عام على 7 أكتوبر.. لبنان على خطى غزة

ترجمة هنا لبنان 9 تشرين الأول, 2024

ترجمة “هنا لبنان”

كتبت Sana Richa Choucair لـ”Ici Beyrouth“:

بعد مضي عام على هجوم السابع من أكتوبر والذي شنته حماس ضد إسرائيل، يبدو أن لبنان، الذي اختزله حزب الله بـ”جبهة الدعم”، يسير على خطى غزة. وذلك منذ إنطلاق هذه الجبهة في الجنوب اللبناني في 8 تشرين الأول 2023، وصولًا للحرب التي تشنها إسرائيل اليوم على بلاد الأرز، فكيف وصلنا إلى هذه النقطة؟

في غزة، استيقظ العالم في 7 أكتوبر 2023، على خبر هجوم غير مسبوق شنته حماس ضد إسرائيل: العملية حملت اسم “طوفان الأقصى” وولدت كردة فعل من الجانب الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”.

كل ذلك في غزة.

ولكن فجأة في لبنان، وتحديداً في الصباح الباكر الذي تلى هجوم حماس، أي في 8 تشرين الأول، أطلق حزب الله وابلاً من الصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية على ثلاثة مواقع إسرائيلية محصنة في مزارع شبعا الحدودية التي تحتلها إسرائيل ويطالب بها لبنان.

وسرعان ما أعلن الحزب الموالي لإيران مسؤوليته عن الهجوم في بيان نشره في الصباح نفسه، مؤكّداً أنه يندرج في إطار تحرير الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة من قبل إسرائيل وكدليل على التضامن مع المقاومة الفلسطينية.

وأتى رد الجيش الإسرائيلي فورياً، معلنا أنه ضرب البنية التحتية لحزب الله بمسيرة.

وحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أصيب رضيع وطفل بشظايا الزجاج.

ومن بعد كل ذلك، الطوفان.. طوفان من نار ودم، اجتاح أرض الأرز من جديد.

في 23 أيلول 2024، أطلقت إسرائيل عملية “سهام الشمال” ضد لبنان. وأثبتت هذه العملية الجوية العسكرية أنها الأكثر دموية منذ نهاية الحرب الأهلية، حيث تستهدف الضربات الإسرائيلية حتى الساعة مناطق عدة في لبنان، لا سيما الجنوب والبقاع والعاصمة بيروت. وبالتوازي، يواصل الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق عملياته.

حتى 7 أكتوبر 2024، سجلت أكثر من ألفي حالة وفاة ونحو 10 آلاف جريح، وفقًا لتقارير وزارة الصحة اللبنانية.

ولكن كيف وصلت بنا الحال إلى هذه المرحلة؟

لقد تحول لبنان إلى “جبهة دعم” لغزة.

وبعد مرور شهر على بدء تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل وتصاعد العنف في جنوب لبنان، التزم الأمين العام السيد حسن نصر الله الصمت وبقيت قاعدته الشعبية في حال من الترقب والارتباك.

ثم ألقى نصر الله أخيراً خطابه في 3 تشرين الثاني 2023 ليعلن أن “الجبهة اللبنانية هي جبهة دعم وتحويل واستنزاف”، بمعنى آخر، عهد حزب الله إلى نفسه بمهمة دعم حماس في حربها ضد إسرائيل في غزة، من خلال صرف انتباه الجيش الإسرائيلي وتشتيته.

واستفاض نصر الله في الحديث عن وحدة الساحات ضمن محور المقاومة الذي يضم وكلاء إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن وبالطبع غزة.

وبالنتيجة، ربط نصر الله منذ البداية الجبهة اللبنانية بجبهة القطاع الفلسطيني، ولم يكل من تكرار رفض حزب الله وقف إطلاق النار طالما أن حرب غزة مستمرة.

وأصر على هذا الموقف لنحو عام، وكرره مع كل تدخل، في محاولة لتبرير العمل العسكري الذي يقوم به حزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. كل هذا من دون أي اعتبار لإرادة الشعب أو الحكومة اللبنانية.

مواجهة على ثلاث مراحل

عرفت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل ثلاث مراحل رئيسية.

من 8 أكتوبر 2023 إلى 22 سبتمبر 2024

تركزت عمليات تبادل إطلاق النار، بمعظمها طوال هذه الفترة، في جنوب لبنان، مع بعض الضربات في البقاع، وأخرى موجهة بشكل كبير، في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفة مسؤولين كبار في حزب الله أو حماس.

خلال هذه المرحلة، التزم المتحاربون، على نحو شامل، بما أسموه “قواعد الاشتباك” المتعارف عليها كضمانة لتجنب حرب واسعة النطاق.

من 23 سبتمبر 2024

تصعيد كبير في الصراع العسكري شهده يوم 23 سبتمبر، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية سهام الشمال، ونفذ في يوم واحد 1100 غارة على 1600 هدف لحزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع. عدد شهداء الغارات الإسرائيلية ارتفع إلى 558 قتيلاً، بينهم 35 طفلاً و58 امرأة، و1835 جريحاً.

كما أعلنت إسرائيل في 17 أيلول الماضي توسيع أهداف حربها ضد حماس في غزة، لتشمل الجبهة مع حزب الله، على طول حدودها الشمالية مع لبنان.

وصرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان صحفي، عن تحديث أهداف الحرب لتشمل العودة الآمنة للشماليين إلى منازلهم. وعلى المنوال نفسه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ “العمل العسكري” ضد حزب الله هو السبيل الوحيد لضمان عودة سكان الشمال. وحدد غالانت في 18 أيلول، أن “مركز ثقل” الحرب ضد حماس “يتحرك نحو الشمال”.

وتطال الضربات الإسرائيلية حالياً مناطق واسعة من لبنان بشكل يومي، مع تركز الحوادث في الجنوب وفي بعلبك والهرمل والبقاع. كما باتت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، هدفًا لغارات إسرائيلية واسعة النطاق بشكل متزايد، وصولًا إلى مناطق أخرى، في قلب العاصمة، مثل الكولا والجناح أو حتى الشوارع القريبة من المطار. وتقول إسرائيل أنها تستهدف مستودعات الأسلحة والبنية التحتية للحزب هناك بشكل يومي.

أما منطقة طرابلس قتعرضت للاستهداف للمرة الأولى، في 5 تشرين الأول الجاري، بضربة على مخيم البداوي. في الوقت نفسه، تنهال تحذيرات الجيش الإسرائيلي باستمرار مع نداءات إخلاء لسكان عدة مناطق في جنوب لبنان وبيروت.

أما من جانب الحزب، فقد امتد إطلاق النار أيضًا إلى عمق الأراضي الإسرائيلية. وبعد أن بدأ باستهداف الشمال، وسع التشكيل أهدافه ليضرب، اعتباراً من 23 أيلول، محيط مدينة حيفا، المدينة الأقرب إلى لبنان، فضلاً عن مقر الموساد في ضواحي تل أبيب، وهو الهجوم الأول على ذلك المدينة منذ بداية النزاع.

التوغل البري

وفي ليلة 30 سبتمبر 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان صحفي أنه أطلق “قبل ساعات قليلة، هجوماً برياً محدوداً وموجهاً ضد أهداف حزب الله في المنطقة الحدودية”. ومنذ ذلك التاريخ، تدور اشتباكات يومية مع مقاتلي الحزب في عدة قرى متاخمة للحدود.

وقال غالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن، حسب ما نقل عنه مكتب الوزير الإسرائيلي (رويترز)، إن هذه العمليات البرية تندرج ضمن الإجراءات الأخيرة والمستمرة التي تهدف للقضاء على كبار قادة حزب الله وإضعاف قدرات الحزب الهجومية.

وفي هذا السياق، أشار السفير الإسرائيلي في فرنسا، جوشوا زاركا، في مقابلة أجرتها لـ”فرانس إنتر” بعد يوم من بدء العمليات البرية، إلى عدم نية إسرائيل غزو لبنان، ولا حتى البقاء في البلاد لمدة “أشهر”، بل “تنظيف جزء من لبنان على طول حدودنا”.

ومنذ أكتوبر 2023، نشرت إسرائيل قواتها على الحدود مع لبنان. وتمت عمليات إعادة انتشار عديدة، أبرزها في حزيران 2024. واستعد جيش تل أبيب منذ أشهر لسيناريو التوغل البري، متحيناً اللحظة المناسبة للتنفيذه.

حصيلة ثقيلة

لبنان يدفع الأثمان الباهظة على نحو متزايد خصوصاً في أعقاب التصعيد الأخير للعمليات العسكرية.

وسجلت السلطات اللبنانية في الفترة ما بين 23 أيلول و2 تشرين الأول 2024، مقتل ما يقرب من 1100 شخص وإصابة 3 آلاف آخرين. ويعادل هذا الرقم القياسي للضربات الإسرائيلية لمدة عشرة أيام شهراً واحداً تقريبًا من حرب عام 2006.

وفي صفوف المدنيين، الذين يشكلون أغلبية الضحايا، لم توفر الضربات موظفي الإغاثة أيضاً. وفي 3 تشرين الأول، أعلنت الحكومة اللبنانية مقتل أكثر من 40 من رجال الإنقاذ والإطفاء خلال ثلاثة أيام في الغارات الإسرائيلية. وفقد الجيش اللبناني اثنين من جنوده في غارات إسرائيلية خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، أحدهما في نقطة عسكرية مستهدفة في بنت جبيل، والآخر في الطيبة (مرجعيون)، أثناء مشاركتهما في عمليات الإغاثة إلى جانب الصليب الأحمر اللبناني.

ومن ثم في سابقة، أعلن الجيش في بيان نشره في 3 أكتوبر على منصة “إكس” أن العسكريين ردوا على النيران الإسرائيلية. وقُتل جندي لبناني في 5 ديسمبر 2023، في غارة على نقطة عسكرية في العديسة بجنوب لبنان. ومنذ ذلك الحين، استهدفت عدة نقاط عسكرية حدودية، دون وقوع إصابات.

وتضاف أزمة النزوح السكاني إلى الخسائر البشرية، حيث تعطلت حياة اللبنانيين من جديد. ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نزح أكثر من مليون شخص داخل لبنان، معظمهم من المناطق الأكثر تضرراً من القصف الإسرائيلي: جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.

وندد رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في 6 أكتوبر، بالانتهاكات العديدة للقانون الإنساني الدولي خلال الضربات في لبنان. كما يتواجد 180 ألف نازح في مراكز الإيواء. وفي هذا السياق، أشار مدير عام التربية عماد الأشقر إلى أن 40% من طلاب المدارس اللبنانية نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي.

حرب تكنولوجية

ولعل ما يميز استراتيجيات الحرب في تل أبيب، مقارنة بالصراعات المسلحة السابقة، هو بلا شك استثمار التكنولوجيا المتطورة في خدمة الأهداف العسكرية. وتعتمد أي عملية ناجحة على معلومات دقيقة. لكن إسرائيل تستثمر في الذكاء الاصطناعي لتحسين الأدوات القادرة على توليد أهداف مادية أو بشرية. واستخدم الجيش الإسرائيلي في غزة بالفعل برامج مثل The Gospel and Lavender. فهل استخدمت أيضاً في التخطيط للضربات في لبنان؟ سؤال لا يزال مفتوحاً في الوقت الراهن.

وبغض النظر، لم تخفق إسرائيل في مفاجأة الحزب الموالي لإيران. وشرع أعضاء حزب الله في التواصل باستخدام أجهزة التنبيه وأجهزة الاتصال اللاسلكي معتقدين أنهم يتجنبون نظام تتبع الموقع الجغرافي. ولم يكتشف عامة الناس ذلك إلا عندما قام الجيش الإسرائيلي بتفجير أجهزة الإرسال المفخخة في أيدي مئات المستخدمين المدنيين في غضون ثوان على مدى يومين متتاليين.

ففي 17 و18 أيلول، سجلت موجتان من الانفجارات في نفس التوقيت في عدة مناطق من لبنان، في الجنوب والبقاع وبشكل خاص في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن إجمالي 39 وفاة و2931 إصابة.

كما يجب ألا ننسى الدقة الكبيرة التي تعمل بها المسيرات الموجهة، والتي تستخدم لاغتيال كبار المسؤولين التنفيذيين، ولا القوة التدميرية المذهلة للصواريخ الإسرائيلية.

هكذا فككت إسرائيل البنية الهرمية لحزب الله، من خلال مهاجمة قمة الهرم.

القضاء على حزب الله

استهدفت سلسلة من الاغتيالات التي نظمتها تل أبيب تدريجياً مسؤولين رفيعي المستوى في الحزب الموالي لإيران.

واغتيل رأس الهرم، أي السيد حسن نصر الله، في أقوى ضربة منذ عام 2006، في 27 أيلول 2024، في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأسقطت طائرات إف-35 عشرات القنابل العنقودية، التي يزن كل منها 900 كيلوغرام، على مقر حزب الله تحت الأرض، حيث كان نصر الله يجتمع مع مسؤولين كبار. في غضون ثوان، انهارت ستة مبانٍ سكنية، وقتل 11 شخصاً بينما أصيب 108 بجروح.

وقال الجنرال هيرتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في اليوم التالي للهجوم المميت: “الرسالة بسيطة: كل من يهدد مواطني إسرائيل، سنعرف كيف نصل إليه”.

ومن خلال إقصاء نصر الله، قطعت إسرائيل رأس مجلس الشورى وأعلى الهرم التنظيمي في وقت واحد. أما من بقي من هذا المجلس فهم الشيخ نعيم قاسم نائب أمين السر، ومحمد يزبك رئيس المجلس القضائي، وإبراهيم السيد رئيس المجلس السياسي، والنائب محمد رعد رئيس كتلة الحزب البرلمانية. ومن ضمن الأعضاء الرئيسيين المعروفين في مجلس الجهاد، قُتل الشيخ نبيل قاووق، نائب رئيس المجلس التنفيذي، في 28 أيلول في غارة جوية في الشياح.

كما قُتل فؤاد شكر، وهو قائد عسكري كبير، في 30 تموز في هجوم استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت. الضربة أتت قاسية للحزب، إذ أن شكر، الساعد الأيمن لنصر الله، كان أيضاً أحد مؤسسي الحزب. وتحمله إسرائيل بشكل خاص مسؤولية هجوم أسفر عن مقتل 12 شابا، في 27 تموز، في مجدل شمس، وهي بلدة درزية في مرتفعات الجولان، مع الإشارة إلى أن حزب الله نفى مسؤوليته عن الهجوم.

وكان إبراهيم عقيل، قائد قوة الرضوان الخاصة داخل حزب الله، قد اغتيل في 20 أيلول مع 15 عنصراً آخرين من هذه الوحدة، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأفادت السلطات اللبنانية عن مقتل 55 شخصاً، بينهم مدنيون. وتعتبر وزارة الخارجية الأميركية إبراهيم عقيل “إرهابياً”، وكان مطلوباً من قبل واشنطن لتورطه في الهجمات الدموية ضد السفارة الأميركية عام 1983.

ولا يزال مصير حسين الكحيلي المستشار السياسي للأمين العام، ووفيق صفا رئيس وحدة الاتصال والتنسيق، وهاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي مجهولاً. كما اغتيل أعضاء آخرون رفيعو المستوى في ضربات متقاربة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكان علي كركي، الرجل العسكري الثالث في حزب الله، قد قُتل إلى جانب نصر الله في 27 سبتمبر، علماً بأن قائد الجبهة الجنوبية في لبنان، كان قد نجا من غارة استهدفته في 23 سبتمبر.

وقُتل أحد قادة مشاريع إنتاج الطائرات بدون طيار في لبنان، محمد سرور، في 26 سبتمبر. وحسب مصدر مقرب، كان عالم الرياضيات أحد كبار قادة الحزب الذين تم إرسالهم إلى اليمن لتدريب المتمردين الحوثيين، المدعومين أيضًا من إيران.

وقُتل إبراهيم قبيسي، مسؤول وحدات الصواريخ الدقيقة، في 24 سبتمبر. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، شكل قبيسي “مصدراً مهماً للمعرفة الصاروخية وحافظ على علاقات وثيقة مع كبار القادة العسكريين في حزب الله”.

وكان وسام الطويل قائد قوة الرضوان قد اغتيل في 8 يناير الماضي في غارة إسرائيلية على سيارته في جنوب لبنان.

كما قُتل اثنان من قادة قطاعات جنوب لبنان الثلاثة، وهما محمد ناصر (3 يوليو) وطالب عبد الله (11 يونيو).

ولا يزال حزب الله، الذي فقد أمينه العام وأضعف إلى حد كبير، متمسكاً بمواقفه. لا وقف لإطلاق النار إلا بوقف العمليات في غزة. وتواصل وحدات الحزب المنتشرة على الأرض إطلاق النار باتجاه إسرائيل. ووفقاً لمركز الأبحاث الأميركي للدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS))، أطلق حزب الله أقل من اثني عشر بالمئة من ترسانته، التي تقدر بأكثر من 130 ألف ذخيرة، باتجاه إسرائيل. وتكمن قوتها في الصواريخ بعيدة المدى التي يتجاوز مداها 100 كيلومتر.

وفي الوقت نفسه، تعتزم إسرائيل القضاء على الحزب الموالي لإيران لتأمين حدودها الشمالية بشكل نهائي.

وفي كل هذه المعادلات، لبنان الرسمي يبقى غائباً.

وكان حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قد أكد أن لبنان يواجه واحدة من أخطر المراحل في تاريخه. واقتصرت نصيحته للشعب اللبناني على “الصلاة” و”الصبر”، في حين قدمت وزارة الخارجية مجموعة من الشكاوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي.

وهنا يطرح السؤال حول مصير القرار الأممي رقم 1701؟ وتشترط إسرائيل انسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال الليطاني، الأمر الذي يرفضه الحزب بشكل قاطع.

وفي ضوء التطورات الأخيرة، تكثر المخاوف من تحول لبنان إلى غزة ثانية، حسب ما حذر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في 22 سبتمبر.

وفي ظل كل هذا الانهاك، يبقى الجيش اللبناني الشريان الوحيدة للحياة. فهل ينجح قائد الجيش العماد جوزيف عون في الحصول على الدعم السياسي والمالي الضروري لنشر قواته في جنوب لبنان، بشكل فعال هذه المرة؟

ألم يأت الأوان بعد لتستعيد بلاد الأرز سيادتها بعد أن دفعت الأثمان الباهظة مع تحويلها مرارا لساحة دفاع عن قضايا الغرباء؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us