من اغتال نصرالله؟ إسرائيل أم إيران؟


خاص 8 تشرين الأول, 2024

بعد سقوط الـ 1701 تُرك “الحزب” لمصيره، لم تسانده “حماس” ولا تطوع النظام السوري لنجدته ولا تأهب الحوثي لتدمير إسرائيل ولا نفّذت إيران “وعدها الصادق” وهي التي “طوشتنا” بقدرتها الخارقة على رمي إسرائيل في البحر


كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

من المبكر تقييم الدور الإيراني الذي أوصل “حزب الله” إلى الحائط المسدود، وأوصل معه البيئة الحاضنة إلى نزوح يدمي القلب، وأوصل الشعب اللبناني إلى كارثة إضافية تزيد من نكبته وتهتك في مصير شيبه ومستقبل شبابه وأفقه المسدود.
لقد امتدت اليد الإيرانية إلى عواصم عدّة من بغداد إلى صنعاء وغزّة ودمشق وبيروت، حيث وضعت ثقلها لأجل أيرنة السياسة اللبنانية وتغريبها عن نظام المصلحة العربي الذي يضمن أمنها ويحفظ سلامة أراضيها.
ولو عدنا قليلًا إلى ما قبل عملية طوفان الأقصى، تلك المغامرة التي دمّرت غزّة على رؤوس أهلها الكِرام، وامتدت إلى لبنان بفعل الإصرار على حرب الإسناد الفاشلة وربط الساحات الذي جعل من لبنان ساحة حرب، لرأينا إسرائيل حائرة في كيفية التعامل مع خيمة نصبها “حزب الله” على الحدود وراح يتوعد “عدوّه” بالويل والثبور وعظائم الأمور.
وبعد سنة على واقعة الخيمة، قتلت إسرائيل صالح العاروري في الضاحية واسماعيل هنيّة في طهران وابراهيم عقيل وحسن نصرالله في الحصن الحصين، مركز القيادة الضارب في عمق الأرض.
سنة كانت كفيلة بالتحول الكبير بعد ضربة تلقاها نتنياهو في السابع من تشرين وخروج “حزب الله” عن القرار الدولي 1701 الضامن للاستقرار والحافظ أمن لبنان أمام المجتمع الدولي.
وبعد سقوط الـ 1701 تُرك “حزب الله” لمصيره، لم تسانده “حماس” ولا تطوع النظام السوري لنجدته ولا تأهب الحوثي لتدمير إسرائيل ولا نفّذت إيران “وعدها الصادق” وهي التي “طوشتنا بقدرتها الخارقة” على رمي إسرائيل في البحر.
صحيح أن الغارة الإسرائيلية اغتالت السيد حسن نصرالله ورفاقه في مجلس القيادة، لكن السلوك الإيراني شارك في الجريمة وأوقع الحزب في مصيدة قاتلة دمّرت كل شيء وحوّلت المستحيل إلى ممكن والصعب إلى سهل والحلم إلى واقع.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل يعود “حزب الله” إلى لبنانيته لينقذ ما تبقّى من جسمه الممزق، وإن قرر، هل تسمح له إيران التي أرسلت وزير خارجيتها ليقول لرئيسي مجلس النواب والوزراء ما هو مقبول وما هو مرفوض، في اعتداء صارخ على سيادة لبنان..
وإن قبلت إيران، هل ستقبل إسرائيل التي أثبتت تفوقها التقني والجوي والبحري وأعلنت عزمها على التوغل البرّي مهما كلّف الأمر..
من يُنقذ لبنان من هذه المصيبة؟
كل الطرق تؤدي إلى عين التينة، مقر رئيس المجلس النيابي القابض على مفاتيج جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي باتت الضرورة ملحّة لفصلها عن حالة الحرب، وانتخاب رئيس الجمهورية القادر على إعادة لبنان إلى خارطة الإنقاذ، رئيس المهمّة، المفترض ألّا يكون مرشح إيران في لبنان، ولا مُرشّح أميركا لضرب جماعة إيران بعصا الرئاسة الأولى.
ونبيه بري نفسه، هو رئيس حركة أمل اللبنانية، التي أسسها الامام موسى الصدر، والتي خرج من رحمها “حزب الله” وذهب بعيدًا حدّ الوصول إلى إيران، المعروف عنها حياكتها للسجادة لمدة 30 سنة، وقدرتها على بيعها بـ30 دقيق0629 متى فُتِح البازار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us