رئيس الصورة
الرئيس المقبل سيكون المفتاح لاستمرار عزل لبنان عربياً ودولياً أو لعودة الانفتاح العربي والدولي تجاهه، وهذا الانفتاح هو المطلوب تحديداً ولكنه لن يأتي شفقة على لبنان وشعبه بل نتيجة التزام بمواصفات رئاسية تجسدها شخصية لا يسيطر عليها من ورط البلاد في ما هي فيه
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
جميلة هي تلك الصورة التي جمعت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، والأجمل هو ما صدر عنهم لجهة ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ولكن فاتهم أن يسألوا السؤال الذي يريده جنبلاط دائماً وهو: رئيس يقود الجمهورية إلى أين؟
خطوة جيدة أن يتم التراجع عن ربط انتخابات رئاسة الجمهورية بالحوار أو التشاور وأن يتم التخلي عن مرشحي التحدي ولو كان هذا التراجع والتخلي قد حصلا سابقاً لكان في لبنان اليوم رئيس للجمهورية وحكومة فعلية، أما وقد حصلت هذه الخطوة إلى الأمام فالمطلوب أولاً عدم التراجع عنها خاصة وأنّ التصريح الذي أدلى به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من بكركي ليس مشجعاً إذ أنّ فيه دعوة للحوار من أجل النقاش في الأسماء المرشحة ما يشكل عودة للطروحات القديمة وكأنّ تلك الجهة السياسية لم تستخلص أي عبرة مما جرى ويجري في لبنان، فالجدية في انتخاب رئيس تتلخص في الدعوة لجلسة انتخاب مفتوحة بنصاب مكتمل وفي خلالها يجري النقاش في الأسماء المرشحة.
ليس الأمر مقتصراً على الشكل فقط بل الأهم هو مضمون ما سيحمله الرئيس العتيد والحكومة التي ستشكل وكل الخوف أن يكون لقاء عين التينة ما يشبه المناورة للتوصل إلى وقف للنار على أن ينتخب رئيس وتشكل حكومة من دون معالجة جوهر المشكلة المتمثلة في غياب الدولة وقرارها فيكون الأمر بمثابة خشبة خلاص فقط لفريق الحرب من المأزق الذي يعيشه حالياً لتستمر بعدها مآسي الأزمات الداخلية والتحضير لحرب جديدة يدفع اللبنانيون ثمنها فقط وتعيد البلاد فترة بعد أخرى نحو العصر الحجري.
من المفترض أن يعلم هؤلاء إنّ قيام الدولة وامتلاكها للقرار والسيادة في الحرب والسلم ليس خسارة لنفوذ طائفة بل هو مكسب لجميع اللبنانيين وتحديداً لمن يعتبرون أنفسهم خاسرين فقيام الدولة سيوفر على هؤلاء المزيد من خسارة الأرواح والدماء والممتلكات وسيجنبهم المزيد من حياة الشقاء ويضع البلاد كلها على طريق الإستقرار والرفاهية.
إن الرئيس المقبل سيكون المفتاح لاستمرار عزل لبنان عربياً ودولياً أو لعودة الانفتاح العربي والدولي تجاهه، وهذا الإنفتاح هو المطلوب تحديداً ولكنه لن يأتي شفقة على لبنان وشعبه بل نتيجة التزام بمواصفات رئاسية تجسدها شخصية لا يسيطر عليها من ورط البلاد في ما هي فيه لأن استمرار هذه السيطرة لن يفتح الباب أمام إعادة الإعمار والمساعدة في الخروج من الأزمات اللبنانية وفي مقدمها الأزمة المالية والإقتصادية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
إتفاق وقف النار المكتوب… حصر السلاح بالقوى الشرعية وتفكيك ومصادرة كل ما هو غير شرعي | في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” |