماد جوزيف عون، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء محمود عثمان، المدير العام للامن العام اللواء الياس البيسري والمدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا .

وفي مستهل الجلسة، نعى ميقاتي، اليوم السبت، الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي استُشهد إبان غارة إسرائيليّة طالت الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الجمعة، وقال: “بداية ادعوكم للوقوف وقفة صمت حدادا على روح الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله وجميع الشهداء الذين سقطوا نتيجة حرب الابادة التي يشنها العدو الاسرائيلي على لبنان”.

وأضاف: “مسؤوليتنا الوطنية في هذه اللحظة التاريخية والاستثنائية تتطلب وضع الخلافات السياسية، والمواقف المتباعدة، والخياراتِ المتباينة جانبا، لكي نلتقي جميعاً على ما يصونُ الوطنَ ويحميه ويقوي منعته”.

وتابع: “أستحلفُكم اليومَ أنْ نضع جانباً خلافاتِنا السياسية ، ومواقِفنا المتباعدة ، وخياراتِنا المتباينة، ونلتقي جميعاً على ما يصونُ الوطنَ ويحميه” .

وقال: “إنَّ الشهداءَ الذينَ سقطوا مِنْ كلِّ المناطق ورَووا بدمائهم الارضَ، والجرحى الذين تعجُّ بهم المستشفيات والمراكز الصحية، وأهلَنا الذين هُجِّروا قسراً من بيوتِهم وأرضِهم، يستصرخونَ ضمائرَ الجميع بأنْ يتناسوا كلَّ ما يفّرق ويركّزوا على كلِّ ما يجمع.

تضامنَنا اليومَ في هذه اللحظاتِ المصيريّة مِنْ عمرِ الوطن هو أقوى ردّ على العدوانِ الاسرائيليِّ”.

وأضاف: “إنَّ الحكومة تعملُ ما في وسعِها لمواجهةِ هذه الحربِ التدميريّةِ الحاقدة التي تشنُّها اسرائيل علينا، وقد ذهبنا إلى الأمم المتحدة للتوصل الى حل، ولكن العدو ذهب بنية الغدر والتخطيط لمزيد من المجازر.

وفي كل اللقاءات التي عقدتها في الاممِ المتحدة لمست من اصدقاء لبنان دعما مطلقا لنا وتشديدا على وقف العدوان الاسرائيلي، لكنَّ شريعة الغاب التي تتحكم بالعالم جعلت العدوَّ الاسرائيليّ يفشل كل مساعي وقف اطلاق النار ويمضي في حربِهِ ضدَّ لبنان، لأنه لا يأبه، لا بقانون ولا بشرعة دولية.

ولعلَّ ما حصلَ بالامس ولا يزالُ حتى الساعة في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت وفي عددٍ مِنَ المناطق، خيرُ دليلٍ على حقيقةِ الاهدافِ الاسرائيليَّةِ المبيَّتة. ورغم ذلك فنحن نجدد تمسكنا بالشرعية الدولية والقانون الدولي”.

وطالب “مجددا بالعمل على وقف العدوان الاسرائيلي وتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وكل القرارات الدولية ذات الصلة”.

وأكد أن “الحكومةَ بكلِّ اداراتِها المدنيّةِ والعسكريّةِ والامنيّةِ والصحيّةِ والانسانيّة، مستمرةٌ في القيامِ بواجبِها بالتعاونِ مع المواطنين الذين فتحوا منازلهم لاستقبال المواطنين ومؤسساتِ المجتمعِ الاهليّ والجمعياتِ والهيئاتِ الانسانيّةِ والصحيّةِ، التي اودُّ أن أوجِّهَ لها تحيةً مِنَ القلب على ما أظهرَتهُ خلالَ الايامِ الماضية ولا تزال، مِنْ تعاونٍ وتفانٍ وما قدَّمَتهُ مِنْ جهدٍ”.

واعتذر ميقاتي “عن كل تقصير قد حصل بالنظر الى محدوديّةِ الامكاناتِ وضخامةِ  الحاجات بعدما بلغَ نزوحُ أبنائنا في المناطقِ المستهدفة حداً فاقَ كلَّ التوقعات. وسنتخذ اليومَ سلسلةَ إجراءاتٍ وتدابيرَ تُساهمَ في توفيرِ المعالجاتِ الضروريّةِ إنسانياً وصحياً واجتماعياً لاستقبال اهلنا واخواننا واحتضانهم وحفظ كرامتهم وتلافي الثغرات الطارئة الناتجة من ضغط النزوح وهول ما حصل.الدولة هي الحاضنة لأبنائها والضامنة لهم ولكرامتهم”.

وختم ميقاتي: “نحن مدعوونَ في هذه اللحظة المصيرية إلى أن نجدِّدَ وحدتنا ونجسِّدُها بالعمل سريعا على انتخاب رئيس للجمهورية، فنُنقذُ وطنَنا ونحمي شعبَنا وهذهِ مسؤوليةٌ جامعة لا تستثني أحداً، فالخطرُ يهدِّدُنا ولا يميِّزُ بينَ فريقٍ وآخر، أو طائفةٍ وأُخرى، أو مكوِّنٍ وآخر. وفي هذا الوقت الصعب ايضا نجدد التأكيد على دور الجيش والقوى الامنية في حماية الوطن وصون حدوده ووحدة أبنائه والحفاظ على دوره.

رحمَ اللهُ الشهداءَ الأبرارْ وبَلسمَ جراحَ المصابين وأعادَ كلَّ مهجّرٍ إلى ارضِهِ وحمى الله لبنان”.

كما أعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري، أننا “بحثنا الأزمة الكبيرة التي يعيشها البلد والأجهزة الأمنية قدمت عرضاً سريعاً للأوضاع وطُلب منهم ومن الوزراء أن يطلبوا ما يحتاجون اليه”.

وأضاف عقب جلسة مجلس الوزراء: “الحكومة مسؤولة عن النازحين ومراكز الإيواء وقد حصل تقصير مع موجة النزوح الاولى لأسباب عدة قبل أن تتمكن الحكومة من التقاط أنفاسها وننوّه بدور الاحزاب التي تقوم بالمساعدة”.

وتابع: “غدًا الأحد ستكون هناك جلسة في السراي الحكومة لخلية الطوارئ وجلسة وزارية مطلع الأسبوع”.

وقال مكاري: “الجهود الدبلوماسية مستمرة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يقصّر لكن الأمور ليست بالسهولة التي نظنها”.
بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، أشار وزير المالية يوسف خليل لـ”هنا لبنان” إلى أنهم ناقشوا الخطوات والاقتراحات والهموم المتعلقة بالعسكريين وغيرهم، مضيفًا أنهم درسوا التجربة التي حصلت في نيويورك والأمم المتحدة، حيث كان هناك تعاطف كبير مع لبنان، موضحًا أن التطبيق سيأخذ وقتًا. وأكد أن غياب رئيس الجمهورية أصبح مكلفًا جدًا على لبنان.

بدوره، أضاف وزير المهجرين عصام شرف الدين لـ”هنا لبنان” أنه كان هناك توافق وطني، وأن حضور الهيئات الأمنية اليوم يعكس التنسيق الواضح لمصلحة الوطن والنازحين.

كما أشار وزير البيئة ناصر ياسين لـ”هنا لبنان” إلى أنهم يسعون مع وزير التربية لضمان عدم وجود أي شخص على الطرقات، لكن ما يحصل يزيد من عدد النازحين. وذكر أن العديد من المدارس والمراكز التربوية أصبحت تأوي النازحين، وأنهم سيعملون على خدمتهم بكل ما يتوفر لديهم من موارد، بالتعاون مع المنظمات الدولية.

وأوضح أن التحديات كثيرة، حيث وصل عدد الأشخاص في مراكز الإيواء إلى حوالي 250 ألفًا، مما يعني أن هناك 750 ألفًا آخرين في أماكن أخرى، وشدد على الحاجة لدعم كبير من أصدقاء لبنان والمنظمات الدولية.

بدوره، أعلن وزير التربية عباس الحلبي من السراي الحكومي اننا “امام حرب قد تطول فدول عدة تدعم لبنان لكن إسرائيل والولايات المتحدة لا تريدان إيجاد تسوية لوقف إطلاق النار”.

وقال الحلبي لـmtv: “طرحت على مجلس الوزراء ضرورة إيجاد بدائل لإيواء النازحين عن وزارة التربية لأنها استنفدت كل القدرة الاستيعابية لمدارسها”.

كما تمنى الحلبي “ألا يتم اللجوء إلى الجامعات كمراكز إيواء كي لا يخسر الطلاب عامهم الجامعي وطرحت تأجيل التدريس باستثناء بعض الاختصاصات المرتبطة بالأزمة كالطب”.

وأشار إلى أنه “لا يجب ان تبدأ المدارس بالتعليم “اونلاين” قبل صدور تعميم عن وزارة التربية بهذا الخصوص ولذلك “يسمحولنا” ولوقف أي نشاط حتى مساء السادس من تشرين الأول”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us