بيضة القصر
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
هي ترمز إلى ولادة الريح المتجددة كل سنة في الحضارة الكنعانية،
وترمز كذلك إلى بداية خلق جديد في العقيدة الدينية المصري،
وترمز أيضاً إلى الحياة والخصوبة في الحضارات القديمة
كما ترمز إلى ولادة الجنس البشري وتدل قشرتها القاسية إلى حجر قبر السيد المسيح، وهو حين دُحرج، خرج منه النور وقام يسوع من الموت في اليوم الثالث على صلبه.
وهي في المنام فَرَجٌ ورزقة. هي البيضة منشأ الحياة، وقناة خروج أجيال من الكائنات، إن تشققت وانكسرت، لكن بيضة القصر التي صممها فنانون شباب العام 2018، رمَزت إلى صلابة لبنان الذي لا ينكسر. إنكسر زجاج حمايتها ولم تنخدش ولم تنكسر.
ولأن القصر وسيّده وأحاديثه المثيرة للجدل قيد التداول اليومي والتعليقات، وفيها المديح من جهة مريدي الرئيس وأتباعه والسخرية من الجهة مقابلة، جاءت إعادة نشر مجسم البيضة على صفحة السيدة كلودين عون روكز، لتحرّك شهية المغرّدين والمعلّقين والساخرين.
وقد أعيد عرض “تلك البيضة” الوطنية إلى جانب “بيضات” من نفس الحجم، ملونة وجذابة، توزعت في إحدى ردهات القصر بما يوحي، لا بقدوم العيد، إنما بافتتاح معرض للفن التشكيلي المعاصر.
“لبنان لا ينكسر”. شعار جميل. عنفواني. يحاكي الخطاب العوني على مستويي قادته شعبه. يشكر القادة الله أن على رأس الجمهورية اللبنانية، في هذه الأزمة، قائد تاريخي، ولولاه لكان الوضع أسوأ، أي جهنميّاً أكثر. ويشكر الشعب العظيم الله، أن وجود الرئيس عون على رأس السلطة أعاد الكرامة والشراكة والصلابة والعنفوان. أما المصاري فبتروح وبتجي.
ويُفترض بالسيدة عون روكز المؤمنة بحكمة الوالد وصوابية خيارته، أن تتوقع ردود الفعل على بيضة القصر المحنّطة العاجزة. فلا فقّسّت أملا جديداً في الـ2018 ولا فقّست صوصاً إصلاحياً في الـ2019 ولا فقّست مشروعاُ إنقاذياً قابلاً للتحقق في الـ2020 ولا فقّست بيضةُ القصر حكومة تحاكي تطلعات الناس في الـ2021. بيضة جامدة وعصيّة على الكسر كما إرادة الجنرال.
في الختام لا تستطيع شركات الإعلان أن تُطلع ثورة، فكيف لها أن تجمّل صورة حِكم يتهاوى؟ وإذا كان تقويم منجزات العهد مبكراً، ولا يتم “تقييم العهود قبل 20 أو 30 سنة” كما قالت السيدة روكز، فلنا في الثلاثين والعشرين عاماً ما يكفي لتقييم “العهد القوي”، الأقوى من بيضة من حجر!
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |