“لقاء ثلاثي” يحمل ثلاثة أهداف: وقف النار… تطبيق الـ 1701 وانتخاب رئيس

لبنان 4 تشرين الأول, 2024

 

في خضم كل الأزمات التي يعيشها لبنان في الوقت الراهن برزت “مبادرة عين التينة الثلاثية” لتضفي بصيصاً من الأمل بشأن الملفات العالقة داخلياً وتبشر بالعودة الى الحوار مجدداً. إذ عُقد اجتماع ثلاثي في عين التينة ضم كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقد شدد المشاركون على أهمية وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، وضرورة انتخاب رئيس توافقي.

وبعد القمة الثلاثيّة، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في تصريح صحافي بشأن ملف الاستحقاق الرئاسي، أن موقفه ثابت وقال: “منذ عام وأنا أنادي بالحوار من أجل التوافق على الاستحقاق الرئاسي، ثم شذّبنا آلية الحوار ولم تقبل معي المعارضة. واليوم وصلنا إلى ما نحن عليه، وقد خلصنا في الاجتماعات الأخيرة إلى العمل للتوافق على شخصيّة يرضى عنها الجميع.”

وعمّا إذا كان ذلك تنازلًا عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أجاب بري: “غير صحيح، نحن تحدّثنا عن رئيس توافقي. مَن قال إن مرشحنا لا يحظى بالتوافق؟ كل شيء معقول”.

وأضاف رداً على سؤال عن موقف المعارضة، أنه طلب “إلى إخواننا في المعارضة أن يقترحوا أسماء قابلة لأن تحظى بالحلحلة والتوافق لدى الجميع، ونحن في الانتظار”، كاشفاً أن الأجواء جيدة.

وغداة لقاء عين التينة الثلاثي زار ميقاتي بكركي مساء أمس والتقى البطريرك الماروني وأطلعه على أجواء لقاء عين التينة.

وعلم في هذا الإطار ان الاستعدادت مستمرة لعقد قمة روحية في بكركي وأن الجانب الشيعي المعني بالقمة ابدى استعداده للمشاركة فيها.

وفي هذا السياق، زار ميقاتي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي واعلن الحاجة الى حوار وطني لمواكبة المرحلة الراهنة. وعلم من مصادر مطلعة انه طلب من الراعي المساعدة في حض الاطراف المسيحية على التجاوب مع المساعي الحالية لاخراج الاستحقاق الرئاسي من “عنق الزجاجة”، وقد وعده البطريرك القيام بما هو ضروري.

ورد ميقاتي على الانتقادات التي وجهت الى لقاء الامس بالاعراب عن اسفه لان يكون التركيز هو الشكل لا المضمون الوطني الجامع، فاللقاء كان وطنياً، بخلاصة مضمونه لجهة وقف النار وتطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي سياق التحرك فقد جال وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي على كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ناقلاً “خريطة طريق” اللقاء لوقف لاستهدافات الاسرائيلية في لبنان “بتطبيق القرار 1701 والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار بسردية مختلفة عن التي تقدّمها الحكومة الاسرائيلية. وانتخاب رئيس للجمهورية ميثاقي يطمئن هواجس الجميع، وتوفير الاغاثة للنازحين اللبنانيين” .

وبعد الاجتماع مع جعجع الذي استمر ساعة تقريبا، قال ابو فاعور:
“وضعت “القوات” في أجواء اجتماعات الأمس التي تشكّل محاولة لوضع خارطة وطنية تخرجنا من الوضع المأساوي الذي نعيشه، وهذه الخارطة ترتكز الى 3 نقاط اساسية، النقطة الاولى تناولت مسألة وقف الستهداف الاسرائيلي واستعداد لبنان الرسمي والسياسي لتطبيق القرار الدولي 1701 ووقف اطلاق النار بشكل فوري وارسال الجيش اللبناني الى الجنوب ليقوم بمهماته مع قوات الامم المتحدة.”

اضاف: “تم الاتفاق على هذا الامر بهدف رئيسي وهو كسر السردية الاسرائيلية التي تقول ان لبنان لا يريد تطبيق القرار 1701 واستغلالها على مستوى المجتمع الدولي.”

واضاف: “اما النقطة الثانية في خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها فتمحورت حول ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل المستجدات الكثيرة التي يمكن البناء عليها لإنهاء الفراغ الرئاسي، ولا سيما ان موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري مرن جدا ويُعوَّل عليه بعدما زالت الاعتبارات والتحفظات والاشتراطات نتيجة الظروف القائمة. وبالتالي نعتقد انه بات هناك اساس سياسي مرن يمكن البناء عليه.”

واردف: “أما النقطة الثالثة فركّزت على الموقف الوطني الجامع في اغاثة النازحين والوقوف الى جانب ابناء شعبنا، هذه المسألة التي يجب ان يعتبر الجميع انه معني بها، ليس من باب التضامن الوطني بل لتفادي اي ارتدادات سلبية قد يشهده الوضع الداخلي.”
واكد ابو فاعور، ردا على سؤال، انه “لمس تجاوبا من قبل رئيس حزب “القوات” في عدد كبير من القضايا، فيما يحتاج بعض منها الى تدقيق اكثر ولكن الأجواء ايجابية ويمكن البناء عليها”.

ولاحقاً، اصدرت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” بيان قالت فيه إنّ: “القوات والمعارضة كانوا قد حذّروا مئات ولا بل آلاف المرات من هذه الحرب، وكانوا قد دعوا في الأشهر الماضية إلى تطبيق القرار 1701 فورًا لتجنٌّب هذه الحرب، وكانوا أكثر من سعى وحاول تجنّبها، فكيف تكون إذًا القوات اللبنانيّة والمعارضة في موقع المراهنين على هذه الحرب؟.”

وتابع: “أمّا في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسيّة، فإنّ القوات اللبنانيّة جاهزة في أيّ وقت للتجاوب مع دعوة رئيس المجلس مع جلسة انتخابيّة فعليّة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة”.

فيما قال النائب فاعور بعد لقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل: “لو كانت الفكرة من لقاء عين التينة خلق اصطفاف جديد ما كنت لأكون موجودًا اليوم هنا، فهدف الزيارات هو التأكيد اننا نبحث عن قاعدة وطنية لهذا الاتفاق ولما كان ميقاتي ليزور البطريرك، انما بسياق التحضير للقاء تم النقاش انه يجب أن يكون هناك شخصية مسيحية ولكن من هي الشخصية المسيحية التي كان يجب أن تدعى للقاء تخلق إجماعًا مسيحيًا؟”

وتابع: “تم طرح أكثر من صيغة إنما تم الاستعاضة عنها بتوجيه نداء الى الشركاء في الوطن للتلاقي والالتقاء حول كذا وكذا، إذًا ما من نية لإقصاء أحد وطمأنت الشيخ سامي وأطمئنه أمام وسائل الاعلام ووجودنا في بكفيا وفي معراب انا والصديق راجي السعد دليل على أن لا خلاص إلا بموقف إجماعي يضم الكل.”

اما الجميّل فقال: “ان الأولوية اليوم هي لوقف إطلاق النار ووقف التوغل البري الإسرائيلي، وتطبيق القرار 1701 والمهم أن هذا بات موقف الدولة الرسمي والذي كان محلّ تردّد في المراحل السابقة وهذا يتطلب أن تتحمل الدولة مسؤوليتها وان يتجاوب حزب لله مع الدولة والمبادرة ويقبل بانتشار الجيش على كامل الدولة اللبنانية.”

أضاف: “ان الأهم ألا أحد يكون مكسورًا وأن نحضن بعضنا البعض وان نفهم أن أي حل لا يمكن لأحد أن يقوم به منفردًا، والمطلب هو الاعتراف بشهدائنا وتاريخنا هذا ما ننادي به منذ عشرات السنين وحان الوقت لنعترف بتضحيات بعضنا البعض، وأن البلد يجب أن يبنى بالشراكة لكن هناك خطوتان: تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة النازحين الى بيوتهم وان تستمر الدولة بالموقف الذي أعلن أمس في لقاء عين التنية.”

الى ذلك، سيزور وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لبنان نهاية الاسبوع للمرّة الثانية في خلال ثلاثة ايام. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية” انّ فرنسا تلقفت بارتياح المبادرة التي أطلقها بري وميقاتي وجنبلاط، وهو ما دفعه للعودة الى بيروت للتثبت من القدرة اللبنانية على تجاوز الأزمة الحالية والتوجّه الى تثبيت وقف النار. علماً انّ باريس ومعها عواصم الخماسية، يفضلون أن يُنتخب الرئيس قبل اي خطوة اخرى. ذلك انّ ربطه بوقف للنار سواء في الجنوب او في غزة غير ضروري، لانّه سيكون عليه متابعة التطورات الطارئة ابتداء من وقف النار واستعادة السلطات الدستورية مهماتها بعد اكتمال عقدها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us